الجُزْء الأَوْلٰ «12» :" وَرطةْ"

26.2K 1.7K 1.7K
                                    

"وَرطةْ"

لا تنسو فوت و تعليق على الفقرات
قراءة ممتعة


_____________________________

" عندما شَهِدتُ حُسنَ عينيكِ ،وقع قلبٌي،
و أدركتُ أنني في ورطةَ"

______________________________

كان يومًا لطيفًا مشمسًا من أيامِ شهرِ مايو، كانت الحرارة في الخارج مرتفعةً لحدِ ما و الهواءُ الذي يلفحُ وجهي أشبهَ بلهيبِ نارٍ مستعرةْ

كان يومًا شاقا للغاية..

فبعد أسبوعٍ من الكد و الدراسة إجتزنا اليوم آخر إمتحانٍ أخيرًا ثم تم تسريح الطلاب الآن لنحظى بعطلةٍ قصيرة قبل أن نعودَ لإستلامِ النتائجْ..

الساعة تقارب الثالثة بعد الزوال، بعدما قمتُ بجمع أغراضي سِرتُ نحو الساحة الشاسعة التي تتوسط مدرستنا وحيدةً دون رفقةَ

كان الجميع حولي يتوجهون نحو البوابة على شكل مجموعات، بعضهم يضحك و آخرون يناقشون موضوع الإمتحان

تمنيتُ حينها لو أنني أكسبُ صديقاتٍ أيضًا فقد مللتُ الوحدةَ، من الممتع أن تشعر بأن هناك شخصا إلى جانبك و يهتم لأمركْ..

كٓونتُ صداقات مع أكواب القهوةْ و الشايْ، مع الكتب و صفحاتها، مع أشرطة الأفلام و الأغاني ، مع المطر و الليل، مع القمر و النجوم...

ثم مع نركسوسٰ...

المحزنُ في الأمر أن اليوم عيد ميلادي! لم أتلقَ أي معايداتٍ أو هدايا و لا أظن أن أحدًا يعلمُ بهذا أو يهتم، بل أنني أكاد أجزم أن والدايَّ بدورهما لا يعرفان تاريخ ميلادي بالضبط..

من المؤلم أن تشعر أنكَ هامشٌ في حياة من حولك، أو مجردَ تدوينةٍ قديمة في دفترٍ مهملْ

لكن أنا مؤمنةٌ و أن هناكَ غريبْا سيظهرُ في وقتٍ ما و يعتزَ بي ، يخبرني أنني أمنيتهُ و مرادهْ..

أصبحتُ أبلغُ من العمر إثني عشر عامًا، آملُ أن يحمل العام القادمُ لي الخيرَ و السعادة.

أسرعت نحو البوابة أركضْ ، أرغبُ حقا في النوم الآن و تعويض تلك الأيامِ التي سهرتُ فيها..

تجاوزتها ثم توجهت يمينا عبر الحي الذي سأصل عند نهايته إلى الطريق العام أخيرا

لكن بالقرب من شجرةٍ ما، بالتحديد عندما مررت بها سحبتني يد بقوة إلى الجانب الآخر... كنتُ على وشك الصراخ لولا آنني رأيت هوية الفاعل...

نركسوس ذُو النَدبة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن