الفصل 20

123 6 0
                                    

لم تستطع لجين أن تغادر وتتركه وحده، فجلست على الدرج تبكي، ثم اتصلت بآدم ليأتي ويبقى معه، فأتى مسرعاً بعد سماعه لصوتها الباكي وما أن وصل حتى أسرع إليها وسألها عما حدث، فأخبرته بالأمر وهي تبكي، فضمها إليه ثم قال: لا تبكي، سأتحدث معه وأحاول معرفة ما يضايقه بشكل غير مباشر، لا تقلقي.

دخل آدم إلى الشقة، فظن أيهم بأن لجين قد عادت، فنهض ليراها وعندما رأى آدم عبس قائلًا: هذا أنت؟!

فابتسم آدم وقال بخبث: هل كنت تنتظر أحداً غيري؟

استدار أيهم عائداً لغرفته وهو يقول: لم أكنت أنتظر أحداً. الجميع يدخل ويخرج كما يشاء ليس كأنه بيتي حتى.

مشى آدم خلفه وساعده على الاستلقاء على السرير ثم قال: أعطيت لجين المفتاح كي لا نتعبك بفتح الباب. ما بك؟ أنت لا تبدو على طبيعتك منذ ليلة أمس، كما أنني لاحظت بأنك تتجاهل لجين على غير العادة.

فقال أيهم: ماذا تعني بأنني أتجاهلها، وهل كنت أعاملها بشكل مميز من قبل؟

فابتسم آدم وقال: هل تحاول خداعي الآن؟ لقد كنت تبذل ما بوسعك حتى لا تدعها مع يامن الوغد أثناء عملهما على البحث وكنت تلتصق بهما بحجة الطعام والشراب وغيره وكنت تراقبها باستمرار حتى تعود للسكن بسلام.

بدأت نظرات أيهم تذهب يميناً ويساراً، ثم قال بتوتر: أنا كنت أريد أن أحمي فتاة من شخص مهووس يطاردها، كما أنها موظفة لدي ومن واجبي ضمان عدم تعرضها للأذى.

فنظر له آدم بخبث وقال: حقا؟ وهل كل المدراء يذهبون لإنقاذ حياة موظفيهم بهذه الطريقة البطولية ويتلقون طعنة بدلاً منهم؟ وهل كل المدراء ينظرون لموظفاتهم نظرات مليئة بالحب والإعجاب؟

شعر أيهم بالغضب والتوتر وقال: إلى ماذا تريد أن تصل بكلامك هذا؟

فقال آدم: أريدك أن تعرف حقيقة مشاعرك وتعترف بأنك تهتم لأمرها، بل أنت واقع بحبها، فكل نظراتك وأفعالك تقول هذا.

حاول أيهم التحكم بردة فعله، فابتسم رغماً عنه وقال: أنا؟ أنت مخطئ، أظن بأن من عليه معرفة حقيقة مشاعره هو أنت وليس أنا، يمكنني القول بأنك أنت من تغيرت كثيراً منذ تعرفك إليها، فقد أنقذت حياتها سابقاً وأنقذت حياتها أمس وكنت قلقاً عليها حتى... حتى أنك ضممتها لصدرك ومسحت دموعها ووضعت يدك على رأسها وأنت لا تفعل هذا عادة مع الفتيات، أليس كذلك؟

ابتسم آدم وقد عرف ما به أيهم أخيرًا. عرف بأنه يشعر بالغيرة والألم لأنه يظن بأن صديقه يحب نفس الفتاة التي يحبها، فصمت آدم للحظات ثم قال: آه، هل حدث كل هذا حقاً؟ لماذا لم أنتبه إذًا؟ أنت محق بالفعل فأنا أعاملها بطريقة مختلفة.

جحظت عينا أيهم وقال بقلق: إذًا ... هل أنت حقاً تحبها؟ هل تحب لجين؟ أجبني.

ضم آدم شفتيه محاولاً منع ضحكته، ثم قال ببرود: آه لنقل... نوعاً ما ... شيء من هذا القبيل.

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن