PART3(غلبت تفكيري)

3.3K 192 21
                                    

على أحد المقاعد العامة أمام بوابة الجامعة، جلست هي في انتظار إشارة المرور لتفتح حتى تعبر الطريق بسبب خوفها المبرر من السيارات المارة، فتحت دفتر اليوميات الخاص بها ثم ابتسمت بهدوء عندما مررت بصرها على العبارات التي دونتها البارحة..ما تنفك ذكرى هذا الغريب في ضرب عقلها والاستحواذ على تفكيرها..

صفحة جديدة بدأتها بتاريخ اليوم ثم رسم تعبيبي يدل على البكاء وبجانبه رسمت قلب منكسر ثم بدأت أول عباراتها.

"بعد انتهاء اليوم الدراسي أفضل الذهاب بمفردي لتناول الطعام، لأ اعلم لماذا لكنِ أحب صوت الهدوء مع وجبتي المفضلة..
لا أذكر أخر مرة ذهبتُ فيها لتناول الطعام مع أحدهم..ربما هناك تلك المرة التي تم التخلي عني فيها، كان أسوأ عشاء حظيت به في حياتي ، أفكر في بعض الأحيان..، هل هناك آخرون مروا بنفس معاناتي، إن كان هناك حقًا..فكيف تخطوا هذا..؟
"مللت التظاهر بالقوة واللامبالاة وانا داخلي يحترق"

إختتمت "ملك" بجملتها المأساوية تلك صفحة أخري من صفحات تلك المفكرة الصغيرة ذات الزهرة الوردية ، التي تمنت لو تصبح حياتها وردية مثلها ، لتأخذ نفس عميق بعد ذلك مقررة تلبية نداء معدتها الحبيبة لتناول الطعام، تزامن مع فتح فتح الاشارة لعبور المارة وتوقف السيارات، فلملمت اشيائها داخل حقيبتها ثم ركضت بسرعة نحو وجهتها المحددة، ألا وهي مطعم قريب إعتادت الجلوس فيه دائما بعد الجامعة طوال خمس سنوات الجامعة
أخذت "ملك" طريقها نحو الداخل ، تحديدًا نحو طاولتها المفضلة بجانب النافذة..

توقفت في منتصف المطعم وعلى وجهها نظرات ضيق وامتعاض كذلك ، لا تعلم هل سبب هذا الضيق هو جلوس شخص أخر على طاولتها المفضلة؟! ، أو لأن هذا الشخص هو "عمر" يجلس رفقة فتاة أخرى..!

قلبت عيناها بملل قائلة في نفسها:

"الله الله ما أنت حلو أهو وبتخرج في مواعيد غرامية ، أمال كل ما تشوف وشي تقرفني إنك متأخر على الشغل ليه!.."

لا تستطيع أن تمحي شعور الغيرة من داخلها رغم تلك النظرات اللامبالية التي تتفنن في رسمها بوضوح علي وجهها..

انشغلت هي بدوامات التفكير الحمقاء تلك ولم تنتبه أنه يقف أمامها منذ برهه يلوح لها حتى تنتبه له ، حقا تبدو كمن رأت خيانة زوجها فأصابتها الصدمة..
"إيه ده انتِ ماشيه ورايا ولا ايه؟"

أردف بمزاح عندما راها تقف على بعد أمتار قليلة من طاولته شاردة الذهن ، ولم تزح عيناها عنه.
نفخت ملك الهواء بملل لتردف بنبرة لئيمة:

"أنت واخد مقلب جامد في نفسك على فكرة، وسع كده خليني أروح أكل."

كادت تتخطاه لتجلس على طاولة أخرى ، لكن سخريته أوقفتها قبل أن تخطو أولى خطواتها:

اناتولي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن