"ها هو شهر أخر قد مر ، بالطبع لم يمر مرور الكرام..
فوالد يوسف لم يتركه لحاله بعد أن تمرد وقرر عصيان أوامره.
ظن أنه سيرحل ليوم او إثنان ، وربما يطول الأمر لأسبوع وبعدها سيتوسل إليه ليعود للبيت مجددًا "من سيتحملك هذه المدة" هذه الجملة التي ظل يرددها لنفسه ، فلم يتخيل ابدًا أن اصدقائه سيقدمون له عمل ومنزل وعائلة بهذه السرعة ، لقد عوضوه تمامًا عن أي نقص قد شعر به..لم تخلو هذه المدة أيضًا من التهيدات التي كان يرسلها له والده والتي أعتاد عليها كثيرًا من قبل ، تأتيه الرسالة فيقوم بمسحها دون النظر إلي محتواها حتي وينتهي الأمر ، ثم ينسي وتعود البسمة علي وجهه مجددًا..
لقد إفتقد هذه الحياة الهادئة كثيرًا ، دائمًا ما كان يتم لومه وتأنبيه علي اللاشيء ، نادرًا ما كان يتناول وجبة طعام مع العائلة ، لأنه إن فعل سوف تتم معايرته عليها لبقية اليوم..
هذا هو الجانب الأسود من حياة هذا الولد المدلل ، ربما ظننت أنه نشأ في بيئة مرفهه غنية وتلقي أفضل معاملة وما إلي ذلك ، هذا هو الجانب الظاهر إليك ، وبالطبع ما خفي كان أعظم..
من منا لم يحسد شخص علي إبتسامته التي لم تفارق وجهه ، وعن وجود الكثير من الأشخاص من حوله ، من منا لم ينظر إلي أملاك جاره ولم يقل "هو أغني مني ويملك ما لم أري مثله في حياتي" ، لكن هل فكرت مقابل هذه الغنيمة التي تحسده عليها ماذا يمتلك داخل قلبه!
صديقي الإنسان إياك والنظر إلي ما يملك أخاك في الله ، فهناك دائمًا ، دائمًا جانب مظلم يحوي بداخله قلب خاوً لم ولن يظهر لك ما دمت تحسده علي الجانب المشرق من حياته البائسة.."
"ربما يعتريك بعض الندم الذي لن يدوم لخمس دقائق إن لم يكن أقل ، عندما تجلس في وقت فراغك الذي يكون طوال اليوم وتري صورة ذلك الجار الغني أمامك علي موقع من مواقع التواصل الإجتماعيٌ ومكتوب أعلاها "لقد مات اليوم فلان منتحرًا"
تًري ماذا دفع هذا الرجل الذي لم تفارق البسمة وجهه وأخذ كامل حظه من الدنيا أن يرتكب فعلة شنعاء مثل هذه في حق نفسه..؟!
ما مقدار المعاناة التي تحملها قلبه ولم يفصح عنها لسانه!.
هل هذا الرجل الذي تمنيت داخليًا وعلنيًا أن أكون مكانه؟ ، أو علي الأقل أن أنول بعضً مما يملك!
هل تساوي كنوز الدنيا سعادتي! ، لا..ما كنت لأتمني أن تكون نهياتي مثل هذا الرجل الذي تعذب في دنياه وسينال أشد وأقوي من هذا في آخرته.."
"رحم الله قلوبنا وهدانا إلي طريقً مستقيم.."
"جلس ثلاثتهم في أحد المطاعم بجانب الشركة يتناولون الغداء فترة الظهيرة."
يوسف:ما شاء الله يا عمر ، ابوك مش عاطيني فرصة أكتئب ، طب يديني فرصة أتنفس حتي ده انا لسه متوظف جديد
أنت تقرأ
اناتولي (مكتملة)
Romanceمن أصدق عِبارات الحُب،عندما تُحب إنساناً ولا تعرف لماذا أحببته." قد تبدو لك البداية سلسلة لكن ما خُفيَ كان أعظم ماهو الحب برأئيك..؟ "عندما تشعر أن أنفاسك ثقلت حينما يمر طيف محبوبك في ذاكرتك وخفقات القلب أصبحت تُقرع مثل الطبول مخترقة عظميات صد...