الجُزْء الأَوْلٰ «17» : "مُخْتَلٌ قَلْبيًا"

25.8K 1.5K 2.2K
                                    

"مُخْتَلٌ قَلْبيًا"

لا تنسوا فوت، تعليقات على الفقرات+ متابعة
قراءة ممتعة

" في عينيك أنا أشتهي الوقوع بسابع قاع"

_______________________________________
~


كان يومًا من ما تبقى من أيام الصيف، إقتربت نهايته فبدأت الأشجار باشرت تستعد لتخسر أوراقها و الطيور تحضر الحقائب لتهاجر...

أشرقت الشمس و كادت تغيب فالوقت كان المساء و شمسي أنا لا تزال غائبةً منذ أيام و سويعات...

أسيكون غريبًا إن قلت أنني أكاد أحصي الدقائق و أجزاء الثواني..!

إلتقيتها مرات حيث كانت تقودها قدميها إلى المحل، بنفس الحجة دومًا يسمعها الآخرون " أريد مناديل معطرة" و أسمعها أنا قولا آخر

كعادتنا كنا نجلس في سلم المحل، نتبادل أطراف الحديث و الكلام ، كان لها دوما حكاية، شيءٌ مما يزعجها أو يحزن عينيها...

بمرور الوقت هي أصبحت أقرب للقلب منه للجسد، بالرغم من أنني كنت أحاول صنع الحواجز بيننا لكنها و بيسر كانت تحطمها واحدا تلو الآخر...

وجدت فيها أنيسا لوحدتي، شعورا فريدًا لم آجده في غيرها يومًا..كلما إلتقينا كانت تنسيني همومًا ما كانت تتركني، أنظر لعينيها فأجدني...

في وقتٍ كنت لا أشعر بالإنتماء لهذا عالم، جعلتني هي أرغب في سكن داخلها، أو إحتوائها داخلي فلن يختلف الأمرين، كانت كقارب النجاة، بعقل بالغ

الحسناء الصغيرة، آفروديت...

منذ أن قصت شعرها و تغير من مظهرها القليل باتت لا تخرج إلا إلي،حسب قولها..

في ذلك الوقت كان غيرها يجيء و يذهب، فتاةٌ أحضرتها هي سابقًا...

لاحظت فيها نوعًا من الجرأة و الدهاء، بالرغم من كونها و آفروديت قرينتين إلا أنها كانت تبدو أكثر بلوغًا، فكرًا و مظهرًا..

تحاول سحب أطراف الحديث و صنع رابطة، كانت تثابر حتى و هي تعلم أنها غير مرحب بها لدي...

لم تزر المحل مرة أو مرتين، أو بالأحرى تزورني أنا، بل كانت تأتِي آحيانا في اليوم صباحه و مساءه...

في هذا اليوم و قد إقترب الغروب كنت أسير دون وجهة محددة عندما إنتهى عملي و لا رغبة أملكها للعودة للمنزل ما دام الوالد موجودا هناك..

نركسوس ذُو النَدبة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن