مضى بعض الوقت وسمع هادي أنين جانا أثناء نومها، فنظر لها باستغراب وقال: يبدو بأنها ترى كابوساً.
بدأت جانا تبكي أثناء نومها وتقول: أمي إنه مؤلم، يؤلمني جداً، أمي، أين أنت؟
اقترب منها هادي بقلق وتردد بلمسها، ولكن مع ازدياد حدة تألمها بسبب الكابوس جلس بجانبها وأمسك بها محاولاً إيقاظها، ففتحت عينيها وعانقته بقوة وهي تبكي. تجمد هادي مكانه وأبعد ذراعيه عنها، ولكن بعد سماعه لصوت بكائها بدأ يربت على رأسها وظهرها بيديه محاولًا تهدئتها.
استوعبت جانا ما حدث، فابتعدت عنه بسرعة ونظرت له باندهاش حيث مسحت دموعها بسرعة لتقول متلعثمة: لم أقصد ذلك، لم أكن واعية تمامًا فقد كنت نائمة.
أمسكت جانا بحقيبتها وخرجت من هناك مسرعة ولم تستمع له عندما حاول مناداتها، وبعد خروجها قال: لم تأخذ دفتر ملاحظاتها، ولكن ما بها؟ ربما شعرت بالحرج لأنها عانقتني.
ثم ابتسم هادي بغرور وقال: ولكن هذا طبيعي، فلا يمكن لفتاة أن تقاوم جاذبيتي.
في صباح اليوم التالي في الجامعة دخلت جانا قاعة المحاضرات وتظاهرت بأنها لم ترَ هادي الجالس أمامها وجلست في مكان آخر. بقي هادي يحدق بها باستغراب ثم قال: آه، لا بد أنها لا تزال محرجة، ولكنه ليس بالأمر الجلل، فماذا إن عانقتني وهي خائفة؟ يبدو بأنها لم تكن واعية حتى ... لماذا تضخم الأمر؟ إنها فعلاً حمقاء.
وانتهت محاضرات أخرى وبقيت جانا تحاول تجنبه كلما حاول الاقتراب منها وكانت نورهان تتكفل بأمر إشغاله وإبعاده سواء عن جانا أو غيرها من الفتيات وأصبحت حديث الفتيات في الجامعة بأنها تواعد الوريث الثري هادي. أما لجين فقد كان يامن يحاول إمضاء الوقت بأكمله معها حتى بعد انتهاء المحاضرات بحجة البحث وكان يعاملها بلطف شديد لدرجة أنها لم تستطع إحراجه برفضها ولكنها اكتفت بتحذيره بشأن عدم القدوم لمكان عملها، ولم تشأ جانا بأن تكون متطفلة عليهما، فجلست وحدها في الحديقة ولم تستطع تمالك نفسها أكثر فبكت وقالت: اشتقت لك يا أمي.
أخرجت هاتفها واتصلت بجدتها وحاولت التظاهر بأنها سعيدة وبأن الحياة هنا جميلة وممتعة، ولكن الأمر لم يخفَ على جدتها ورغم ذلك حاولت مجاراتها في كذبها. كان هادي يتجول برفقة نورهان فرآها من بعيد وقال: آه، يبدو بأنها تبكي مجددًا.
فنظرت له نورهان وتساءلت قائلة: من؟
فأشار لها بيده وعندما رأتها قالت: وما المهم في ذلك؟ أقصد ربما تكون مستاءة من أمر ما.
فنظر لها هادي وقال متسائلًا: ألن تذهبي لمعرفة ما بها؟
ارتبكت نورهان ثم قالت: ربما تود البقاء وحدها في هذه الحالة كما أنني لا أحب التطفل على أحد. بعد أن تهدأ سأحاول التحدث معها.
أنت تقرأ
سر وقناع / Secret & Mask
Romanceالجميع يرتدي قناعًا يخفي به سرًا ... معاناة ... ضعف ... ألم ... رغبة خلف كل قناع هدف يتوارى خلفه الكثير من الأسرار والتي سيأتي يومًا ما وتسقط ... ربما عندما لا يعود بحاجة لهذا القناع أو ربما يأتي شخص ويسقطه له رغمًا عنه ... 3 فتيات تجمعهن الدراسة...