الجُزْء الٰثَانيٓ «28»: " جِدَالٌ عَقِيمْ"

18.4K 1.1K 2.1K
                                    

"جِدَالٌ عَقِيمْ"

فوت و تعليقات للفقرات و متابعة لي لطفًا♡
قراءة ممتعة♡

"مُدللتي كاملةُ الأوصافِ، كَجنيةِ الغابِ تغفو على قَلبِي

إحترتُ مرةً كيف أخلدُ حبنا، بأغنيةٍ أو دواوين شعرٍ و قصائد غزلْ

لكن شاءت الأقدارُ أن يُخَلَد كندبة.."

_________________________________

بالعودة لذلك الكتابِ المنسي، على رفِ مكتبةٍ مهجورة ، نفخةٌ بسيطة أزاحتْ غبارَ عقدٍ من الزمنْ

بقلبِ الصفحات أربعَ سنواتٍ للوراء، في منتصفِ لَيْلَةٍ قَمْرَاءٍ تكبد فيها البدرُ سماءً ترصعتْ بالنجوم و تراقص فيها الشجرُ مع كل هبةِ رِّيحٍ ليِّنة..

في ركنٍ من أركان أحد حاناتِ ميلانو الإيطالية أين إصطفت أرائكٌ جلدية سوداء تتوسطها طاولات من الخشبِ وُزعِت عليها زجاجات النبيذِ بشكل فوضوي

لغطُ الثملين و ضوضاء تناقر الكؤوس غطتْ على الموسيقى الكلاسيكية ، مكانٌ يبعثُ بشعورٍ خانق يعجُ برائحة ثقيلةٍ لمزيجِ الكحول و السجائر..

كانَ جونغكوك يتربعُ على أحد الارائك مفرقًا ساقيه يفردُ كتفيه و بيده قدحٌ من نبيذ ديابلو الأحمر ، تجرعَ آخر ما تبقَى فيه و عاد ينوي صب المزيدِ لولا اليد التي أبعدتْ الزجاجةَ عنه فقطب حاجبيه و قد برِمَ به

" ماذا الآن؟"
قال

" على رسلكَ يا صاح! هذا كأسك السادس!"
قال فيرنون محذرًا و قد غلبته الثمالة..

" هل أبدو لك كشخص ثمل أو قد تأثر حتى؟ أبعد يدك إن كنتَ لا تريد العودة لمنزلك حاملاً إياها معك.."

سحب الآخر يده بهدوء و قال يشبكُ ذراعيه متحيرًا

" لقد مرت سنة منذ تعرفتُ عليكَ في الجامعة و لم أركَ يومًا ثملاً رغم أننا نخرجُ لشرب كثيرًا، كيف طورتَ هذه القدرة بحق! منذ متى بدأت الشرب! "..

" منذ عمر الخامسة عشر"

إتعست عينا فيرنون بذهول يحملقُ بالجالسِ المنهمكِ في مشاهدة شجارٍ شب بين عاهرة تعمل لصالح الحانة و رجلٍ أعمال في عقده الخامس قد طار غُرَابُهُ و إنكمش وجهه..

" يا أنت"

نبس فيرنون فأدار أدعجُ العينين مقلتيهْ إليه بهدوء فإسترسل مكملاً..

نركسوس ذُو النَدبة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن