الفصل السابع

4.2K 116 3
                                    

الفصل السابع



رسالة من سراب ...

فراس .. ما قلته لك نهار هذا اليوم ... أنا عنيته تماما .. وجادة فيه إلى الرمق الأخير ..
ما من سبيل آخر ... وما من طريقة أخرى ..
إن كنت تحبني حقا .. فأنت ستفهمني .. وستفعل ما أريد ..
أحبك ...





رفعت هزار رأسها نحو وليد الذي اقترب منها حاملا زجاجتين مثلجتين من المرطبات .. وتناولت إحداهما منه وهي تقول بابتسامة باهتة :- أشكرك ..
جلس إلى جانبها على حافة الرصيف المواجه لمدخل مبنى المهدي .. حيث اجتمع بعض الأشخاص أمامه .. ما بين متطوعين كانوا يترددون على المكان كل يوم أملا في سماع أي شيء عن عصام .. وما بين طلاب قد غادروا لتوهم درسا في معهد المهدي المخصص لذوي الدخل المحدود .. قال وهو يرد لها الابتسامة :- شكرا على حضورك ..
تمتمت :- شكرا على اتصالك بي ... على الأرجح ما كانت نوار لتخبرني بما حدث لآدم .. استقلالا منها وقد باتت ترفض في الآونة الأخيرة الاعتماد على الآخرين .. وقلقا منها علي وخوفا من أن .. حسنا .. أتوتر قليلا ..
أو أن أنهار تحت الضغط العاطفي .. بحق الله .. هل تبدو للآخرين هشة وضعيفة إلى هذا الحد .. قال وليد بهدوء :- أنا أظن بأنك في حاجة لأن تعرفي ... وقوفك إلى جانب نوار كفيل بإزاحة شيء من الضغط عنك .. صدقيني أنا أعرف جيدا ما أتحدث عنه ..
وقد كانت تصدقه ... ابتسمت بدفء وهي تنظر إلى الشاب الوسيم بطريقة ودودة كانت تدخل القلب مباشرة .. ما من ذرة تهديد واحدة في مظهر وليد أو في ابتسامته الحزينة .. منذ وفاة ليان .. وسفر أسماء للعلاج في الخارج .. باتت حياة هزار خالية تماما من الأصدقاء .. وليد كان أقرب ما تستطيع وصفه بالصديق .. حتى ومعرفتها به لم تتجاوز الأشهر .. حتى وهي لم تلتقيه حتى الآن أكثر من مرات قليلة ... إلا أنه في كل مرة كان يمنحها إحساسا بالدفء والأمان لا يوفره إلا صديق ..
رفعت زجاجة العصير إلى فمها لتحتسي شيئا منها قبل أن تسأله :- ما الذي حدث بالضبط ؟؟
رفع أحد حاجبيه وهو ينظر إليها :- ألا ترغبين بسؤال نوار ؟؟
هزت رأسها :- لا .. ليس الآن .. مكتب عصام أكثر ازدحاما مما أحتمل ..
مع انحشار كل من نوار وهمام وأسرار وقائد الذي وصل منذ دقائق .. المكتب الصغير المكدس بالأغراض والملفات أصلا أصبح أٌقرب إلى صندوق مغلق خالي من أي ذرة أكسجين ..
هز رأسه بتفهم .. ثم قال :- وفق ما قاله صديق آدم عندما اتصلت به نوار ... أن آدم ومجموعة من رفاقه علقوا صدفة في قلب مظاهرة عفوية حدثت في قلب المدينة .. وقبل أن يتمكنوا من الخروج منها كان الأمن قد حاصرهم .. في حين تملص رفاقه واختفوا بين الحشود آدم لم يكن محظوظا بما يكفي .. لقد رآه أحدهم وهو يتعرض للاعتقال من قبل رجال الأمن .. ولم يعرف عنه أي شيء من بعد ذلك .
همست برهبة :- رباه ... أتراه بخير ..
تنهد وليد قائلا :- لتلك البلاد سياسة صارمة اتجاه تدخل الغرباء في سياساتهم .. ووجود آدم في المكان الغير مناسب .. في الوقت الغير مناسب .. كافي كي يجعله متهما في نظرهم .. لا أحد من أصدقائي تمكن من الوصول إليه .. إلا أن القنصلية هناك تسعى لأجل معرفة مكانه ووضعه القانوني بالضبط ..
المسكينة نوار ... لابد أنها تكاد تفقد عقلها الآن قلقا عليه ...
راقب تعابير وجهها للحظات قبل أن يسألها برفق :- كيف حالك أنت يا هزار ؟؟
نظرت إليه مجفلة .. قبل أن تهز كتفيها قائلة :- بخير ..
هز رأسه وهو يقول :- لا أريد الإجابة التي تمنحينها للآخرين .. أريد إجابة حقيقية ..
رمشت بعينيها وهي تنظر إلى عينيه البنيتين الدافئتين .. قبل أن تهمس :- لا أعرف ..
مد يده يمسك أصابعها الصغيرة والناعمة ... وقال بلطف :- ستعرفين ... أنت بحاجة إلى بعض الوقت فحسب .. وبعدها ستعرفين .. أؤكد لك ..






رسائل من سراب(الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن