الجُزْء الأَوْلٰ «09» :" سُقوط الأقْنعةٓ"

24K 1.8K 1.4K
                                    

" سُقوط الأقْنعةٓ"

.

لا تنسوا فوت و ترك تعليقات للفقرات
قراءة ممتعة

"أنظر لعيناي ،ماذا ترى؟
_نجمتان..
أنظر بعمق و إقترب ،أخبرني ماذا ترى الآن
-جنة نقاءٍ، تتمزق لأشلاء..."
-
________________________________

كنت صغيرة آنذاك
ذات الحادية عشر ربيعا

التنمر ، التحرش، غيرة الفتيات و حقدهن أللامبرر ناحيتي ،الوحدة، التفكك الأسري...رغم كل هذا كنت أقابل الحياة بوجه باسم علها تخجل و ترحمني!

وقتها كنت أقطن رفقة عائلتي في ضواحي مدينة برلين حيث عُرفت منطقتنا بكثرة توافد المهاجرين إليها

تضم مختلف الأجناس من مختلف بقاع العالم الى جانب بعض العائلات الألمانية كحالنا، بالرغم من كون والدتي كورية الأصل لكنها ولدت و ترعرعت هنا...

عائلتي لم تكن كأي عائلة أخرى، أعود مساءا من المدرسة فأُستقبلُ بالأحضان و أسئُل عن يومي كيف كان و إن كنت جائعة أو بما أشعر!

بل كنت أجد والدي خارجا غالب الأوقات كأي مدمن فالليل يعني نهاره

و إن سألتموني عن أمي!، أتساءل أحيانا لما أنجبتني!

ليتها رأتْ حالي و شعرت بهالات البؤس حولي
ليتها سألتني ما خبطك و من ذا الذي أحزنكِ
ليتها لم تُعِيب خصالي و تزيدني مرضاً فوق مرضٰ، ليتها لم تنجبني ثم تتركني بين مخالب الحياة وحيدة

كانت تعتقد أنني قوية، ربما لكثرة صمتي لكن ليتها أدركت أنني كنت أضعف الناس و أحوجهم لسندها

كانت أيامي كيوم واحد ممل منسوخ متكرر
أتظاهر بالبهجة لكن لا يقبع بجوفي سوى الخوف و الإنكسار، أحيانا أظن أن العائلة وجدت فقط لتشعرنا بجميع الأحاسيس القاتلة أولها الألم النفسي...

إن الإنكسار الذي قد تحدثه العائلة فينا أشد بكثير مما قد تحدثه الحروب و الآمراض و علاقات الحب

العائلات تظننا نكبر عند وصولنا لعمر غبي أو حجم معين، لم يدركو بعد أننا نكبر وهم نيامٌ لا يشعرون

كحالي تماما ! كبرت و أنا إبنة الحادية عشر فقط

الوحدة المرعبة التي عايشتها لسنوات تلاشت عندما إلتقيته لأول مرة!

كنت كثيرة التردد على دكان العم توماس حيث كنت أحب شراء المناديل المعطرة و إستنشاق عبقها كلما شعرت بالضيق و الإختناق

نركسوس ذُو النَدبة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن