الفصل 7

160 8 0
                                    

ذهبت جانا إلى حيث تجلس بقية الفتيات وما أن رأينها عرفن بأن هناك ما يزعجها فسألنها عما يزعجها فأخبرتهن بما حدث ثم عقبت قائلة: ما يهم هو أن التحدي الحقيقي بيننا قد بدأ.

فقالت هيلين: عن أي تحد تتحدثين جانا؟

ابتسمت لجين قائلة: إنها تقصد تحديها بالتفوق على هادي في أول يوم تقابلنا فيه هنا. تحدته بأن تهزمه في الدراسة بدلاً من أن تضربه في ذلك الوقت.

فقالت هيلين: آه صحيح لقد تذكرت. جانا أنا واثقة بأنك ستتفوقين عليه، تشجعي.

ابتسمت جانا بثقة وقالت: شكراً لك، سأتفوق على ذلك المغرور بالتأكيد ولن أدعه يتجرأ على النظر في عيني حتى بعد ذلك. تباً لذلك الأحمق المغرور المتعجرف، كلما تذكرته أرغب بضربه وركله بعيداً كالكرة.

ضحكت الفتيات عدا نورهان التي قالت باستياء: جانا أرجوك دعي هادي شأنه وسأطلب منه الأمر ذاته فكلاكما أصدقائي ولا أريد لهذه الخلافات أن تفاقم الأمور بينكما.

ردت جانا باستنكار: أدعه وشأنه؟! هو من أتى البارحة لمكان عملي وأجبرني على الاعتذار منه أمام المدير حتى يسخر مني، ذلك المتعجرف لا يفوت فرصة للسخرية مني واليوم قام بتهديدي وتحداني بأنه سيتفوق عليَّ بسهولة، ولكنني سأريه ماذا يمكنني أن أفعل.

تنهدت نورهان وقالت: جانا أرجوك دعك من هذه الأمور الصبيانية ولا تضخمي الأمور. نحن طلاب جامعة ولسنا طلاب مدرسة.

ردت جانا باستهجان وضيق: ماذا؟ صبيانية؟ لم أتوقع هذا الكلام منك.

نهضت جانا ومشت بخطوات سريعة مبتعدة عنهن، فتبعتها لجين تنادي عليها أما هيلين فقالت لنورهان: لم يكن عليك قول ذلك لها. ذلك المدعو هادي يستفزها ويسخر منها دائماً. إنها حقاً تمر بوقت صعب، ولكنها تحاول أن تكون قوية رغم ذلك.

بقيت نورهان صامتة بينما استأذنت هيلين للذهاب إلى محاضرتها التالية. تمكنت لجين من إيقاف جانا أخيراً وحاولت التحدث معها حتى لا تغضب من كلام نورهان، فابتسمت جانا قائلة: ما بك؟ لست حساسة لهذه الدرجة حتى أغضب كثيراً مما قالته، نعم غضبت قليلاً في البداية، ولكن بعد أن مشيت هذه المسافة بسرعة تحسنت.

ابتسمت لجين وربتت على كتف جانا ثم قالت: دعينا نذهب لتناول الطعام قبل أن نذهب للعمل.

مشت كلتاهما جنباً إلى جنب بضع خطوات، ثم أمسكت جانا بيد لجين وقالت: أعلم بأن هناك ما يقلقك منذ أيام ولا تريدين الإفصاح عنه. أنا أحترم خصوصيتك، ولكنني لا أحب رؤيتك حزينة هكذا لذلك أود مساعدتك وتأكدي من أنني سأبقى بجانبك.

اجتمعت الدموع في عيني لجين وكأنها كانت بانتظار كلمات بسيطة كهذه تواسيها، ولكنها أشاحت بوجهها عن جانا بسرعة وبقيت صامتة، فابتسمت جانا قائلة: لا بأس إن لم تودي إخباري، ولكن عندما تكونين مستعدة لذلك وتشعرين أنك بحاجة لمن يساندك فكوني واثقة بأنني سأسمعك وأساعدك.

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن