الجُزْء الٰثَانيٓ «26»: " أَنْتَ وطَنِٰي"

25.5K 1.6K 2.9K
                                    

"أَنْتَ وطَنِٰي"

فوت و تعليقات للفقرات و متابعة لي لطفًا♡
قراءة ممتعة♡

" هي مُرادِي الأَزليٰ ، و مُسٰكِرتِي الاُولٓى"

_____________________________
تفاعلكم يحفزني ككاتبة بعد التعب ، تعليقاتكم بقراها كلها ولو كانت بالآلاف، خلوني شوف نشاطكم اليوم
Luv u all

______________

أصواتٌ شبهُ معدومةَ، إلا من حفيفِ بعض الشجر تراقصه تياراتُ الهواء من حين لآخر، أو من وقعِ بعض علب البيرة المعدنية المتدحرجة على الأرض الخرسانية للحي..

كانت ليلةً إنعدمت فيها الضجة و خيم عليها السكون بشكل غريب..

السماء كانت تعيسة و القمر مكتملٌ شاحب تداعبه الغيمات لعله يسعد، فتخفيه حينا و تظهره حينًا...

بيدي كيسٌ يحملُ طعامًا إشتريته من مصروفي، فقد وصلَتني أخبار نركسوس صديقي و ما آل إليه حاله بعد ما حدث

قالت صديقةٌ لي في المدرسة أن والدها ما بات يبيعه خبزًا و أن باقي الباعة كذلك يفعلون..أي ذنبٍ إقترفه ليحرم من الطعام و الشراب! يميل الناس للقسوة في مواقف كهذه أحيانًا بدل مد يد العون..

لا أعرف خلفية عائلته و كيف كانت أحواله مع والديه لكنني على يقين أنه ليس الشخص الذي يقتل أمه أو يساعد في ذلك، فهو مختلفٌ، فريدٌ، و ذو طباع لينة، مهما حاول إخفاء ذلك خلف قناع اللامبالاة و البرود..

وصلت إلى منزله بعد أن قدم لي العم توماس عنوانه بصعوبة، إستمر حينها في طرح الأسئلة و كأنني ذاهبة لعرين وحش كاسرْ

لمنزله باب خشبي ذو لون أَحْمَرُ قَانٍ، لم يكن بالباب المتين جدًا، صعدت درجات السلم الثلاث و إستطعت بصعوبة الوصول لزر الجرس لكن إتضح أنه معطلٌ في النهاية...

ناديت...
" نركسوس!"

سأسأله اليوم عن إسمه إن وجدت فرصة، فلا يمكنني الإستمرار بمناداته بهذا الشكل و في عز ظرفٍ كهذا، أواسيه بإسمٍ مُبْتَذَل أطلقناه على بعضنا البعض! يبدوا ذلك سخيفا..

طرقت الباب ففتح مصدرًا ضجة، لم يكن موصدا حتى!
"هل تراه هنا؟"
تساءلت..

دخلت أرض ذلك المنزل بخطوات يطوقها الحذر و الإرتباك، كان الظلام و الهدوء يخيمان على المكان ، كان فاقدًا للحياة تماما و واضحٌ عليه الهجران..

داست قدمي غرضًا صلبًا يعود لشيء قد حُطِم، الفوضى تعم أرجائه و لا أثر بعد لذاك الذي تبحث عنه عيناي...

نركسوس ذُو النَدبة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن