الفصل الخامس والأربعون
بينما أحست أمان بالخوف يتسلل تحت جلدها ... ينخر عظامها ويجفف دمها .. كان فراس ثابتا بشكل مثير جدا للإعجاب وهو يحجبها بجسده تلقائيا قائلا ببرود :- أي كان الفعل المتهور الذي تخطط له ... من الأفضل أن تتراجع عنه لأن عواقبه ستكون وخيمة عليك ..
هزر الرجل كتفسه وبريق شرس يطل من عينيه وقال :- هذا صحيح ... لو عاش احد بما يكفي كي يخبر عني ..
ارتعدت أمان وهي تنظر حولها بذعر .. الشارع كان خاليا ... خاليا تماما .. وكأنه محضر منذ عهود لأجل هذه الواقعة بالذات .. كي لا يكون هناك شهود على ما سيحدث ..
( لقد تم خداعك يا أمان ... لقد تم خداعك )
لا ... هذا غير ممكن ... لا ...
( عائشة قد كذبت .. وأحضرتك إلى هنا تحت حجج غير صحيحة )
أهذا يعني أن جدة شكران لم تكن مريضة ؟؟ أهذا يعني أن عائشة قد كذبت عليها .؟؟ لماذا ؟؟ لماذا قد تفعل هذا ؟؟ لماذا قد تأتي بها إلى هنا فترمي بها بين يدي حسن .. عائشة صديقتها .. ولن تخو .....
الحقيقة نزلت فوق رأسها كالصاعقة وهي ترى التلذذ السادي على وجه كل من حسن ورجاله .. هذا رجل لم يأت إلى هنا عارفا بوجودها هي وفراس صدفة .. هذا رجل كان على موعد مع وصولها إلى هنا .. وما من شخص آخر يعرف بحضورها إلى هنا سوى عائشة ...
الصدمة كانت أكبر من احتمالها .. بينما كان قلبها يقرع كالطبول داخل صدرها .. بينما هدير يضج في أذنيها .. بينما هي تتشبث تلقائيا بذراع فراس طالبة منه الحماية .. وفي الوقت ذاته ... رباه ... هي من أحضره إلى هنا ... هي من وضع كليهما في هذا الوضع الخطر .. وهي تعرف بأنه أبدا لن يكون أهلا لمواجهة خمسة رجال أشداء مثلهم .. رباه .. ملابسهم المشعثة .. مع الندب التي ملأت وجوههم .. والتي دلت على سنوات وسنوات من الخبرة في القتال في الشوارع .. بدت متناقضة تماما مع ملابس فراس المصممة والغالية الثمن التي ارتداها هذا الصباح لأجل يوم في العمل كالعادة.. حتى وقد وصل بدون سترته وربطة عنقه ... كان يبدو كرجل لم يضطر يوما للدفاع عن نفسه وقد أحيط دوما بالحراس الشخصيين ... هي من أحضره إلى هنا .. ولماذا ؟؟ لأنها لم تفكر ... كالعادة لم تفكر .. ولماذا تفعل ... لقد وثقت بعائشة !!
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تسمع فراس يتحدث بينما تشعر بجسده يتشنج تحت أصابعها .. وتنظر من بعيد إلى أوكتاي الممدد على الأرض .. رباه .. هل هو بخير ؟؟ هل قتلوه ؟؟؟
:- إن ظننت بأن لا أحد يعرف عن وجودنا هنا ... وعن الخدعة الرخيصة التي اتفقت عليها مع تلك الخادمة فأنت واهم .. في الواقع .. الشرطة في طريقها الآن إلى هنا .. ومن الأفضل لك أن تنسحب بهدوء قبل أن تقع في مشاكل أنت لست أهلا لها ...
هل الشرطة حقا في طريقها إلى هنا ؟؟ يا إلهي فلتكن الشرطة حقا في طريقها إلى هنا .. وإن لم تكن كذلك وكانت تلك إحدى طرق فراس في خداع خصومه .. فليصدقوه ... هي تستطيع أن تصدق أي شيء يقوله بهذه اللهجة السلطوية والواثقة ...
ضحك حسن وهو يقول :- أنا لا اعرف أي شيء عن أي خادمة ... ما أعرفه هو أنني أردت الحصول على فتاتك كي أحرمك منها كما حرمتني من فتاتي .. الآن .. أنا سأحصل عليها .. وأنت ستموت أثناء مراقبتي وأنا أفعل هذا بالضبط ..
قال فراس لأمان بصوت مكتوم وباللغة العربية :- فور أن أعطيك الإشارة ... أنت ستركضين هاربة يا أمان
هتفت بلوعة وبدون تردد :- لا ..
كز على أسنانه وهو يقول :- لمرة واحدة فقط ... نفذي ما أٌقوله بدون نقاش ...
عبس حسن وكان عدم فهمه لما يقولان قد بخر كل صبره .. هتف برفاقه :- أحضروها إلى هنا ..
تشبثت بفراس وهي ترغم نفسها على الثبات ... بينما تحفز جسده .. واثنان منهم يقتربان منهما ... بينما ارتسمت على وجوههما معالم الإثارة والجشع ... فور أن أحاطا بهما من كلي الجانبين .. ومد أحدهما يده نحوها .. انفتحت أبواب الجحيم ...
أنت تقرأ
رسائل من سراب(الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول)مكتملة
Romantizmرواية بقلم المبدعة blue me الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للكاتبة blue me