"مع سقوط أخر ورقة شجر إنقضي فصل الخريف ليأتي بعده ليالي الشتاء الباردة..
علي السلم المؤدي إلي سطح المشفي كان يجلس هو..يضم قدميه إليه ويبكي بمفرده..
قطرات المطر تتزامن مع قطرات الماء التي تسقط من بين جفونه المؤرقة من قلة النوم..
صحيح فقد علم للتو أن والدته مصابه بهذا المرض الخبيث في أخر مراحله..ما هي إلا أيام معدودة وستودع الحياة ، لم يعد للعلاج اي تأثير في هذه المرحلة ، أصبح الموت شيء مؤكد ولا نقاش فيه..
لا اعلم كيف يكون الوداع ، لستُ مستعد لهذا بعد..الكثير من الكلمات بلا معني..
هذا الركن البعيد البارد لم يملك تأثير علي جسده يضاهي البرودة التي يشعر بها في أعماق روحه..
أحكم قبضته علي صدره يعتصر هذا العضو الذي يزداد آلمه كلما فكر في حياة بدون المرأة التي يلجأ إليها في لحظات فرحه وحزنه وجميع تقلباته..
كيف الحياة بدون تلك اليد التي إمتدت له لتساعده ليخطو أول خطواته ، الحضن الدافئ الذي رفض الإبتعاد عنه ليذهب للروضة ، الثياب التي تمسك بها في أول يوم في المدرسة..القبلة التي يتلقاها في كل مرة يعود للمنزل..الروضة..المرحلة الإبتدائية..الإعدادية..الثانوية ثم الجامعة..ثم يليها عناق بأعين دامعة فرحة بعودته سالم بعد كل مهمة..
كيف سأعود لمنزل ليس فيه أمي..كل ركن من أركانه له ذكري خاصة..هنا كانت تصرخ علي حتي أتوقف عن التشقلب علي الأريكة كي لا أسقط..وفي النهاية صوت بكائي يصدح في أرجاء المنزل لأنني سقطت.!
وهنا كُسرت مزهرية لأنني أبيت إتباع اوامر والدتي بعدم لعب كرة القدم في المنزل..
..هنا إبتسمت لي أمي لأنني أنهيت طبق الطعام كاملاً..هنا إحتضنتي لحصولي علي المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم..هنا..وهنا...وهنا...سيل من الذكريات تدفق إلي عقلي دفعه واحدة ، شعرت بالإنهيار ولم أستطع تمالك نفسي ، اريد الصراخ..أريد..أريد أمـي..
"رفع رأسه عندما شعر بأحدهم يضع معطف ثقيل علي كتفه..إنها هي..لا يريد ان تراه في أكثر لحظات ضعفه..لا يريدها أن تري دموعه.."
"أشاح ببصره عنها عندما جلست بجانبه ، مدت يدها لتدير وجهه إليها وقامت بمسح بقايا قطرات الدموع عن عينه بإبهامها وقالت بنبرة رقيقة."
جهاد:عارفة ان صعب تتقبل فكرة إن والدتك مش هتكون موجودة ، بس متنساش إن ده قضاء ربنا وعاجلاً أم أجلاً هيحصل بس الفرق إن ربنا جعل للأمر سبب معلوم وإدالك فرصة تودعها بشكل ملائم متندمش عليه بعدين..لسه في وقت تقول كل اللي في قلبك..
"وضع يده علي عينه وقال بأسف."
ادهم:مش قادر..مش قادر أتقبل فكرة إن ماما..الأسوء إن انا عارف إنها بتتآلم ومفيش في إيدي حاجة اعملها..
أنت تقرأ
اناتولي (مكتملة)
Romanceمن أصدق عِبارات الحُب،عندما تُحب إنساناً ولا تعرف لماذا أحببته." قد تبدو لك البداية سلسلة لكن ما خُفيَ كان أعظم ماهو الحب برأئيك..؟ "عندما تشعر أن أنفاسك ثقلت حينما يمر طيف محبوبك في ذاكرتك وخفقات القلب أصبحت تُقرع مثل الطبول مخترقة عظميات صد...