(لا تنسوا التصويت لأنه بشجعني وبسعدني ... بحب أسمع رأيكم)
عادت لجين إلى الجامعة وبدأت تتحدث مع الطلاب الذين تجدهم يسخرون من صور جانا وتشرح لهم وضعها الصحي آنذاك عدا عن نفيها لقصة إغوائها لهادي وبأن الأمر محض قصة ملفقة من فتاة حاقدة، ولكن هل سينتهي الأمر بهذه البساطة وتتوقف الشائعات؟ ربما يقتنعون بأمر مرضها، ولكن ماذا عن صورها مع هادي وقد لاحظ جميع زملائهما قربهما في الفترة الأخيرة بعد أن كانا يتشاجران باستمرار.
ركبت جانا الحافلة ولا تدري إلى أين تذهب وركب هادي معها، ولكنه جلس بعيداً وهو يقول في نفسه: هل هذه أنت حقاً؟ كيف يمكن أن يحصل هذا؟ ما زلت لا أستوعب الأمر، أنا حقاً لا أصدق.
نزلت جانا من الحافلة بعد دقائق وبقيت تمشي حتى وجدت مكاناً هادئاً، فجلست وأجهشت بالبكاء. لم يستطع هادي التحمل أكثر، فاقترب منها وما أن نظرت إليه قال بسرعة: لا تهربي ولا تغضبي ولا تصرخي، أريد البقاء بجانبك.
اقترب وجلس بجانبها ثم قال: هل هذه صورك حقاً؟
فأومأت برأسها إيجاباً ثم قالت: لماذا؟ هل تريد أن تسخر مني مجدداً؟
فهز رأسه نافياً وقد دمعت عيناه، فأكملت قائلة بنبرة حزينة متألمة: إذًا ستشفق علي؟
فابتسم بحزن وقال: وكيف لي أن أشفق على فتاة قوية وشجاعة مثلك؟
فقالت جانا: لقد سلبوا مني شجاعتي وقوتي التي كنت أتظاهر بها والآن هناك من سيسخر مني وآخرون سيشفقون علي، وأنا أكره كلا الأمرين فماذا أفعل؟
لم يتمالك هادي نفسه ونزلت دموعه، فضمها لصدره بقوة ثم قال: هذا غير صحيح، فأنت كنت قوية وستبقين كذلك. لا تهتمي لكلام أحد تماماً كما كنت تفعلين معي، ومن يزعجك وجهي له لكمتك وأنا سأساعدك اتفقنا.
فابتعدت جانا عنه وقالت ببراءة: ولكنك لا تضرب أحداً.
فابتسم قائلاً: يمكنني فعل هذا لأدافع عنك وأساعدك.
بدأت جانا تمسح دموعها وتقول: ولماذا تريد مساعدتي؟ ألم تكن تكرهني؟
فابتسم هادي وقال: لأرد لك الدين، لأنك ساعدتني كثيراً من قبل.
فبدت علامات الاستفهام على وجه جانا وقالت متسائلة: متى؟
فقال: هل تذكرين فتى كان معك في المستشفى تعرض لحادث سيارة مع والده وتوفي والده بينما أصيب هو بصدمة جعلته لا يتجاوب مع أحد ولا يبدي أي ردة فعل مهما حصل؟ كان هناك فتاة صغيرة تترك غرفتها وتأتي إليه كل يوم، وتحاول التحدث معه، ويوماً بعد يوم بدأ يبدي ردة فعل تجاهها، بل وبات ينتظر قدومها حتى أصبح ينهض من سريره ويسمح لها بالجلوس بجانبه وفي أحد الأيام لم تأت، فبقي بانتظارها لليوم التالي ثم خرج من غرفته ليبحث عنها وعندما فهم الأطباء ماذا يريد أخبروه بأنها تعرضت لجلسة إشعاع كيماوي ولا يمكنها الخروج من غرفتها ولا يمكن لأحد الدخول إليها.
أنت تقرأ
سر وقناع / Secret & Mask
Romanceالجميع يرتدي قناعًا يخفي به سرًا ... معاناة ... ضعف ... ألم ... رغبة خلف كل قناع هدف يتوارى خلفه الكثير من الأسرار والتي سيأتي يومًا ما وتسقط ... ربما عندما لا يعود بحاجة لهذا القناع أو ربما يأتي شخص ويسقطه له رغمًا عنه ... 3 فتيات تجمعهن الدراسة...