الفصل 8

3.8K 344 235
                                    

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)


#تأثير الفراشة

كنت أتجول بصالة المعرض وأنا أنظر للوحات المعلقة على حيطانه البيضاء المرتفعة، أشرد فيها وبآثار تموجات الفرشاة عليها، بتلك القصص التي تضمرها خلف زيجات الألوان التي اختارتها، اتركها تسلبني من نفسي ما استطاعت هي وكل تلك التحف الأخرى الموضوعة بمختلف الغرف...

كنت اتنقل من مكان لمكان في امتنان لعدم تجاوز عدد زوار هاته الظهيرة لأصابع اليد، لم أكن أحب القيام بزياراتي بساعات الزحمة.

لطالما وجدت أن كثرة البشر تفقد التجربة الفنية جزءا كبيرا من متعتها.

توقفت خطواتي بمكانها فجأة حين دخلت القاعة الكبيرة المتواجدة بنهاية الممر والتي كانت على نقيض الأخريات كليا. بنوافذها الزجاجية التي تملأ أحد جدرانها وبلوحتها اليتيمة والوحيدة.

حدقت بها في رضا ولكأنها حلم يتحقق قبل أن أخرج هاتفي من جيبي لألتقط صورة لها.

كانت ما أريده، ما تخيلته وما كنت أبحث عنه بالضبط... أكاد لا أصدق أنني استطعت ايجادها بهاته السهولة !

"أتؤيد هذا النوع من اللوحات؟ أريد وضعها بالمكتبة."

أرسلت للمعني بالأمر قبل أن أجلس على المقعد الخشبي الطويل الموضوع أمامها لأستطيع تأملها في هدوء... هدوء ما لبث معي سوى لبضع ثوان لأن هاتفي قد رن بيدي.

لم أتوقع منه أن يجيبني بهاته السرعة.

"هل الثمن الذي أراه بالأسفل هو ما سأدفعه لهذه الخربشة ؟"

"خربشة؟ إنها عمل فني قيم ! "

فإما أن هاته المرأة تعيش بكوكب آخر أو أنها تعاني من إصابة جدية بالمنطقة الدماغية المسؤولة عن الإثارة البصرية ! اللعنة ! كلما حاولت فهم طريقة عمل منطقها استغربه أكثر.

"أين أنت؟"

"بمعرض بيكسما."

"لا تتحركي من هناك"

و من القلوب ما انكسر...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن