الفصل 34

82 5 0
                                    

وصل الجميع إلى الحفل وبعد الترحيب بالضيوف وضع كل من آدم وسيلين خواتم الخطبة لتبدأ فقرة الرقصة الخاصة بهما. كان آدم محرجًا ومتوترًا ولم يكن يتخيل بأنه سيشعر بكل هذا التوتر وهو يمسك بيدها ليرقص معها. لاحظت سيلين ذلك وازداد توترها وقلقها خشية انكشاف أمرهما من أحد أصحاب العيون المترصدة.

بينما كانا يرقصان نظرت له سيلين ورسمت ابتسامة على وجهها قائلة: آدم ... أعلم بأن الوضع الذي نحن فيه غريب ومربك للغاية ولكن ... ما دمنا قد بدأنا هذه التمثيلية يجب أن نمثلها جيدًا فالأعداء هنا أكثر من الأصدقاء.

رد آدم بأسف: أنا آسف ... الأمر برمته غريب بالنسبة لي ... وفوق ذلك الرقص بين كل هؤلاء الذين يحدقون بنا.

ابتسمت سيلين قائلة: أعلم هذا ... حاول تناسي أمرهم ... دعنا نتحدث عن أي شيء آخر إلى أن تنتهي الأغنية.

ابتسم آدم وحاول مجاراتها وكلاهما تنفس الصعداء عندما انتهت الأغنية وتوجها للجلوس في المكان المخصص لهما وبعد قليل تفاجأ كلاهما بدخول يزن ورنا تمسك بذراعه وهي تمشي بخيلاء.

صك آدم أسنانه وأدرك بأن وجود هذين الاثنين لا يبشر بخير وخاصة أنهما معًا. التفت نحو سيلين وقال: كيف دخل هذا إلى هنا؟ ألم تقولي بأنه ترك العمل في الشركة؟! من قام بدعوته إذًا؟!

ارتبكت سيلين وقد تذكرت ما فعله بها وتلعثمت قائلة: أجل ... ترك العمل ... لم أره منذ ذلك اليوم ... لكن لديه علاقات جيدة مع أعضاء مجلس الإدارة ... ربما أحدهم ...

أمسك آدم بيدها وقال: فهمت ... اهدئي ... لا تأبهي لأمره فأنا هنا.

نظرت له سيلين وقد اجتمعت الدموع في عينيها الفيروزية لتقول: ماذا لو حاول الافتراء عليَّ بشأن ما حدث ذلك اليوم وحاول افتعال فضيحة ما؟! ... إنه شخص قذر ويمكنه فعل وقول أي شيء.

نظر لها آدم بحزم وشدد قبضته على يدها وقال: لا يمكنه فعل شيء ... ثقي بي ... لن أسمح لهذين بالنجاح بما يخططان له ... سأدمر خطتهما قبل أن يشرعا بها حتى ... اطمئني.

أومأت له سيلين برأسها إيجابًا وحاولت السيطرة على انفعالها كي لا تنهمر دموعها. اقترب يزن ورنا منهما وقد ارتسمت على وجه كل منهما ابتسامة شيطانية ماكرة ليقول يزن وهو يمد يده نحو سيلين قائلًا: تهانينا سيلين أرجو ...

قاطعه آدم بوضع يده بيد يزن بعد أن رأى ارتباك سيلين بقربه وقال وهو يرسم ابتسامة على وجهه: إن كنت تريد السلامة ليدك وبقية عظامك فاخرج من هنا على الفور ولا تقترب منها.

ضغط آدم على يد يزن بقوة لدرجة جعلته بالكاد يكتم تأوهه. أفلت آدم يده فأرغم يزن نفسه على الابتسام وقال: أتيت لأقدم لكما تهنئة مميزة للغاية.

رد آدم بحدة: لا نريد تهنئتك.

نظر آدم لرنا وأردف قائلًا: كنت أعلم بأنك ستفقدين صوابك، ولكن لم أتوقع لهذه الدرجة ... أيًا كان ما ستفعلينه بالاتفاق مع وغد كهذا فلن تنجحي ... إن كان هناك من عليك الانتقام منه فهو كريم ... رغم أنكِ أنتِ من أوصله لتلك الحالة بسبب أفعالك.

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن