الفصل 16

3.9K 301 130
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

#ملهمتي.

كانت أيام أبريل تمضي بسرعة غريبة لا تمت للأشهر التي سبقتها بصلة ولا تمت لما اعتدنا عليه بعلاقة...

كان فصل الربيع هنا باسمه لكنه لم يكن حاضرا البتة بطقسه، بدا متمردا ومزاجيا بأيامه المتنوعة ذات الحلة الغير المفهومة، كنا نعيش صباحا ربيعيا مرافقا بزقزقة العصافير، ظهرا بحرارة شبه صيفية، عشية بغيام خريفي رمادي...

وليلا باردا وممطرا.

- أظن خطتك بإمضاء ليلتك بالمستعجلات ستتأجل قليلا. سمعت أحدا ما يقول لي من الجهة الأخرى للمكتب مقاطعا سيول أفكاري. "انزلي من هناك قبل أن تكسري ساقك."

ضحكت وأنا آخذ الكتاب الذي أريده ثم كتابا آخر قبل أن أدير وجهي نحوه في ابتسام، كنت معلقة على سلمي الحديدي الأسود الملتصق بمكتبتي، مرتدية تنورة قلم جلدية بلون قرمزي غامق، مرافقة بقميص نيود منفوخ الأكمام وكعبا عاليا من جلد الأفعى.

وكان هو واقفا أمام الباب يرسل لي نظرته السوداء المعاتبة.

يعاتبني هذا الرجل من دون توقف.

يعاتبني لأنه يرى الخطر بكل مكان، يراه بكل شيئ.

وبكل شخص أيضا !

بعد أربعة أيام من الغياب، ها هو ذا "ملاكي المتذمر" يحط أمامي، ليغذي بصري ويسقي أشواقي له، ليعيد لي ألواني ويخرجني من شرنقتي.

كان وسيما كعادته...

ولم تكن وسامته بشيئ يختلف عليه اثنان، أو حتى عشرون... تتحدث الألسنة من دون توقف بكل مكتب من مكاتب شركتي عن الجراح الوسيم، عن الزبون الجديد، بالرغم من انه لم يعد حقا زبونا جديدا... لكنه وبالنسبة لهم قد ختم ملفات الزبناء بأكملها.

كان أنيقا بطقمه الأسود الذي يلف جسده بمثالية لا تضاهى، بشعره الأسود الفحمي المصفف على الجانب، ملامحه الأمازيغية الحادة، بطول قامته المثير، تلك الهالة القوية التي تحيط به وتلك الثقة التي ترافقه أينما ذهب...

كبشرة ثانية تخيف كل تحد يقف بطريقه.

ثم يضع كيس الطعام الورقي الذي أحضره كعادته فوق المكتب.

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن