PART35(ألم في القلب)

1K 84 8
                                    

"اليوم يكون قد مر أسبوعان على ذهاب أحمد وزوجته إلي إيطاليا ، وها هو موعد وصولهما بعد ساعات قليلة..

كانت غرفة الفندق خالية منها عدا هو الذي ظل يدور حول نفسه يبحث عن حاجياته وقد تملك الإحباط منه، لا يعلم السبب بالظبط لكن هناك شيء يؤرقه لكن لا يستطيع تحديد ماهيته.

"فين جواز السفر بتاعي! "

ظل أحمد يبحث لوقت طويل لدرجة أنه قام بقلب الغرفة رأسًا علي عقب، حتى مل البحث وارتمى على الفراش يطالع السقف بشرود وعقله ليس في محله.

عادت نور من الخارج لتجده يجلس على طرف الفراش يخبئ وجهه بين كفيه، فركضت له وجثت أمامه بقلق بالغ هاتفة:

"مالك يا حبيبي حصل حاجة ، وليه الأوضة شكلها كده؟ "

رفع أحمد رأسه لها بملامح حزينة وقال بيأس:

"جواز السفر بتاعي مش لاقيه والطيارة كمان كام ساعة "

ضحكت نور بخفة على نبرته المحبطة تلك وقالت:

"يعني ده كل اللي مزعلك؟ "

همهم أحمد بضيق وقال:

"بقولك جواز السفر ضاع وكده مش هعرف أرجع مصر ، هو آه أنا مش عاوز أرجع بس الطيارة هتفوتنا"

ضحكت نور بخفة ثم نهضت وتوجهت ناحية إحدى الحقائب التي تحتوي على ملابسهم وأخرجت منهم جواز السفر خاصته، ثم عادت تناوله إياه وقالت:

"ما أنت لو كنت ساعتني وأنا بجهز الشنط مكنتش احترت كده وفضلت تلف حوالين نفسك "

أخذ جواز السفر من يدها وقام بلف يده الأخرى حول خصرها ثم قبل وجنتها وقال بنبرة دافئة:

"Grazie amore mio.."شكرًا لك حبيبتي"

تذمرت نور من حديثه باللغة الإيطالية وقالت:

"ذلنا بقي عشان عارف كلمتين إيطالي "

تعالت أصوات ضحكات أحمد وهو ينظر لهذا التعبير الطفولي علي وجهها، ثم غمز لها عابثاً وقال:

"كلمتين بس! أنا معايا أربع لغات غير اللغة الأم يا روحي، زوجك مثقف بس إللي يقدر "

نظرت له نور بدهشة وهتفت بنبرة غير مصدقة :

"معاك أربع لغات! اتعلمتهم أمتى وأنت في هندسة! ده أنا مكنتش بعرف أتنفس من كتر الضغط إللي عليا"

ابتسم لها أحمد بهدوء وقال:

"أه طبعًا ، معايا إنجليزي وإيطالي وفرنساوي، وتركي ، وكنت بتعلم ياباني بس الشغل واخد كل وقتي ومبقيتش بهتم أوي..تعلم اللغات سهل بس محتاج دماغ رايق "

تمسكت نور بقميصه وقالت بأعين لامعة :

"طب قولي بحبك بكل اللغات اللي معاك دي "

اناتولي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن