الحلقة 6عنوان الحلقة / الاتصال المفاجئ!
بعد تفكير طويل قرر إيهاب أخيرًا أن يتقدم لخطبة جنات وليحدث ما يحدث!
لم تصدق جنات ما قالته لها تسنيم وهي تمسك بيدها :
- لقد قال له والدكِ أن ينتظرنا يوم أو يومين حتى يعرف رأيكِ..
خفضت جنات رأسها حياءًا وقد توردت وجنتاها وارتسمت علامات الرضا والقبول على محياها، قالت تسنيم والابتسامة لا تفارقها :
- الظاهر بأنكِ موافقة مبدئيًا، وأنا لا أريد أن أقف بوجه سعادتكِ لكن اسمعي يا بنيتي أنتِ الآن مقبلة على الجامعة ويجب أن نضع أهم شرط للزواج وهو اكمالك للدراسة.. أم ماذا تقولين؟
- نعم يا ماما.. وهذا ما أردت قوله.
في المساء تناقش الزوجان في هذا الموضوع وقد قرر بهاء الاتصال بإيهاب والتحدث إليه بخصوص شرطهما الوحيد..
كان كل شيء يجري على ما يرام وحسب ما يتمنى كل من جنات وإيهاب.
بعد أن صلت جنات صلاة الليل في تلك الليلة ونامت رأت رؤيا غريبة جدًا في المنام!
رأت وكأنها تريد أن تصعد في السيارة مع إيهاب وفجأة جاء من بعيد ابن عمها ( طاهر) ليسحبها من يدها بلطف وهو يقول : إن القدر شاء أن تكوني لي أنا! ثم أخذها وذهب بها بعيدًا!!
استيقظت وهي ترتجف من الخوف، شعرت أن الأمور التي كانت تحسبها ستجري كما تحب سوف لا تكون كذلك!
في الصباح وبينما كان الجميع يتناول طعام الإفطار رنَّ هاتف بهاء، وما أن نظر إليه قال مستبشرًا :
- أنه اخي إحسان..!
بلعت جنات ريقها بصعوبة وهي تنصت للمكالمة بحذر!
- السلام عليكم
- وعليكم السلام أهلًا يا أبا طاهر.. كيف الأحوال؟ وما الذي جرى لتذكرني هكذا ومنذ الصباح الباكر!
-أخي الغالي.. أبا علي.. كيف حالك؟
- أهلًا بالأخ الذي أنسته أوربا ذِكرَ أخيه؟ ما الذي حدث وتذكرتنا يا إحسان؟
- لا لم أنساكم يا أخي ونور عيني والدليل أنني سأكون عندكم مساءا، ها نحن في المطار؟
- هل تمزح معي؟
- لا يا بهاء أقسم بروح والدينا بأني أقول الصدق.. ها أنا أحمل حقيبة سفري وهذا هو ولدي ( طاهر) بجانبي ننتظر ساعة تحليق الطائرة!
- وما هذه المفاجأة؟
- سأخبرك بكل شيء عندما نكون عندكم بإذن الله، ثم بدأ إحسان بالضحك وسط ذهول بهاء ودهشته!
***
رفض بهاء خطبة إيهاب لابنته بعد أن أعلن إبن عمها عن رغبته في الزواج منها..
صار طاهر يعيش مع جنات في نفس المنزل وهو ينتظر أن تتم مراسيم الخطبة والعقد الشرعي ليأخذها إلى مكان معيشته في أوربا!
كان طاهر شابًا قوي البنية وسيمًا فيه شبه كبير من أولاد عمه بهاء..
حاول مرارًا أن ينفرد بإبنة عمه ليخبرها بمشاعره تجاهها وكيف إنه إختارها رغم فاتنات أوربا وجميلاتها! لكن جنات كانت تكره الجلوس معه أو محادثته، بل لطالما ردّدت أمام عمها إحسان انها لا ترغب حاليًا بالزواج ولا تفكر إلا في أمر إكمال الدراسة!
كان العم يضحك ويأخذ الأمر من باب الحياء فكيف لفتاة ملتزمة ومتدينة مثل جنات أن تفصح عن رغبتها بالزواج!؟ حتمًا هي ستبدو لهم وكأنها رافضة لهذا الأمر ولكن الحقيقة غير ذلك!
هذا ما كان يفكر به إحسان، وهذا ما أقنع به ولده طاهر والذي لم يكن يرَ غير الصد والجفاء من إبنة عمه وشريكة المستقبل!
***
كانت جنات تحترق من الداخل ولا أحد يشعر بها غير تسنيم..
فلطالما نظرت الدموع تتلألأ في عينيها الرائعتين وكلما سألتها عن رأيها بطاهر تختنق الفتاة بعبرتها وتصمت!
وفي إحدى ليالي الصيف المقمرة صعدت جنات إلى سطح الدار لتنام هناك، طرقت تسنيم باب غرفة البنات ثم دخلت فلم تجد غير هبة ومريم، سألتهما عن جنات فجاءها الجواب وبصوت واحد : صعدت إلى الطابق العلوي لتنام هناك.
صعدت تسنيم إلى سطح المنزل ورأت جنات قد فرشت لها فراشًا في وسطه واستلقت عليه، ارتبكت قليلًا وهي ترى إن أحدهم يقترب منها، هرعت للجلوس وهي تمسح دموعها..
قالت تسنيم وهي تجلس بقربها :
- لا تخافي يا حبيبتي.. هذه أنا.. أمك!
سكنت جنات قليلًا، مدت تسنيم يدها لتمسك بيد جنات وهي تنظر إلى عينيها اللتين بدتا أكثر جمالاً إذ اجتمعت فيهما الدموع وضوء القمر!
أنت تقرأ
تسبيحة الزمن
Spiritualitéقصة اجتماعية هادفه قصة كتبتها انامل الكاتبة رويدة الدعمي. ما اجملها واجمل احداثها. حقاً انها كاتبة مبدعة. للكاتبة : رويدة الدعمي