الفصل 12

119 4 0
                                    

وصل آدم إلى أحد المتنزهات وأسرع إلى مكان بعيد عن الناس كي لا يراه أحد. لحق به جده واقترب منه، فوجده يبكي بحرقة، فجلس بجانبه وسأله ماذا هناك وما أن رآه آدم لم يتمالك نفسه ورمى نفسه بحضن جده كطفل صغير يحتاج لمن يواسيه ويمسح على رأسه. حزن الجد لرؤيته بهذا الحال، ثم كرر سؤاله له، فحاول آدم تمالك نفسه ومسح دموعه قائلًا: لقد رأيتها، عادت إلى حياتي مجدداً لتدمرها أكثر من قبل، وبكل وقاحة تسألني إن كنت بخير؟

فقال الجد: ماذا؟ أخبرني متى وأين رأيتها؟

فرد آدم: في البيت، لا أدري كيف وصلت إلى هناك وكيف عرفت عنوان بيتنا، صدمت عندما رأيتها أمامي بعد كل هذه السنوات. ما الذي تريده مني بعد كل ما فعلته بي؟!

عرف الجد بأنه يتحدث عن نورهان فقال: هي لم تأتِ من أجلك يا بني.

فنظر له آدم باستغراب وقال: ماذا تقصد؟

فقال الجد بجدية: أخبرني أولاً، هل حقاً تريد نسيان هذه الفتاة وإخراجها من حياتك؟

فقال آدم: بالطبع، ولكنني فشلت في فعل هذا طوال السنوات السابقة.

فقال الجد: إذاً بما أنها أصبحت هنا لدي طريقة تمكنك من الانتقام منها ونسيانها للأبد، فما رأيك؟

بدا على آدم الاهتمام بكلام جده فقال: أخبرني كيف.

كانت لجين لا تزال مع يامن في أحد المقاهي الهادئة يعملان على البحث وكان أيهم قد تبعهما بعد أن راوده الشك تجاه يامن وتصرفاته. في أثناء ذلك نهضت لجين لتذهب إلى الحمام ويامن يحدق بها مبتسماً وما أن غابت عن ناظريه تغيرت نظراته وبدأ بلمس أغراضها بطريقة غريبة، ثم أخذ المنديل الذي مسحت به شفتيها بعد أكل الكعك وشرب كوب من القهوة. بدأ يشمه بطريقة مثيرة للريبة وعندما رآها قادمة وضعه في جيبه بسرعة.

صدم أيهم مما رآه وقال: يا إلهي! إنه مجنون، إنها تجلس مع شخص مهووس بها، هذا ليس مجرد إعجاب. ماذا أفعل؟ كيف يمكنني تركها وحدها معه الآن؟

بقي أيهم يراقب الوضع من بعيد، ولكن يامن لم يتجاوز حدوده معها، بل بقي يعاملها بلطف وحرص شديدين. ظل أيهم يتبعهما إلى أن عادا للسكن، ثم عاد لشقته.

في اليوم التالي لم يذهب آدم للعمل وأصابته حالة شديدة من التوتر وأراد أن يرتاح لهذا اليوم ويعود للمتجر غداً بما أنه موعد قدوم المدعوة سيلين للمتجر. أما هادي وجانا فقد جلسا بجانب بعضهما هذا اليوم في جميع المحاضرات وقد أصبحا أكثر راحة مع بعضهما من ذي قبل وقد لاحظت نورهان بقائهما معًا وحديثهما حتى بعد انتهاء المحاضرات وقالت في نفسها: جانا، أنت لست سهلة، لقد ظننتك بريئة، ولكنك أكبر مخادعة. إذاً فهذه هي طريقتك لخداع هادي ولفت نظره. تتشاجرين معه أولاً وتلفتين انتباهه، ثم تعاملينه بلطف بشكل تدريجي فينجذب إليك دون أن يشعر. علي فعل شيء ما، ولكن ماذا؟ وما كان ينقصني هو ظهور الأحمق آدم. لماذا كان يجب أن يكون هو بالذات ابن خاله دوناً عن باقي البشر على هذا الكوكب؟! يا له من حظ! ماذا لو أخبره بشأني؟ لا يمكن هذا فحينها سيفسد كل شيء، عليَّ أن أحتال عليه وأطلب منه ألا يخبره بما حدث بيننا في الماضي وما أن أتأكد من ذلك سأبعد جانا عن هادي بأية وسيلة وحينها فقط سأحصل على ما أريد.

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن