الفصل السابع عشر
:- لم لا ؟؟؟ ظننتك تحبني ..
:- أنا لا أحبك ... أنا أتنفس حبك مع كل شهيق يلتقطه صدري ...
أنا لا أحبك .... أنا أموت إن توقف قلبي لحظة عن الخفقان بحبك ...عندما ترجلت ليلى من سيارتها .. صفعتها قوة الأمطار التي لم تكن قد بدأت الهطول قبل خروجها من شقتها على إثر اتصال أسرار بها مخبرة إياها بتوتر عن اختفاء هزار .. الخبر كان صادما لليلى التي بالكاد كانت قد أفاقت من صدمة الحادث الذي تم فيه اختطافها هي وهزار معا ... إصابتها على إثر اصطدام سيارتها بسيارة أخرى .. كانت بليغة بحيث وفرت عليها إدراك ما يحدث من حولها من تفاصيل الاختطاف .. بعكس هزار .. التي عاشت رعبا لا يمكن لليلى تخيله .. وكانت قوية في تخطيه والتعاطي معه كما لا تتوقع ليلى أن تكون لو أنها تعرضت لموقف مماثل ..
أن تختفي هزار .. فلا يتمكن أي أحد من الاتصال بها وقد أتمت الساعة الحادية عشرة ليلا ... وألا يعرف أي أحد من أصدقائها ... لحظة ... هزار لا أصدقاء لها ... وعائلة صديقتها الميتة والتي كانت تزورها كثيرا ... لا تعرف أي شيء عن مكان وجودها
لاحظت أمام منزل آل شاعر سيارة أسرار المألوفة ... ورائها وقفت سيارة قائد السوداء الغالية الثمن ... بدون أي أثر لسيارة همام .. بدون تردد .. تخطت الشارع بسرعة متجاهلة صفعات المطر ... ودخلت عبر البوابة الرئيسية المفتوحة .. ومنها إلى المنزل حيث وجدت العائلة مجتمعة في غرفة الجلوس ..
حماتها كانت تبكي بانهيار وهي تتساءل بين شهقاتها المتقطعة عما فعلته صغيرتها كي تستحق كل ما يحدث لها .. نوار كانت شاحبة ... متوترة وهي تحاول التخفيف عن والدتها ... العمة غالية كانت هناك أيضا كالعادة منذ وفاة السيد أيمن .. لا يمكن إلا أن تكون موجودة خلال الأزمات كي تقف إلى جانب العائلة ... وأسرار .. التي قفزت فور أن دخلت ليلى وهي تقول :- رباه ... الحمد لله على حضورك ..
كانت ليلى قد اعتادت منذ سنوات على أن تكون أحد أعمدة العائلة أثناء حدوث أي مشكلة ... بقدر ما كان هذا يقيدها في الماضي .. بقدر ما كان يبثها إحساسا بالانتماء الآن كلما أكدوا لها ضرورة وجودها بينهم ... زوجة لهمام أم لا ... مقيمة معهم ام لا ... ليلى ستبقى دائما إحدى بنات الشاعر .. شاءت أم أبت ..
قالت بوجوم :- ما الذي حدث ؟
زفرت أسرار وهي تقول مربتة تلقائيا على بطنها التي بدأت بالبروز :- لا جديد عما أخبرتك به هاتفيا ... ما من أثر لهزار منذ خروجها من العمل .. هي لا ترد على هاتفها منذ بدأنا نشعر بغيابها ..
سألت ليلى بقلق :- أين همام ؟؟
:- ذهب برفقة قائد إلى مركز الشرطة ... يخشى همام أن يكون اختفاء هزار متعلق باختطافها السابق .. صحيح أن الفتى قد مات ... إلا أن هزار سبق وقالت بأنه قد ذكر لها شريكا له كان من ساعده على اختطافكما ..
تشنجت ليلى وهي تتخيل رجالا غرباء يحملونها .. عاجزة .. ضعيفة ... بدون أي حول أو قوة .. أجفلت عندما أمسكت أسرار معصمها ساحبها إياها من جمودها :- أعرف أن الأمر يعيد إليك الكثير من الذكريات السيئة .. ولكن .. ليلى .. نحن نحتاج إليك .. وجودك وحده كفيل بإعادة الهدوء إلى أمي .. حتى وهي تظن بأنك تسببين الحزن لابنها الوحيد ...
شحب وجه ليلى وهي تنظر إلى وجه أسرار الذي أظهر كالعادة أنها لم تعن شيئا مما قالته .. مجرد بوح جديد لما تفكر به بدون أن تزنه أولا .. إلا أن ليلى لم تستطع إلا أن تفكر بكلامها ... أتسبب هي حقا كل هذا الحزن لهمام ؟؟؟
( كما تعرفين تماما ... رجل جائع .. لن يرفض أبدا وجبة ساخنة ومشبعة تقدم إليه )
تصلب جسد ليلى رفضا لأن يكون هناك أي مواسي لهمام في حزنه غيرها .. وجدت نفسها تقول بحزم :- شكرا لك على اتصالك بي يا أسرار ... سأتصل بهمام .. وأعرف منه آخر التفاصيل ..
بينما هي تبتعد مخرجة هاتفها من حقيبتها كي تتصل بهمام ... كان عقلها يفكر بقلق بهزار .. متساءلا بشيء من الجزع ... عن مكانها الآن .. وعما عساها تفعله ...
أنت تقرأ
رسائل من سراب(الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول)مكتملة
Romanceرواية بقلم المبدعة blue me الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للكاتبة blue me