الفصل الثالث والخمسون
قالت أسرار مخاطبة قائد عبر هاتفها النقال :- لا .. لم تلد بعد ... هي في غرفة العمليات منذ دقائق ولم تتح لي فرصة رؤيتها إذ كانت هناك عند وصولنا ...
نظرت إلى العمة غالية الجالسة مقابلا لها وهي لا تتوقف عن ترديد الآيات القرآنية إلى جانب والدتها التي لم يخف شحوبها ولو قليلا منذ غادرت معهم المنزل .. بينما يتحرك رائد كالأسد الجريح على طول الممر وهو يكاد يفقد صبره .. فقالت أسرار متفكهة :- والدتك تبدو ثابتة بشكل مثير للإعجاب .. ومستفز للغاية لرائد الذي يكاد يجن قلقا وتوترا .. هل أنت متأكد بأنك عاجز عن الحضور الآن ؟؟؟ قد ينتهي الأمر برائد وقد قتل همام الذي لا يتوقف عن ترديد الملاحظات المتهكمة عن الأبوة المنتظرة .. حتى صديق رائد كمال و الذي لا أعرف ما يفعله هنا لن يقف في طريقه إن فاض كيله ..
كمال عز الدين ... أليس غريبا أن تصل برفقة همام وهزار ... ووالدتها التي أصرت على أن تأتي معلقة بعصبية بأنها لن تترك هزار تأتي إلى هنا وحدها ... لتجد كمال عز الدين هنا برفقة العمة غالية ورائد .. وأفكار التي كانت تجلس في الزاوية .. منكمشة .. متحاشية النظر إلى أي أحد .. وتبدو ... شاحبة بعض الشيء ..
قريبا منها كانت هزار تقف مستندة إلى الجدار ... تعقد ساعديها أمام صدرها .. ساكنة الملامح وكأنها منفصلة تماما عما يحدث من حولها .. مذكرة أسرار بالفترة التي تلت انهيارها الأول ... ربما هزار بدأت تعود إليهم شيئا فشيئا .. إلا أنها ظلت غائبة وسط تلك القوقعة التي ظنت أسرار أنها ومنذ ارتابطها بعزيز قد بدأت تخرج منها .. إلى متى يا هزار ستظلين تحجبين نفسك ... إلى متى ؟؟
أنهت المكالمة مع قائد ... ثم التفتت إلى هزار قائلة برفق :- كيف تشعرين يا هزار ؟؟
هزت هزار كتفيها بدون أن تقول شيئا .. وكأن لا شيء يحدث من حولها يهمها أو يحمل أي تأثير عليها .. فتنهدت أسرار قائلة :- أتعلمين ... عزيز يتصل بي يوميا كي يطمئن عليك .. هو غاضب ومحبط لأنك لا تسمحين له بالتحدث إليك .. وطبعا مع إصرار همام على الا يسمح له برؤيته .. أنت محظوظة لأنه توقف عن القدوم يوميا لإثارة فضائح في المنطقة ...
عندما لم تقل هزار شيئا ... تابعت أسرار بهدوء :- هو يمنحك الفرصة كي تتخذي قرارك يا هزار ... كلاهما يفعل هذا ... همام وعزيز ... همام ينتظر منك أن تمنحيه الضوء الأخضر كي يطرد عزيز من حياتك ... بينما عزيز ينتظر أن تؤكدي وجوده وحتميته إلى جانبك ..
في تلك اللحظة ... فتح باب غرفة العمليات لتخرج ريا .. شقيقة زين التي تم اختيارها كي ترافق زين وقد سمحت الطبيبة لشخص واحد بمرافقتها ... كانت ريا تبدو شاحبة الوجه ... مضطربة ... وكيف لا تفعل وقد عرفوا جميعا بأن زوجها السابق كان موجودا لحظة فاجأ المخاض زين ؟؟
اندفع رائد نحوها هاتفا بقلق :- ما الذي حدث ؟؟ هل هي بخير ؟؟ هل انتهى كل شيء ؟؟
مسحت بكم الرداء المعقم قطرات العرق التي تجمعت فوق جبينها قبل أن يشرق وجهها مرة واحدة وهي تقول :- نعم ... زين قد أنجبت قبل لحظات قليلة .. أنت أب يا رائد .. أب لطفلة صغيرة رائعة الجمال ..
أنت تقرأ
رسائل من سراب(الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول)مكتملة
Romanceرواية بقلم المبدعة blue me الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للكاتبة blue me