الفصل 32

4.8K 258 164
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

#تشبثي بي.

استيقظت في صباح اليوم التالي على ملاءات مجعدة ومعدة مليئة بالفراشات، أنظر إلى السقف في سعادة وخاصة خجل عارم... متذكرة كيف ضمني اليه طوال الليل وهو يسمع نبضات قلبي وكيف خبأ رأسه بأولى ساعات الصباح في عنقي وهو يهمس لي كلمات لا تشبه أي شيئ قد حلمت به قبله.

ابتسمت قبل أن ألقي نظرة خاطفة لباب الحمام حيث يستحم أنير.

ملاكي...

أدري أنه لا يحب حين أناديه بإسمه بتلك الطريقة التي تعني معناه، لكنها الحقيقة وعليه ان يتأقلم، حتى وإن لم يكن معتادا على أن يتم وصفه بأشياء جيدة ولطيفة، حتى إن لم يكن يحب هذا لأنه لا يرى نفسه بتلك الطريقة.

أنا أراه بتلك الطريقة...

تماما كما يراني هو بطرق كثيرة بعيدة كل البعد عما أظنه أنا بنفسي.

نزلت من على السرير ببطء قبل أن أتجه نحو المنضدة، ألمس اشياءه، افتح أجندته الجلدية، أداعب زجاج ساعته الفاخرة ثم أمسك عطره قبل أن أستنشقه بصخب لأملأ رئتاي به. لقد كان عطره مرادفا لأماني... ما إن أشمه حتى يرتاح قلبي وتسكن كل هواجسي.

ولأنني غريبة أطوار، حقا غريبة أطوار وضعت القليل منه على معصمي قبل أن أعيده لمكانه واستدير نحو الباب لأخرج من الغرفة. تجمدت خطواتي بمكانها فجأة حين وقعت انظاري على اللوحة المعلقة بالجانب الآخر من المكان والتي لم ألاحظها بالأمس.

اتسعت ابتسامتي على وسعها وأنا اقترب منها لادقق بتفاصيلها وأتأكد من أنها اللوحة الأصلية. رباه ! ذلك المجنون قد اشترى اللوحة بنهاية الأمر...

اعدت نظرتي لباب الحمام وأنا اهز رأسي يمينا وشمالا غير مصدقة لما فعله. حقا، كيف له أن يقول بأنه رجل غير شاعري بعد كل ما قام به...

ما يقوم به؟

قطعت ممر الشقة كما لو أنني أفعل هذا لأول مرة لا كمن اقتنى كل هذا، من خطط له، نظمه، اختار الطلاء، الأثاث، الأواني وحتى تلك المجلات والشموع العطرية الموضوعة فوق المنضدة المصنوعة من خشب الماهوجني.

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن