الفصل 32

88 2 0
                                    

تنويه: الفصل يحتوي على بعض المشاهد الجريئة والعنيفة  الغاية منها توضيح العلاقات السامة والاستغلال. يفضل لمن هم دون الـ 18 عدم القراءة.

.............................................

كان هادي قد عاد للمنزل وتحدث مع أمه طالبًا منها أن تتقرب من جانا أكثر، وتعاملها كابنة لها، وتنصحها، فجدتها لا يبدو بأنها قد سبق وتحدثت معها حتى عقب خطبتها. طلب منها أن تكون أمًا لها قبل أن تكون أم زوجها. لم تستطع أمه إخفاء ابتسامتها وربتت عليه بحب قائلة: بالطبع سأفعل كل هذا، ولكن ... ما يدهشني هو أنني رأيتك قد كبرت ونضجت دفعة واحدة ... بالأحرى منذ ارتباطك بجانا ... كيف استطاعت أن تغيرك بهذه السرعة وتفعل ما عجزنا جميعنا عن فعله؟!

ابتسم هادي وقال: أمي ... ليس الأمر أنها غيرتني ... هي فقط جعلتني أسقط قناعي الذي أتوارى خلفه بتصرفاتي اللامبالية والمتهورة ... إنها تحاول إخراج ذلك الطفل الذي بقي في السيارة المظلمة بعد الحادث ليعيش حياته من جديد ... تحفز رغبتي الكامنة بأن أكون رجلًا أفضل يعتمد عليه من أجلها ومن أجل عائلتي.

دمعت عينا أمه وعانقته بقوة، فابتسم محاولًا مقاومة دموعه من الظهور، ثم ابتعد عنها وقبل جبينها قائلًا: هيا اخلدي للنوم ... تصبحين على خير.

مضى يومان ورنا تتربص للجين وتفكر بخطتها القادمة وبالفعل لم تستطع أن تجد شيئًا يمس لجين سوى أنها تربت في ملجأ الأيتام ويعتقد بأنها لقيطة. ذهبت إلى الأماكن التي عملت بها سابقًا، وحاولت مقابلة من يعرفونها لعلها تجد شيئًا ما، ولكن دون جدوى.

استدعى آدم أيهم إلى مكتبه وقال: هل لاحظت شيئًا؟

رد أيهم وهو يجلس مقابل آدم: هل تقصد رنا؟

رد آدم بحنق: ومن غيرها؟! الأفعى الجديدة.

زفر أيهم الهواء وقال: لا يمكنني الجزم بأنها تخطط لشيء ما، ولكن نظراتها للجين منذ دخولها حتى خروجنا معًا ليست مريحة على الإطلاق.

وقف آدم وفتح ستارة النافذة الزجاجية التي تطل على مكاتب البقية وقال: نظراتها ازدادت خبثًا وشراسة في الآونة الأخيرة. علينا أن نكون حذرين يا أيهم ... أخشى أن تفعل شيئًا لتعطل حفل زفافكما.

وضع أيهم يديه على وجهه، ثم نهض واقترب من آدم قائلًا: لنطردها إذًا.

التفت له آدم وقال: كلا، أبقِ عدوك بقربك لتعرف ما ينوي فعله. لدي خطة وقد بدأت بالإعداد لها بالفعل.

تساءل أيهم قائلًا: ما هي؟

رد آدم: دعك من التفاصيل الآن ... كل ما أريدك أن تفعله هو أن تخرج مع لجين هذين اليومين مبكرًا ولا تنتظرا نهاية الدوام.

فقال أيهم: ولكن لدينا الكثير من العمل يا آدم ... ألا يكفي بأن همس وجانا وكذلك هادي لا يأتون إلا لساعتين أو ثلاثة فقط؟!

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن