الفصل 21

132 7 0
                                    

عاد آدم لبيته وحاول جده أن يتحدث ويعرف ما حصل معه فقال ببرود دون النظر إليه حتى: سأحل الأمر مهما كلفني ذلك فلا تقلق بشأن شركتك فهذا لم يعد هدفي بعد الآن، سأفعل ذلك كاعتذار للفتيات الثلاث وعائلاتهن فقط. ما ارتكبته بحقهن كان خطيئة لا تغتفر.

فقال بالجد بغضب يخفي به ألمه: هل ستبقى تتحدث معي هكذا أنت وهادي؟ هل نسيتما كل ما فعلته من أجلكما بسبب خطأ اقترفته؟ أدرك بأنني فعلت خطيئة كبيرة بحق حفيدتي، ولكنني فعلت ما رأيته صحيحاً في ذلك الوقت. هل تعاقبان جدكما الآن؟ أهذا جزائي الذي أتلقاه من أحفادي بعد كل هذه السنوات التي اعتنيت فيها بهما وتغاضيت فيها عن كل أخطائهما؟

بقي آدم مولياً ظهره لجده وقد دمعت عيناه بعد سماعه لهذا الكلام إلا أنه بقي ملتزماً الصمت، ثم قال الجد: حسناً كما تريدان، افعلا ما يحلو لكما فأنا أستحق ذلك.

انهمرت دموع آدم بصمت ومضى في طريقه نحو الخارج وقد شعر بالغضب من نفسه، ولكنه في الوقت ذاته لا يستطيع مسامحة جده بهذه السهولة ولا يستطيع مسامحة نفسه على ما اقترفه بحق الفتيات الثلاث.

كانت لجين تحاول تنسيق بنطالاً مع قميص طويل الأكمام يخفي الكدمات التي على جسدها وبعد ارتدائها أمسكت بمساحيق التجميل تحاول إخفاء ما ظهر منها على وجهها ورقبتها أمام المرآة الكبيرة في غرفة المعيشة وفي أثناء ذلك خرج أيهم مرتدياً ملابسه مستعداً للذهاب للعمل وما أن رأته لجين حتى جذبت قميصها بسرعة واستدارت، ولكن أيهم كان قد لمح الكدمات فاقترب منها مسرعاً وقال: ما هذا؟

ارتبكت لجين وقالت: لا شيء.

فقال بحنق: لا تكذبي، ما كل هذه الكدمات على جسدك؟ ألهذا كنت ترتدين ملابس ثقيلة وتغطين عنقك طوال الوقت؟ ألهذه الدرجة كان عنيفاً معك ذلك الوغد؟

أمسكها أيهم من ذراعيها وجعلها تستدير باتجاهه وحاول الكشف عن كدماتها، فمنعته في البداية، ولكن عندما أصر استسلمت وقد ملأت الدموع عينيها. دمعت عينا أيهم وهو ينظر لكدماتها والجروح التي على يديها وعنقها وأعلى صدرها وسألها قائلاً: كيف استطاع فعل هذا بك؟ كيف جرح يديك هكذا؟

غطت لجين جروحها بسرعة، ثم قالت: أنا تسببت بهذه الجروح لنفسي فقد كسرت بعض الزجاج لأحاول قطع الحبل الذي يقيد يدي، ولكن لم أستطع.

ابتسمت لجين والدموع في عينيها قائلة: يبدو ذلك سهلاً في الأفلام، ولكنه في الحقيقة صعب. دعك من هذا لماذا ترتدي ملابسك هذه؟ هل تنوي الخروج في حالتك هذه؟

حاول تمالك نفسه وقال: كنت أنوي الذهاب للشركة، ولكن ليس بعد الآن.

ألقى أيهم بحقيبة العمل جانباً وهم بالخروج، فأمسكت لجين بيده وسألته إلى أين فقال: لدي أمر ما عليَّ القيام به، ابقي هنا ولا تخرجي من البيت حتى أعود.

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن