الفصل 4

4.4K 347 242
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

#انكسار القلب

آلام الظهر... رفيقة أيامي الجديدة.

ولأكون صادقة، ما يحدث لي كان أمرا متوقعا نوعا ما، فبقائي ملتصقة بكرسيّ طيلة اليوم وانا انظر الى شاشة حاسوبي وادقق بملفاتي في وضعية أقل ما يمكن أن يقال عنها انها سيئة ثم قيادتي المطولة عبر طرقات الدار البيضاء المزدحمة لم يكن لينتج عنه اي شيئ جيد.

المشكلة هي...

أن الحبات البيضاء المضادة للالم التي احتفظ بها بدولاب مكتبي لن تستطيع مساعدتي دائما، ولهذا علي أن أجد حلا جذريا ما. كنت قد سمعت بحزام طبي يخفف من الإجهاد العضلي في الظهر ويحسن من وضعية الجسم، لابد وأنه ما أنا بحاجته لمعالجة هاته المعضلة.

فتحت صفحة جديدة على محرك البحث قبل أن اكتب الاسم بالخانة الصغيرة، لأمرر الطلبية، ان طلبته الآن فسأتوصل به بعد ثلاثة أيام على الأكثر.

لكن أيها سأطلب بالضبط؟ لقد كان هناك المئات منها ! كيف سأعرف أيها يناسبني؟

لا !

قبل ظهري علي أن أتكلف ببطني !

أنا لم أتناول سوى سلطة تونة خفيفة على الغذاء وقد كانت الساعة الآن قد تجاوزت السابعة مساءا... وأنا لا أستطيع التفكير بوضوح حين أكون جائعة.

أغلقت الحاسوب قبل أنظر حولي، لكل تلك المكاتب الفارغة المحيطة بي، وحده السكون كان يؤنسني بسهرة الشتاء الباردة هاته، ذهب الجميع لمنازلهم الدافئة منذ ساعات ولم يظل غيري هنا كعادتي.

لأنني الوحيدة التي لا تمتلك حياة تستحق الرجوع إليها خارج نطاق العمل، الوحيدة التي تنهك نفسها حتى تكبح جماح افكارها البائسة، الوحيدة التي جعلت من عملها المرادف الوحيد للراحة.

تنهدت وانا أضع حاسوبي بالحقيبة المخصصة له، ملحقة اياه بدفتر رسمي ثم بلوحتي الالكترونية. لم يتبق لي سوى بعض التفاصيل الصغيرة التي سأنهيها هذا المساء بالمنزل... أو بالأحرى بالمطعم.... لم أكن لأتحمل البقاء عالقة بسيارة لأكثر من ساعة، بزحمة مرور الدار البيضاء ببطن فارغ وظهر متوجع ورأس مشغول.

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن