الفصل 27

5.1K 284 314
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

#كاذبة.

- يبدو أن مشكلتك مع زحمة المرور لا تتحسن

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

- يبدو أن مشكلتك مع زحمة المرور لا تتحسن. سخر هارون مني ما إن دخلنا لمكتبه المتواجد بالطابق الأرضي لمنزله.

منزل أعرف جيدا من قام بتصميمه.

لا يوجد من تستطيع جعل مكان ما يبدو دافئا بهذا القدر غيرها.

تجعله متناسقا وينبض بالحياة من داخله، تخلط ألوانا لا تخطر ببال أحد بطريقة أنيقة لا تؤذي العين. اتخيلها تعمل هنا قبل سنوات، تهتم بجميع التفاصيل ولا تضع أي شيئ بمكانه إلا بعد أن فكرت مليا بكل الاحتمالات الممكنة...

اتخيلها بمكتبها لساعات متأخرة ترسم المخططات وهي تنفعل تارة، لأن المهندس المعماري قد بنى المنزل بطريقة تجبرها على تغيير جميع أنظمة الإضاءة وأماكن الأبواب، وتارة أخرى لأن العميل يريد أشياء مستحيلة. اتخيلها سعيدة لأنها تعاملت مع ورشات الزليج المغربية التي تحبها حتى تزين جدران هذا المنزل الكبير بتفاصيل صغيرة لن يراها غيرها.

تحب ميرا الصناعة التقليدية لدرجة أنها تستطيع ان تشرح لك متطلبات عمل الحرفيين الشاق ومدى حاجته للدقة والإتقان، لساعات طويلة من دون ملل.

ولأنها تحبها بهذا القدر... فقد كانت تكره، -حقا تكره- حين يشتري الناس ممتلكات قديمة مشبعة بذلك التراث، فقط حتى يدمروها ويستبدلوا كل تلك الآثار المعمارية الفريدة والغنية بأشياء حديثة عديمة التاريخ والشخصية.

اتخيلها تقوم بالتسوق كما فعلت لشقتي...

لا...

لا يمكن لميرا أن تتسوق بنفس الطريقة لأي مكان آخر، لأي شخص آخر.

أبدا.

فقط لي. فقط لنا.

كان البائعون يعتقدون بأغلب الأحيان، بأننا زوجان يختاران أثاث منزلهما الجديد، ولسبب لا أعرفه كانت ميرا تنزعج من هذا، ولسبب لم أكن أعرفه آنذاك، كان انزعاجها من هذا يزعجني.

وبشدة.

لم يسبق لإمرأة أن خجلت من علاقتها بي، كانت النساء تصرخن فوق الأسقف أنهن تعرفنني بل وتقعن بيأس بي حتى حين تدركن كم أنني رجل فارغ من الداخل وبأنه لا يوجد ما يمكنهن الوصول إليه معي، حتى حين أخبرهن صراحة أن قلبي ميت لا يستقبل أي أحد، حتى حين أخبرهن بأنني متحجر ومعطوب وعاجز كليا عن التفكير بالمستقبل.

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن