خـرجـت تـوليـن من الـمنزل بـهدوء ، وبـدءت تسـير نـاحيـة الشـاطىء متوجـهه لـه ، ولـكن قبـل أن تتـجه الـى منـزلـه رأتـه يـجلس عـلى احـد المقاعـد أمـام البـحر ، أقـتربـت مـنـه بـتوتر وهـدوء ، وحيـنما وصـلت قـالت بأرتبـاك
:ـ أسـفه لـم يـكن عـلى قـول ذلـك
الـتفت خلفـه سريـعاً وهـو لا يصـدق مـا سـمعته أذنـه ، ولـكن حيـنما راهـا شـعر بـخنجـر يضـرب قلبـه مـره أخرى ، كـلامـها كـان قاسـى للـغايـه ، وهـو لا يـعلـم لـما تكرهه الـى هـذه الدرجـه ، أشـاح بوجـهه عـنها ، لـتقـول هـى بصـوت حزيـن
:ـ يـمكن أننـى ولـدت وفى فمـى مـعلقـه ، ولـكن تأكـد بأننى أيـضًا شـاهـدت فـى حيـاتى مـا يـجعـلنى اعـلم حقيقـتها
اسـتغرب مـن جـملـتها لـينظر لـها بصـمت ، بيـنما هـى جـلست عـلى المقـعد المقـابل لـه ، مكـمـله بأرتبـاك
:ـ حيـنما كـنت فـى السـادسـه من عمـرى ، أكتشـفت والـدتى بأن أبـى قـد تـزوج بواحـده أخـرى فـى تركيـا ، وأنـه لـديـه مـنها أبـنه صـغيره ، ثـارت كثيـراً وغـضبت للغايـه ، لـيقف جدى مـعها ضاغـطاً على أبـى بأن يطـلقهـا لأنـه لـن يسـمح لـه بأن يـتزوج من أجنبيـه
رفض ابـى كثيـراً الأمـر ، ولـكن نازلى زوجـته والـدة جـلنار ، حيـنما عـلمت بأنـه متـزوج ولـديـه أبـناء رفضـت البقـاء مـعه ، وطـلبت هـى الطلاق
أبـتلـعت ريقـها وأكمـلت :ـ فـى هـذه الفـتره أصـبح أبـى تعيس للـغايـه ، وكـان صـوت شجـاره هـو وأمـى يملىء القصـر كـل يـوم ، فـى البـدايـة كرهـت الأمـر للـغايـه ، ولـكن حيـنما كبـرت عـلمت بأن أبـى لـم يـخطأ بشىء ، هـو لـم يـحب أمـى أبـداً ، لـقد تـزوجـها رضـى لأبـى وعـمه المتوفـى
والـدتى أيـضاً لـم تحـاول فـهمه ، أو بـعث السـعاده بـه كـما كـانت تـفعل نازلـى ، الـى الأن ورغـم مرور سـبعة عـشر عامـاً الى أنـه كـلما نـظر الى صـورتـها تلـتمع عيـنه بسـعاده عجيـبه ، لـم أراهـا فـى أحـد من قبـل ، كـنت دائـماً أسـير خـلف والـدتى كظـلها ، افـعلى ذـلك افـعل ، قـولـى ذلـك اقول بصـمت وكـان الأمـر مسـلم بـه ولا يـجب كسـره
الـى أن حـدث مـا غيـر الـعائـله جمـيـعها ، لـقد كـانت صـبا وآسـر عـلى علاقـة حب كبيـره ، تغيـرت فـى لـحظه وأصـبحت سيئـه ، لـم يـكن يـعلم جدى وقـتها عـن علاقـتهم ، فامـر بـزواجـها من جـمال ، الـشاب الذى تشـاجر مـع آسـر ، حـاوـلت الرفض وعـدم الـموافقـه ولـكنها كـانت مطيـعه وهادئـه
لـم تفـعل أى شـىءفـى حيـاتـها سوا مـا يـطلب مـنها ، كسـرت كبريـائـها أكثـر مـن مـره وطـلبت مـن آســر أن ينقذهـا من هـذا الزواج ولـكنه لـم يفعل بـل صور لـه كبريـائـه بأنـه سيأخـذ حق ليس لـه ، بـعد زواجـها بسـنه أصـبحت صـبا مجرد جسد بلا روحـه ، لا يـعلم أحـد مـا بـها ، حـتى أنـها أبتـعدت عـن الجميـع ولـم توافق عـلى رؤيـة احـد
أنت تقرأ
زهرة الرمان ( مكتملة)
Romanceكـ حيـطان الشـام أنتى ... مـهما قسـى بـها الزمان تبـقى ووجـهك كـ فلسـطيـن يسـتطـع ليـلاً كالقـمر .... أنسـه شكسبيـر & MEMA