الفصل 30

5K 254 356
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

#جنون_الغيرة

بعد أربعة أسابيع :

كنت أقف منتصبة أمام المرآة الذهبية، أنظر إلى انعكاس صورتي في سعادة ورضا.

كان مكياجي مثاليا، فهو لم يكن بالثقيل ولم يكن يطغى على ملامح وجهي أو يغيرها... فقط يبرزها... كان هناك غبار خفيف من الهايلايتر على عظام وجنتاي، حمرة وردية على شفتاي وظلال دخانية حول عيناي وكحل عربي بداخلها، كانت نظرتي تبدو لامعة أكثر من المعتاد كما لو أنها نيران مشتعلة... أما خصلاتي السوداء فقد كانت مرفوعة ومنسوجة معًا لإنشاء كعكة معقدة لكن أنيقة، يحيط بها تاج ذهبي مرصع بالأحجار الكريمة اللامعة...

كانت القفطان الأخضر الذي كنت أرتديه يعانق منحنياتي من جميع الأماكن بطريقة رائعة... أملت رأسي قليلا للجانب وأنا أنظر الى هذا الأخير بالكثير من الإعجاب، لأنه كان رسالة خفية وقصة جميلة لم تنته بعد.

كان قفطاني لهذا اليوم مكون من ثلاث قطع، مطروزة بخيوط من ذهب ومرصعة بالأحجار، قطعة لكل مرحلة من مراحل تكون الفراشة...

ولأن القطعة الأخيرة كانت ختام المراحل، فقد كانت مطروزة بالعديد من الفراشات الصغيرة التي لا ترى إلا إن اقتربت منه وتمعنت بالنظر.

لم أضع هذا القفطان بمخططي لهذا اليوم، لكنني سرعان ما غيرت برنامجي حين توصلت به هذا الصباح بعلبة ورقية بيضاء كبيرة كهدية أخيرة من أنير قبل حفل زفافنا.

حقا... ذلك الرجل لا يستطيع أن يقوم بالأمور كغيره من البشر، أن لا يعقدها، أن لا يقلب مخططاتي بآخر لحظة...

وخاصة...

أن لا يجعل كل ما يحيط بي شيفرة سرية توصلني اليه بكل مرة.

أتى أنير ليخطبني رسميا من والداي بعد ثلاثة أيام من طلبه ليدي على ذلك الشاطئ، لم يعطني الرجل وقتا أطول لأجهز أرضية مشروعنا المستقبلي ولأعلم والداي بالحدث...

أن أخبر والدتي بأنني قد قررت الزواج، لكن ليس من رشيد بل من رجل آخر لم تسمع به قط ولم أحدثها عنه قط.

الم يكن رجلا صبورا؟اين اختفى صبره ذلك اذا؟

على كل...

قدم أنير بالليلة المتفق عليها مرافقا بوالديه وبإخوته ومحملا بباقة كبيرة من الأزهار الملونة وبهدايا خاصة من أجلي. ثم تعرفت العائلتان على بعضهما خلال ذلك العشاء الرسمي الذي جمعنا... ودعوني أعترف بأنه لم يسبق لي أن توترت بذلك القدر بحياتي !

أما أنير؟

فقد كان عكسي تماما !

كان الرجل مرتاحا وهو يجلس بين والدي وشقيقه طه وكأنه يقول لي بأن أصعب جزء بالمهمة بأكملها قد تم تخطيه نجاح -ألا وهو موافقتي أنا- وبأن الباقي لم يكن سوى تدخل جراحي بسيط لن يحتاج غرزا حتى.

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن