PART51(النفس قابلة للإصلاح)

856 74 12
                                    

"بعد ان رحل يوسف مكسور الخاطر ، وقف بقية أفراد عائلته يناظرون بعضهم..
تقدم اخوه معتز من والده بعدما برز الغضب بوضوح علي وجهه..

معتز:مش شايف ان حضرتك قسيت عليه شوية..

حسين:انت مشوفتش اخوك عمل ايه؟

"تنفس بعمق ثم قال بنبرة عقلانية"

معتز:ماهو يا بابا مكنش ينفع مهما حصل توصل للضرب ، حضرتك عارف كويس ان يوسف عصبي وكرامته غالية عليه جدًا ، وبعدين يوسف مبقاش صغير عشان يتهان بالشكل ده ، يوسف كبر و بقى مهندس و بقى أطول مني و منك..

حسين:يعني عشان أطول مني و منك يقل أدبه عليا ؟!

معتز:لا يا بابا العفو بس انا قصدي ان الضرب و الخناق مش حل! ، كان لازم حضرتك تسمعه الأول ما يمكن عنده تبرير منطقي وميطلعش هو الغلطان..

"كان يتحدث وعيناه مثبته علي تلك التي تخفي وجهها بيدها ، يبدو ان تشعر بالذنب نوعًا ما مما حدث.."

حسين:ايه هو الحل بقى يا أخويا مش انت عامل فيها كبير وفاهم كل حاجة..

"قال بسخرية فزفر الأخر بضيق"

معتز:بابا لو سمحت خد الموضوع بجدية شوية ، انا كل خوفي ان يوسف يأذي نفسه من غير ما يحس في لحظة غضب ، وأظن دي مش أول مرة يحصل حاجة زي دي ..ولا ايه!

"رفع حاجبه بإستنكار ثم قال بنبرة مستهزئة"

حسين:انت هتعمل فيها ابوه وهتخاف عليه أكتر مني؟!

معتز:  لا انا مش عامل فيها أبوه يا بابا انا كنت أبوه فعلًا و حضرتك مسافر و لو سمحت يا بابا متمدش إيدك تاني على اخويا.

حسين:انت بتقول ايه .. انت هتعمل أبوه بجد ؟!

معتز:ايوة انا أبوه انت كنت فين و راميه انت..عارف يوسف ده و هو صغير كان بيقولي انا يا بابا عشان مكنش بيشوفك بسبب شغلك اللي اهم من بيتك وولادك ، دلوقتي فاكر ان ليك أولاد عمال تزعق و تتخانق و تهزء فيهم !

مش كده وبس لأ بعدتني انا كمان عن اخويا لدرجة أني محضرتك دخوله الكلية ولا حتي حضرت تخرجه منها..قد ايه كان صعب عليا أسمع عتابه ليا في الموبايل وانا مش قادر اخده في حضني وأباركله علي نجاحه..
قد ايه كان صعب عليا مشفوش وهو بيكبر قدامي وملامحه بتتغير لشخص كبير بدل الطفل اللي كان بيعيط في حضني..

"صرخ دون وعي حتي برزت عروقه أكثر." كنت فين قولي..

حسين:كنت فين ؟! كنت بجيبلك أكل و شرب كنت بجيبلك فلوس عشان تقف راجل و تتباهى قدام الناس كنت في الغربة بشقي وبتعب عشان خاطرك انت واخوك وطالع عيني عشان في الاخر تطول لسانك عليا ..

"ضحك بإستهزاء بينما يتلفت حوله."

معتز:هو فين اخويا..؟

"في هذه الأثناء كان يوسف يقود سيارته الي اللامكان..ظل يسرع حتي توقف فجأة بجانب الطريق..ضرب يديه بقوه في عجلة القيادة وصرخ بغضب..
فك حزام الأمان ثم نزل من السيارة وأخذ يتجول ذهابًا وإيابًا بينما يتنفس بسرعة ، ثم توقف فجأة وركل عجلة السيارة الخلفية..
إستند بظهره علي السيارة وظلت قواه تخير علي وقع جالسًا..
ضم ركبتيه إليه وإستند برأسه عليها ثم أخذ يبكِ كطفل صغير فقد لعبته الثمينة..

اناتولي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن