الفصل 17

3.5K 280 172
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

#فن الخط

شارف شهر ماي على الانتهاء، ذاب الجليد بالجبال، اختفت الأمطار، ابتدأت حرارة الصيف بالبروز والنباتات البرية بالإزهار شيئا فشيئا بكل مكان.

وحان وقت تسليم المشروع لأنير...

بعد أشهر طويلة من التعب ومن المفاوضات أيضا، اذ لم يجعل ذلك الرجل مهمة تجهيز الشقة بالهينة علي، ولم أكن أتحدث عن استهلاكه لوقتي وسحبي بعيدا عن عملي عند كل فرصة تسنح له وحسب، بل كيف كان يحل بجلسات تسوقي على غفلة مني...

هو...

الرجل الذي يكره التسوق، كان هنا بكل جلسة تسوق أخوضها.

لا ليساعدني بالاختيار بل ليشتت انتباهي !

لا أزال أتذكر صاحب أحد المحلات وهو يقول لأنير بعد أن سمعنا نناقش تصاميم كراسي قاعة الطعام :

"دع سيدة المنزل تختار ما شاءت... فنحن الرجال هنا لندفع فقط."

ناداني الرجل بسيدة المنزل... ولم يصحح له أنير قوله.

أما أنا؟

فقد بحثت حولي عن حفرة ما لأدخل فيها رأسي كما تفعل النعامة لكنني لم أجد.

مضى على ذلك الحدث عدة أسابيع... ونعم ! لقد اخترت الكراسي، السجاد، النباتات وحتى الأواني... أبعد من هذا، اشتريت لأنير عدة أطقم من ماركته المفضلة ووضعتها له بخزانته بل وملأت ثلاجته بكل ما هو بحاجته ووضعت فيها عصير جريب فروت أدري يقينا بأنه لن يشربه فقط حتى أذكره بي...

كان كل شيء كما أردته تماما، كل شيئ بمكانه... ما عدا شيئ واحد فقط...

ما الذي تفعله قطعة اللاصق الصغيرة تلك بأعلى الحائط؟

أجل !

أنا كنت استطيع مضاهاة الحرباء بحدة بصرها و لأكون صادقة، لم يكن هذا هو الشيء الوحيد الذي نتشارك فيه أنا وهي، بل وحبنا الجم للألوان أيضا... بعيدا عن الأحكام والتشبيهات السيئة التي حملناها للمسكينة، فالحرباء مخلوق لطيف وحساس للغاية.

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن