اناتولي (مكتملة)

PART36(إشارة أمل)

"ظننت أن الوقت يشفي الجروح...لكنها مقولة كاذبة مثلها مثل الكثير من الأكاذيب التي لازمتني لهذه اللحظة.."

"كلما مر الوقت ذاد الآلم أضعاف ، فجراح القلب لا تلتئم بسهولة..تكاد لا تلتئم أبدًا خاصةً وإن كان الفقيد قطعة من روحك.."

يظن البعض أنّ الموت يؤلم الأموات، لكنه في الحقيقة ينشب أظافره في روح الأحياء..ما تنفك الذكريات تطاردهم حتي تأكل ما تبقي من ذرة تماسك ليأتي بعدها إنهيار عظيم.."

"اليوم يكون قد مر ثلاثة أسابيع علي فقدان ادهم وسيف ، لم تمر هذه الأيام مرور الكرام..في الواقع ما يجعلهم متماسكين هكذا هو أمل ضئيل بأن يكونا قد نجا من هذا الإنفجار ، فلم يتم العثور علي جثمانهما بعد بحث طويل.."

"شعور الأم لا يخيب أيضًا ، فقد أبت الأم أن تصرح بموت طفلها الحبيب هكذا وظلت تنكر خبر وفاته لهذا اليوم..، ربما تعاني من إضطراب مع بعد الصدمة..لكن لا يريد أحد أن يكسر ما تبقي منها ويطفئ شعاع الأمل الذي يبقيها حية.."

"لم تكن الصدمة أخف علي الرفاق كذلك ، فقد عاني عمر كثيرًا في هذه الفترة لدرجة أنه كان يبكِ أثناء نومه ، وفي بعض الأحيان كان يحلم بأدهم يقف علي حافة عالية علي بعد مسافة منه ويمد يده إليه لينقذه لكن في كل مره ينتهي الحلم بسقوط ادهم ونهوض عمر مفزوعًا.."

"في الواقع لم يكن احمد في أفضل حال كذلك ، لقد عادت نوبات الفزع خاصته مجددًا بعد أن عاني كثيرًا للتغلب عليها ، وعاد لتناول مضادات الإكتئاب كذلك..، حاولت نور إخراجه من حالة اليأس هذه بكل الطرق لكن ما من طريقة قد تعوضه عن غياب رفيق روحه.."

"أما مراد فقد كتم حزنه في قلبه حتي لا يؤثر علي عمله الذي يقتضي بحفظ أرواح الناس ، لهذا كان أكثر من تآلم..."

"عندما علم يوسف الخبر لم يستطع التماسك كذلك ، لقد عاد للبلاد في أول طائرة حتي يكون برفقة أصدقائه وحتي لا يتركوا والدة ادهم بمفردها كذلك.."

"كانت الساعة تشير للثالثة فجرًا عندما وصل إلي مسمعها صوت أنفاسه المتسارعة يليها تمتمته ببعض العبارات التي قد إعتادت عليها منذ هذا الحادث.."

"حاوطته بيدها ثم قبلت رأسه وهمست له بعبارات مطمئنة"

ملك:إهدي يا حبيبي مفيش حاجة ، مجرد حلم وحش

"أدارت وجهه ليقابلها فتشبث هو بها وغرز رأسه في عنقها ، شعرت بقطرات ساخنة علي رقبتها لتربت علي كتفه"

عمر:ادهم راح ، خلاص معدش موجود..

ملك:متفكرش كتير وغمض عينك ، هو في مكان احسن من هنا بكتير..حتي لو قلبك واجعك وحاسس بفراغ كبير جواك لازم تتقبل الواقع ، هو مش هيكون مبسوط وهو شايفك بتتآلم..

عمر:مش قادر اكون كويس ، مجرد التفكير أن مش هشوفه تاني..ادهم مكنش صاحبي..ادهم اخويا ومتربيين سوي ، في كل مرحلة في حياتي كان بيبقي موجود جمبي وبيساندني زي أخ كبير وأحيانا كان بيتعامل معايا معاملة الأب ، لما كنت بغلط كنت بخاف هو بس يعرف عشان ميزعلش مني وبعدين يجي يفاجئني أنه عارف كل حاجة وبيقدملي النصيحة بإبتسامته اللي عمرها ما بتغيب عن بالي أبدًا..