الجُزْء الأَوْلٰ «14» : " قلبٌ عَاهِر"

27.7K 1.7K 2.4K
                                    

" قلبٌ عَاهِر"

فوت و تعليقات للفقرات لتشجيع + متابعة لي لطفا
قراءة ممتعة

" إسقيني خمر شفتيك، لعل القلب يهتدي"
-

--------------------------

الصيف، و الشمس لازلت تستعرض حرارتها يوميا، قلّ خروجي من المنزل بل أصبحت أقضي معظم الوقت في محاولة رسم وجه نركسوس و كلها باءت بالفشل الذريع...

لم أنجح في رسم عيناه كما هي في الواقع...
من يرى الرسمة فسيرى كم هي متقنة، لكن أنا أراها ميتة، جامدة، في عينيه شيء لم أستطع تجسيده في رسمتي...

ثم ماذا سأكتب فوق اللوحة!؟ هل أكتب نركسوس!
و إن فقدته يوما بأي إسم سأبحث عنه...

تعلقي بهذا الفتى أصبح مخيفًا، إستحوذ عليّ، لربما لأنني كبرت دون رفقة، أو لأنني عشت وسط الوحدة دومًا، لكن منذ أصبح هو موجودًا، لم أشعر بذلك الشعور مجددًا...

أصبح معي حتى عندما أكون بمفردي!

سأبدو سخيفة إن أخبرت أحداً أنني أفكر دائما في مستقبلي معه، لكنني أفعل ذلك يوميا للأسف، هل نكبر معًا، أنا و نركسوس العامل في الدكان..!!

نركسوس الهزيل ،ذو الوجه الحسن...

فقدت شعري!

شعري ذو طول ذيل الحصان تم قصه كليا بتعسف من قبل والدتي البارحة، يقال أن نصف جمال المرأة شعرها، هذا يعني أنني خسرت نصف جمالي الآن...!

أضحى لا يلامس حتى كتفاي لكن المؤلم هنا أنها لم تقم بقصه بسبب الصيف كما تفعل بعض الأمهات لبناتهن، بل قصته لبيعه!

وقتها شعرت برغبة شديدة في البكاء لكن لم أبكِ، بل أحرقت دموعي في حلقي و تجاوزت الأمر و خلدت لنوم...

لازالت تلك الرغبة تجتاحني، لكن لطالما كنت أصلب من أن يبكيني شيء كهذا، فقط لو أن هذا الألم في حلقي يختفي و أستريح

الآن أتوجه بهدوء نحو دكان العم توماس..
بحجة ماذا ؟!... أرغب بشراء مناديل معطرة...

أتمنى أن يكون هناك، زرته قبل هذه المرة و لم أجد له أثرًا، العم وقتها قال أن أمه ليست بخير أو شيء كهذا..

هل أسأله عنها، أم أنني سأبدو مجردة متطفلة!

اليوم سيراني بشكل مختلف، لا أعلم إن كان سيسخر مني، أو أنه سيعجب بقصة شعري القبيحة هذه! ،لكن هذا الإحتمال ضعيف للغاية...

نركسوس ذُو النَدبة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن