الجُزْء الأَوْلٰ «10» :" إقْترآب المِيعادْ"

23.2K 1.7K 1.4K
                                    

" إقْترآب المِيعادْ"

لا تنسو فوت و تعليق على الفقرات
قراءة ممتعة

" ميتمٌ بكْ... يا منْ صنعتٓ شيئًا دَاخليٍ من العدمْ"

_________________

أيعقل أن تسقى مقلتان بالعسل!؟
هكذا عيناها كانت...

تفاصِيلها الصغيرة هزتٰ كياني من أقصاهُ إلى أقصاهْ

كانت أول فتاة أراها بعد قدومنا لبرلين حتى إعتقدت أن جميع فتياتِ ألمانيا جميلات كحالِها

عند قدومها لأول مرة لا أدري سر الكيمياء التي حدثت بيننا، كل ما أعلمه أن هذه ليست المرة الأخيرة التي سأراها فيها

و بالفعل لقد كانت تتردد كثيرا على المحل، يبدو آنها معتادةٌ على ذلك ففي كل مرة تدلفه تنادي العم توماس متناسيةً أنه ترك محله بين يداي

كل مرة كانت تأتي فيها كنتُ أحادثها قليلا...
أطرح بعض الأسئلة الجانبية و تجيبني مباشرةً

كانت باسمة الوجه
فاضت عينا الشهد خاصتيها بالبراءة

لكن ما تراه في عينايْ أنا من وميضٓ
ماهو إلا وهجُ إحتراقْ روحي في داخلْ

في إحدى أيام شريط حياتي البائس، إستيقظت صباحا مفزوعا، الأشخاص الطبيعيون يستيقظون على صوت والدهم أو والدتهم تردد أسمائهم عادةً...

بينما إستيقظت على صراخ والدتي المتألم
إرتديت إحدى قمصاني بسرعة ثم هرولت ناحية الضجةْ

كان والدي يُعنف والدتي...
مشهد مرعب لها وهي تفترش الأرض و جسمها شوهته الكدمات و الجروح

ليس مشهدا أراه لأول مرة
إنما تعودت عليه

تخدرت أطرافي و آلمني حلقي، شعرتُ أن صخرةً ضخمة إستقرتْ هناك، إزدردت ريقي ثم إلتقطت أنفاسي المبعثرة

لم أبرح مكاني! لم أساعدها خوفا من الوحش المنهال عليها ضربًا

كم مقتت ضعفي حينها، ركضت نحو غرفتي مجددا، هودي و بنطلون أسود ثم حذائي الرياضي و إندفعت مهرولاً خارجا..

على طول الطريق كنتُ أحاول مقاومة عبراتٍ تنذر بالسقوط قريبا

لمَ عليّ البكاء! لم يمسح دموعَ عينايْ أحدٌ من قبل، ولا عانقني شخص بين ذراعاه كي أهدأ، لقد عشتُ دائمًا حياتيِ البائسةَ بمفرديِ

نركسوس ذُو النَدبة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن