أريد القليل من الراحة والكثير من الحب، أوقاتًا هادئة بدلًا من العصيبة، نومًا هانئًا بدلًا من الأرق، يدًا لا تخذلني وتُسقط الكأس.
لا أُريد أيام في غاية الروعة، أُريدها عادية، عادية جدًا، مليئة بالطمأنينة..
كان هذا كل ما يفكر فيه أحمد منذ استيقظ من نومه صباح يوم الجمعة ، هذا الصباح الذي ظن أنه بداية حياة جديدة اختارها لنفسه
كان متوترًا لأبعد الحدود ، يفكر لماذا خائف إلى هذا الحد ، أصبح يردد كل عبارات الطمأنينة التي يعرفها ، وكل جملة قد سبق وقرأها من قبل قد تبث فيه شيء من السلام النفسي.
تمنيت الكثير من الأشياء حتي جفت أحبار أمنياتي..، تركت المجال للقدر في إعادة صياغة هذه الأمنيات ، ربما أجد فيها السلام..
قرر الذهاب لشراء بدلة رسمية جديدة قبل موعد ذهابهم للقاء والديٌ نور ، لم يكن بحاجة لها حقا ، لديه الكثير منها ، كل منا يساق إلي قدره بدون أن يشعر.
في طريق العودة كان يقود سيارته بسرعة منتظمة، لم يكن الطريق يعج بالسيارات وانما كان في حالته العادية، على الرغم من أنه لم يكن مسرعًا ، لكن كانت الصدمة شديدة أدت إلي قلب السيارة به عدة مرات، أنها لمعجزة أنه لايزال يتنفس.
كان نصف واعيًا لما يحدث حولة ، شعر بالآلم في كل عظمة من جسدة ، والدماء التي تسيل على وجهه.
متى وكيف صدمته سيارة...لا يدري
لم يمضي الكثير من الوقت ، وصلت سيارات الإسعاف والشرطة بأسرع ما يمكن ، يبدو الأمر مألوف بالنسبة له ، فهذا ما حدث قبل عدة سنوات.
أخذته سيارة الإسعاف إلى أقرب مشفى من الحادث ، ليصادف أنها نفس المشفي التي يعمل فيها مراد.
وقف مراد أمام المشفي لإستقبال المصابين في هذا الحادث، لكن تجمدت الدماء في عروقه ووقف مذهول لا يصدق الذي يراه ، لا هذا وهم ، ليس هو أنا متأكد..
"أحمد ناصر مصطفى ، 26 سنة ، لديه إصابة مباشرة في الرأس وكسر في القدم اليمني والذراع الأيسر، إصابة في الجانبه الأيسر خلفتها شظايا زجاج ، وبعض الجروح الطفيفة في الوجه"
هذا كل ما قاله الطبيب المرافق لسيارة الإسعاف، بينما ثبت مراد بصره على الفراش المتنقل لا صدق أنه يحوي جسد صاحبه.
لم يستفق من صدمته سوى على صوت جهاد التي حسته على التحرك قبل أن تسوء حاله المريض، عليه التحرك الأن ، ليس الوقت المناسب للإستسلام لمشاعره.
سحب مراد نفس عميق ثم انتزع هاتفه من جيبه يناوله لجهاد على عجالة وقال قبل أن يأمرهم بالتحرك بجسد صاحبه:
"كلمي عمر يعرف أهله"
ناول مراد هاتفه لجهاد ثم ركض إلي الداخل، بينما وقفت هي تحدق في الهاتف تبحث عن رقم ذاك المدعو عمر، ضغطت على رقم عمر ، مرة ، فالثانية ، لا رد ، تذكرت أمر أدهم لتبحث بسرعة عن اسمه.
أنت تقرأ
اناتولي (مكتملة)
Romanceمن أصدق عِبارات الحُب،عندما تُحب إنساناً ولا تعرف لماذا أحببته." قد تبدو لك البداية سلسلة لكن ما خُفيَ كان أعظم ماهو الحب برأئيك..؟ "عندما تشعر أن أنفاسك ثقلت حينما يمر طيف محبوبك في ذاكرتك وخفقات القلب أصبحت تُقرع مثل الطبول مخترقة عظميات صد...