الفصل الثالث
رسالة من سراب ..
بالأمس بحثت عبر الانترنت عن ذاك المغني التركي الذي ادعيت أنه يشبهني .. واستمعت بالطبع إلى أغنيته التي قلت بأنك لا تفهمينها إنما تذكرك بي ..
عندما أراك في المرة القادمة ... سأشد ذيل حصانك بقوة .. كي تمتنعي عن تشبيهي بأشباه المخنثين ..
أما عن الأغنية ... وبما أنني بعكسك قد فهمت ما تعنيه كلماتها .. فأنا أمنعك تماما من الاستماع إليها من جديد .. ولا ... أنا لن أفسر لك معانيها أبدا..
ملاحظة ... الأسد قد يأكل البصل أحيانا عندما يكون متلاعبا .. طويل اللسان .. جميلا .. وحلو الخدين مثلك !!:- هل من تعليمات أخرى يا سيد قائد ؟؟
رفع قائد رأسه نحو الموظفة الأربعينية التي عملت في شركاته منذ فترة طويلة .. ملاحظا توترها في حضرته .. وارتباكها وكأنها تتوقع أن ينقض عليها في أي لحظة ممزقا إياها بأنيابه ..
إنه تأثيره الغير متعمد على الآخرين .. وخاصة موظفيه..وبشكل أدق .. أولائك العاملين قريبا منه منذ تعرضه للخيانة قبل أشهر من قبل مساعده الشخصي بعد خمس سنوات من منحه إياه ثقته التامة ...
بعد كل ما شهده في حياته ... من السخف أن يكون حادثا واحدا كخيانة مروان له ومحاولته اختطاف المرأة التي يحب .. ثم قتله بالتعاون مع ارملة أبيه سعيا وراء الكسب المادي سببا لإحساسه الجديد بالحذر اتجاه أي شخص يمتلك الصلاحية للاطلاع على أمور عمله الدقيقة .. أو يقترب حتى من حياته الشخصية ..
في السادسة والثلاثين من عمره .. كان أنضج من أن يسمح لحادث سخيف كهذا أن يدمر ثقته في الآخرين أو أن يكون عائقا أمام أدائه لأعماله ..
كاد يضحك عند وصف عقله الباطن لما حدث بالسخيف .. وقد كان سخيفا مقارنة بكل ما عانت منه عائلته طوال حياتها .. مقارنة بمعاناة والدته الطويلة مع والده قبل أن يموت ... وتجربته هو مراهقا معه ومع زوجته المجنونة .. وانتهاءً بتجربة هزار ... ابنة خاله وشقيقة زوجته الصغرى عندما تعرضت للاختطاف قبل أشهر قليلة على يد فتى مجنون ...
نظر إلى السيدة آمال ... وشعر بالشفقة عليها ... لقد اختارها بنفسه من ضمن العشرات من الموظفين المؤتمن جانبهم ... بعد أن كلف أحدهم بدراسة دقيقة حول كل جوانب حياتها .. وتأكد بأنها لا تمتلك أي سبب يدفعها لخيانته ... السيدة آمال امرأة متزوجة وأم لمراهقين .. زوجها يدير مكتبة صغيرة في منتصف المدينة .. معروف بنزاهته وحسن أخلاقه ..
لماذا إذن يحرص دائما على إثارة رعبها بمعاملته الفظة لها .. وكأنه يحذرها ضمنيا من أي محاولة لها لخيانته ؟؟
تنهد وهو يقول بهدوء :- لا .. يمكنك العودة إلى مكتبك ...
راقبها وهي تغادر مكتبه وهي يفكر ساخرا من نفسه .. قد يظن المرء أنه وقد بلغ عمر النضوج ... وعرف الاستقرار والسعادة إلى جانب نصفه الآخر .. أنه ما عاد معرضا لأي عقد نفسية مراهقية بعد كل ما عرفه .. إلا أنه في النهاية مجرد بشر .. وهو أكثر ذكاءً من أن يتوهم بأن للضعف البشري حدود أو ضوابط ..
قبل أن يعود للانهماك بأعماله ... فتح الباب بحركة عنيفة ليطل الشخص الذي كان ينتظر هجومه منذ الصباح بفارغ الصبر ..
رغم مرور أشهر على زواجهما ... ظلت رؤيته لها .. بشعرها الأجعد الثائر .. وعينيها العسليتين الفائضتين بالغضب .. تثير لديه أعتى أنواع المشاعر ..
مشاعر لم يعرفها حتى أحبها ... وقد قضى سنوات يدور في حلقات مفرغة .. يأكل ويشرب ويعمل وينام .. دون أن يعرف أي نوع من المشاعر ..
كان حبه لها ثورة في حد ذاتها قلبت كيانه مرة واحدة ..
لقد ولد قائد العمري حقا في سن الخامسة والثلاثين ... عندما دخلت أسرار الشاعر إلى حياته .. بالأدق ... عندما عادت إلى حياته بعد قطيعة طويلة بين العائلتين بسبب خطأ ارتكبه هو مدفوعا بتهوره وجنونه كلما تعلق الأمر بها ..
أنت تقرأ
رسائل من سراب(الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول)مكتملة
Romanceرواية بقلم المبدعة blue me الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للكاتبة blue me