PART45(وعد وخلاف)

898 81 7
                                    

"ليس من السهل علي الإنسان أن يتقبل فكرة أنه تم إستغلاله والتلاعب به طوال الوقت...سيحاول أن ينتقم بكل ما أوتي من قوة في وقتً ما..فترقب.."

..كان قد إتفق يوسف علي مقابلة الفتاة التي تدعي مريم اليوم..لا يعلم ماذا يقول ولا كيف يبدأ حديثه حتي..

هو غاضب ، غاضب لدرجة غير معقولة..إن ثبت أنه تم التلاعب به حقًا طوال هذه المدة..فهو علي الإستعداد لقلب حياتهم رأسًا علي عقب فقط ليأخذ إنتقامه.."

لقد تم نبذه صراحةً من قبل عائلته..عليه الإعتراف انه لم يشعر أبدًا بالدفء معهم في ذلك المنزل الكبير لكن إستطاع التعايش مع الوضع..إعتبر نفسه يعيش في سكن مشترك منذ البداية وأقتنع بهذا..لكن لا يمكنه قبول هذا الإستبداد بصدر رهب دون تفسير واضح يقبل به عقله وقلبه معًا..

لا بأس انا ذاهب الأن لإكتشاف الحقائق ، أعد أنني سأنتقم لنفسي التي دمرتها بالحزن والأسي علي حالي..إنتظريني أيتها العائلة المزيفة.."

"وقف أمام المرآة يعدل ثيابه قبل أن يخرج فسمع صوت جرس الباب ، ظن أنه ادهم قد نسي شيء ، لكنه تفاجئ عندما رأي الطبيبة جهاد أمام المنزل..

يوسف:دكتورة جهاد..في حاجة ولا ايه..

"أجابت بنبرة عادية توحي بالضيق والحزن.."

جهاد:ادهم موجود؟

يوسف:لا ادهم راح الشغل من بدري..هو عمل حاجة!

"تنهدت بضيق وصمتت لبضع ثوانٍ قبل أن تقرر الحديث..لم تكن تريد أن تتكلم عن حياتهما الشخصية لكن فاض بها حقًا.."

جهاد:حصل إن صاحبك مش مهتم بيا ومبقاش يسأل عني زي الاول وكل ما أكلمه يقولي مشغول ومش فاضي وكلام من النوع ده..بقيت بحس أنه مبقاش يحبني ، حتي موضوع جوازنا مبقاش يتكلم فيه..

شعر بنبرة الحزن في صوتها ، لا يعلم هل يواسيها او يلوم صديقه..

يوسف:انتِ عارفة إن موت والدته لسه مأثر عليه ، عشان كده عاوزك تعذريه الفترة دي وهو هيحسن من نفسه ، وأوعدك هتكلم معاه وهشدلك ودانه كمان بس انتِ متزعليش..

"اومأت له بيأس ثم ودعته ورحلت..إلتقط هو مفاتيح السيارة من علي الطاولة بجانب الباب ثم ذهب لموعده..

"في منزل عمر كان يتجهز هو الأخر للذهاب الي عمله ، كان يشعر منذ وقف أمام المرآة يمشط شعره أن هناك أعين صغيرة تراقبه..انها ملاكه الصغير تتواري خلف الباب وتختلس النظر إليه..لقد بدأت في السير منذ فترة قصيرة وبالكاد تنطق عدة كلمات مجمعة بطريقة صحيحة..

"أشار لها بيده لتأتي إليه..

عمر:تعالي يا سكرة عارف إنك واقفة عاوزة حاجة

"مشت إليه بأرجلها الصغيرة اللطيفة ، نزل إلي مستواها وضمها إليه ثم قبل رأسها ونظر داخل عينها الصغيرة..

اناتولي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن