الفصل 14

3.7K 313 148
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

#أيام ممطرة

كان أنير يقف على بعد عدة أمتار مني...

يرتدي معطفا شتويا مصنوعًا من مادة متينة بلون أخضر عسكري وبنطالًا داكنًا يعانق ساقيه بشكل مريح ويبرز خطوطها العضلية... كان شعره الأسود أشعثا بما يكفي ليمنحه مظهرًا خشنًا لكن أنيقًا وعيناه الكحيلتان مثبتتين علي بنظرة حادة وجدية غير راضية...

أوه لا... لم تكن راضية.

- حين قلت أنك تمشين تحت المطر، لم أظنك تمشين حرفيا ومن دون أية حماية تحت المطر ! انفعل.

لم أجبه...

كنت لا أزال تحت وقع صدمة لقائه... لا أزال احاول فهم ما يحدث هنا... أعتراني الهوس؟ أم تراها الصدمة النفسية التي تلقيتها قبل قليل هي التي كانت تلعب بأعصابي؟

- اصعدي للسيارة. أمر وهو يشير لشيئ ما بيده.

عقدت حاجباي وانا أنظر خلفه لسيارته، للبنتلي ذات اللون الرمادي الاسباني المتوقفة غير بعيد عنا، بطريقة مائلة مغلقة بذلك الطريق والرصيف...

- لا أريد. هززت رأسي يمينا وشمالا في اعتراض.

- ستمرضين. حذر.

- أنا لا أمرض.

- ماذا؟!

- انا لا أمرض ! كررت بقوة أكبر وكأن سبب عدم فهمه لي راجع لمدى صوتي لا لما كنت أقوله. لم يجب. "لدي جهاز مناعي قوي لدرجة أنني لا أتذكر متى كانت آخر مرة مرضت فيها !"

عقد حاجبيه بشدة تكاد تترك على بشرته السمراء تجاعيد لمدى الحياة، قبل أن يرمي لي نظرة قاتلة ارادها حتما أن ترميني بأحضان غيبوبة ما.

اقترب مني خطوة.

ابتعدت عنه خطوتين.

لم أكن أريد أن أختبئ من المطر، لا... ما كنت أريده حقا، هو أن يحضنني من كل مكان ويكون بلسما لكل تلك الصفعات التي أوقعتها كلمات والدتي القاسية علي.

أن يغسلني من خيباتي المتكررة ويرويني.

أن يلغي هذا الإصفرار الذي يغلفني ويعيد إلي اخضراري.

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن