خطة الحرب

10 1 0
                                    


 في وقت لاحق بداخل المشفى كانت سيرا تتابع حالة آرورا التى لا تزال طريحة الفراش
" حالتك تتحسن لكن لا يمكنك الحراك لفترة . لو فقط تتركينى أستخدم شيريو "
أبتسمت آرورا " لا حاجة لذلك يجب ان توفرى طاقتك فالم يبقى الكثير من الوقت حتى نبدء هجومنا أخيراً"
" اجل . ضربات قلبي تتزايد كلما أقتربنا "
وهنا دخل مابوتشى الغرفة " أعتذر لتطفلى . سمعت انكِ أستيقظتِ"
" اجل . لم تسنح لى الفرصة لشكرك على أنقاذى "
"لا داعى لذلك فقط أتيت فى النهاية . اتمنى ان تكونى أفضل الأن "
"أجل سأتمكن من التحرك قريباً "
"فهمت سعيداً لكِ "
هم مابوتشى للمغادرة حتى أوقفته سيرا فى حزم " أنتظر . اين فيونا و شوني ؟"
"لا أعلم ستجدينهما ملقيان فى أى مكان "
"هل قمت بأذيتهما ثانية ؟ . هل تظن اننى ليس لدى شئ لأهدار طاقتى عليه سوى معالجة هذان الأثنان مما تفعله بهما ؟"
"لم أطلب منكِ معالجتهما "
أزداد غضب سيرا " لما لا تفهم أننا بحاجة لهما , نحن من أحضرهم الى هنا لمساعدتنا وانت كل ما تفعله هو تدمير فرصنا الوحيدة للفوز بسبب أنانيتك . "
"انا لا أثق بخونه لمساعدتنا . أذا كنتِ تثقين بهما فاهذا يدل على غبائك "
أبتسمت سيرا فى سخرية ممزوجة بغضب " لا أنت تكرهما لأنهما يستخدمان سلاحا أيا و يوتسوكي اليس كذلك ؟"
أتسعت عينا مابوتشى لكنه حاول أخفاء ردة فعله " ما هذا الهراء الذى تتفوهين به ؟"
"هذه هى الحقيقة سيد مابوتشى و إلا لما تكره شونى ؟ , أستطيع فهم سبب عدم تقبلك لفيونا ولكن شونى ليس سوى شخصاً عادياً يحاول مساعدتنا . ايمكنك تفسير سبب كرهك له ؟ " صمتت سيرا قليلاً منتظرة رده حتى أكملت " هذا لأنك لا تطيق فكره ان أحد آخر يستخدم سلاح أخويك . بسبب شعورك الأنانى ذلك سوف تتسبب لهلاكنا . انت لا تستعب الكارثة التى نحن بها , كان بأمكانك تعليم هذان الأثنان طوال ذلك الوقت , كان من الممكن ان يكونا الان بأفضل قواهم و يزداد فرصة فوزنا لكن لا لما تفعل ذلك . فالنهلك جميعاً من أجل أنانيتك تلك "
نظر لها مابوتشي فى برود " هل انتهيتِ من حديثك ؟"
صمتت سيرا بينما قالت آرورا " ان غضبك موجهاً فى المكان الخطأ مابوتشي . من قتل يوتسوكي هو الشخص ذاته الذى هجم على ايباراكي لقد رأيته فى تلك اللحظة التى مات بها  لم أنسى هيئته . حاولت الأنتقام له ولكنى كنت ضعيفة جداً "
ضغطت آرورا على غطائها فى حزن ومابوتشى ينظر لها حتى أستكملت " فى ذلك الوقت هربت من القرية كنت أسعى للوصول الى نيماتو ولكن فى الطريق رأيت ذلك "
رفعت آرورا رأسها وهى تنظر فى حزم " رأيت فيونا تقاتل هيكيمارو بكل قوتها رغم ضعفها الشديد امامه ولكنها لم تستسلم كل ما كانت تسعى اليه هو انقاذ شونى و الأنتقام من هيكيمارو . قد تكون أخطأت لكنها تحاول تعويض ما فعلته "
وهنا قالت سيرا " لو لم تكن تريد ذلك لما بقت هنا بعد ما فعلته انت بها وما فعله نيماتو صدقنى لو كنت مكانها لتركتكم جميعاً تهلكون وغادرت . قد تكون تربيت انت مع أيا لكنى أرى أنها تشبهها كثيراً . أيا لم تكن تستسلم حتى تكفر عن خطأ فعلته وهذا ما جعلها تعود للقتال اذا كنت تتذكر هذا . ويوتسوكي لقد كان فتى هزيل وضعيف كان أضعف شخص بيننا جسدياً ايضاً لكنه لم يستسلم وقرر انه عليه ان يصبح أحد المقاتلين المختارين تدرب كثيراً وعانى كثيراً . أتذكر كثيراً صراخك فيه حتى يستسلم لكنه رفض وأستمر حتى تمكن من تنشيط دينكى وصار أفضل المقاتلين فى المملكة , هذا تماماً ما يفعله شوني الان . اى مجنون ذلك الذى سيبقى فى مكان مع شخص مجنون رماه فى وقر أفاعى إلا أذا كان يريد حقاً المساعدة "
تحركت سيرا ووضعت يدها على كتف مابوتشي " أفق من تلك الضغوط التى عليك و أنظر بعيناك جيداً وستجد انك قد ظلمتهما كثيراً "
حل الصمت المكان وفى الخارج كان كلاً من شونى وفيونا اللذان جاءا ليتم معالجتهما من الأنسة سيرا ليصادف سمعاهما للحديث بأكمله . مضت الأيام سريعاً أنشغل الجميع فيها بالتجهيز لذلك اليوم الذى أنتظروه كثيراُ . فى وسط الغابات محترقة وقف مانستر وهو يصرخ فى سعادة والنيران تحيط به من جميع الجهات "لقد نجحت أخيراُ . "ثم سقط أرضاً وسط النيران , حتى سقط سهم جمد كل النيران وتحولها الى كتلة من الجليد . ومن بعيد جاءت فيونا وشونى يقتربان من مانستر وهما يبتسمان فى سخرية . أنحنى شونى على مانستر
"ليس عليك أحراق الغابة كلها من أجل ان تثبت أنك نجخت فى أستخدام سلسان "
أبتسمت فيونا " جيد أننا مررنا من هنا قبل ان تلتهم النيران الغابة كلها "
ضحك مانستر وجلس فى حماس حتى سمعوا ضرب أقدام حصان على الأرض ليروا تابي يخرج من وسط الغابات على حصان أسود اللون .
"يبدو ان الجميع هنا "
نظل تابي من على الحصان ليحدثه شونى " هل أنهيت تدريبك ؟"
"اجل . شهراً كاملاً وسط تلك الجبال أنه لكابوس حقاً"
قالت فيونا متعجبه " تبدو فى حالة يرثى لها "
حقاً كان تابي ملئ بالجروح و الحروق و ملابسه ممزقه . أبتسم تابي وهو ينظر لحالتهم التى لا تقل سوء عنه ثم قال ساخراُ
"لا تبدون فى حال أفضل ايضاً!"
نهض مانستر وهو يترنح والحروق قد أحتلت مكان كبير فى جسده " حسناً كل ما أسعى إليه الان هو حمام بارد و النوم لمدة يوم كامل و مائدة طويلة من الطعام الشهى "
ضحك شونى وهم يغادرون " حسناً ستحصل عليهم فى أحلامك بالتأكيد "
فى وقت لاحق جمع فيه نيماتو جميع الجنود و اهل المملكة ووقف على منصة عالية مواجهاً الجنود بكل حزم وهو يصرخ عالياً
"أخيراً جاءت الفرصة التى أنتظرناها جميعاً . سرقت منا أرضنا و قتلت عائلاتنا و أغتصبت نسائنا ومالذى فعلناه نحن ؟ . صمتنا ! لكن صمتنا لم يكن أستسلاما بل كان شحن لغضبنا وأعتراضنا . عانينا كثيراً , تألمنا وبكينا . مهما قلت لن أستطيع وصف ما مررنا به ولكن شئ واحد انا متأكد منه , وهو ان كل شخص واقف هنا قلبه يشع بغضب وكراهية ومستعد للتضحية بروحه حتى أخر قطرة دم به لأستعاده وطنه وشرفه ودفن عائلته بشكل لائق . لهذا انا يوميكو نيماتو قائد جيش مملكة الشمال و أحد حراس الحاكم الثلاثة أعلن أنه قد حان وقت رد الصاع صاعين و أستعادة مملكتنا من يد هؤلاء الغُزاه اللذين قد طردونا من منازلنا و قتلوا عائلتنا و يتلذذون الان بتعذيب سكان مملكتنا . حان الوقت لنثبت لهم من هم جنود مملكة الشمال "
صرخ جميع الجنود فى حماس ممتزج بالغضب وهم يرددون النصر , الأنتقام . وفى أحدى الغرف التى بها نيماتو وسيرا وامامهم تابي والبقية في صمت قاطعة نيماتو وهو يتنهد
"حسناً لأكون صريحاً معكم . لن أقول لكم انا أعتمد عليكم او أعتذر لأدخالكم فى هذا او حتى أشكركم و أتوسل إليكم .. بل في الحقيقة بالنسبة لى انتم نقطة ضعف خطتنا , لا أشك لثانية واحدة أنكم ستهربون بمجرد بدء المعركة . انا لا أثق بأى شخص منكم على الأطلاق , لذلك أسمحوا لى ان أسألكم شيئاً واحداً . مُنذ ان آتيتم الى هنا رأيتم أشياء لم تروها من قبل . تعذبتم وقتلتم و تعاملتم بأسوء معاملة كافية لجعل المحارب المخلص ان يهرب ويترك كل شئ حوله ولكن انتم لم تفعلوا , بل أستمررتم فى التدريب الشاق لمدة شهر كامل رغم كل ما عانيتوه فى هذا التدريب , مالسبب الذي جعلكم تبقون حتى الان و لا تهربون وتتركوا كل شئ وبكل الأحوال قد آخذتم المال سابقاً وبالنظر الى حالتنا لا أظن ان لدينا الوقت او القوة للركض خلفكم أى ان الفرصة كانت سانحة لكم . أذاً لما أنتم واقفون هنا الان ؟"
نظر الخمسة لبعضهم في شئ من الحيرة حتى تقدم مانستر " حسناً لا أعرف عن البقية ولكن لقد علمنى جدى ان أرد الدين دائماً لا يمكننى أخذ ذلك المال ثم الهرب بعيداً حينها لن يتوقف جدى عن الصراخ فى وجهي و سيرى أننى جبان مرة أخرى . و ايضاً انا لم أحقق أنتقامى بعد من ذلك الشخص الذي قتل صديقى ولن أغادر أو أهرب دون قتله "
تقدم تابي تالياً " حسناً لا أعرف حقاً إجابة لسؤالك سيد نيماتو ولكن ما أعرفه أننى و لأول مرة أِعر أننى يمكننى ان أفعل شيئاً جيداً . لقد عشت حياتى كلها كمبارز بارع كنت أفوز فى كل المنافسات . الجميع كان فخوراً بي حتى جدي , ولكننى لم أشعر ولو ليوم واحد أننى حي أو أن لحياتى أى معنى . كنت دائماً أتسائل لما انا حي مالذى أفعله فى الحياة " تنهد تابي ثم أستئناف " لا أعلم ولكن عندما أراكم و أرى أملكم بي و أنكم تحتاجونى ذلك جعلنى أشعر أننى لدي شيئ لأفعله . شعور ان شخص ما يحتاجنى بشدة جعلنى أشعر بأن هناك هدف من حياتى . و ايضاُ قد يقلل ما أفعله هنا شيئاً من ذنوب ذلك الشخص "
نظرت له روجينا ثم تقدمت " بالنسبة لى فأنا وحتى أن تقطعت الى أشلاء لن أهرب من هذا المكان . لقد آتيت فى البداية لحماية عائلتى و هذا تماماً ما تحاولون انتم فعله . لقد رأيت كيف تعيشون و كيف تتألمون و تحمون بعضكم . لقد أحببت كل شخص هنا و كأنه فرداً من عائلتى ولهذا انا سأحمي عائلتى تلك ايضاً حتى ان كان ذلك آخر شئ أفعله فى حياتى "
أبتسم نيماتو عندما سمع روجينا ثم نظر لشونى الذى قال بصوت مرتفع " انا أكرهكم جميعاً . كلما تذكرت ذلك الحضخم مابوتشى ومافعله بى وتلك الأفاعى يزداد غضبي و أتمنى لو أقتلكم جميعاً ثم أخذ كل ما لديكم من مال و أسلحة ثم الهرب و بيعها وأصبح ثرياً ثم أحضر مديري السابق و أجعله خادماً لدي و أضحك مُتفاخراً وهو يمسح لى حذائى فى إذلال "
صمت الجميع فى شئ من الذهول . همس مانستر " هل كان شريراً هكذا عندما جاء معنا ؟"
أبتسم شونى و أكمل في ثقه " لكن للأسف لا يمكننى فعل ذلك لذلك الشئ الوحيد الذى يمكننى فعله هو أن أثبت لذلك الحشرة مابوتشى أننى لن أهرب ولن أدعه يكون الفائز بل سأجعله يركع امامى ويطلب مسامحتى و يعتذر وقد أفكر فى مسامحته او لا . من يدرى قد ألقى به فى حفرة من الأفاعى السامة . لذلك أيها القائد ما أريد قوله أننى قد أكون أكره ذلك الوغد لكن فى المقابل لقد عاملنى هؤلاء الجنود و الأشخاص و كأننى شخص محترم لأول مرة في حياتى و اننى يمكننى فعل شئ , وهذه المرة الأولى التى أفكر فيها في فعل شئ لأجل نفسي و ليس لأجل شخص آخر "
تنهد نيماتو و أخيراً نظر الى فيونا و التى كادت تتحدث حتى قال هو " بالنسبة لكِ فأنتِ أكثر شخص لا أثق به على الأطلاق ولو حتى قليلاً ولكننى مُجبر على وضعك فى الخطة و لسوء الحظ فأنتِ من الأجزاء الرئيسية للخطة لذلك فقط ولو لمرة واحدة كونى إنسانة نظيفة و لا تخونينا لأن حينها لن أتردد فى دفنك هنا حتى و أن كانت هذه آخر مهمة لى "
تحولت نظرات فيونا الى لا مبالاه ممزوجة بالغضب " أتعلم أيها القائد قيل ان تقول تلك الكلمات كنت عازمة جداً على مساعدتكم ولكن الان صرت متردده فى البقاء و أفكر جدياً فى المغادرة . ولكن سأحاول أن أقتنع بأنك تقول ذلك الكلام بسبب قلقك و الضغط الذى تشعر به و ايضاً انك لم ترى منى حتى الان سوى كل سوء لذلك سأنسى ذلك الكلام الان وسأجعلك تغيره تماماً "
صفقت سيرا محاولة تهدئة الأمور بينهم وهى تتقدم فى أبتسامة " حسناً حسناً ان نيماتو لا يقصد أى شئ أنه فقط يقصد انكم أنتم الخمسة قد تكونون نقطة ضعفنا الوحيدة ولكنه نسى أن يخبركم بأنكم ايضاً يمكنكم ان تكونوا نقطة قوتنا الوحيدة وسبب فوزنا فى هذه المعركة لهذا "
أنحنت سيرا كالمحاربين " نحن نعتمد عليكم "
كلمات سيرا اللطيفة أعادت الحماس الى الخمسة مرة أخرى وغادروا وهم يضحكون معاً بينما نظرت سيرا لنيماتو وكأنها تعاتبه حتى دخلت آرورا الغرفة وهى ترتدى ملابس الجيش خاصتها
" ماذا عن دورى فى الخطة ؟"
نظر لها نيماتو " آرورا مالذى .. لما انتِ هنا ؟"
"جئت لأعرف فى أى جزء من الخطة سأكون "
تقدمت سيرا " آرورا انتِ لا يمكنكِ المشاركة لا تزال أصاباتك خطرة , ستكونين .."
"عبئاً اليس كذلك . أعتذر سيرا لكنى أنتظرت ذلك اليوم طويلاً . لن أجلس على الفراش أنتظر خبر خسارتكم أو فوزكم . أريد أن أشارك أيضاً فى أنقاذ مملكتى "
" عزيزتى أعرف ما تشعرين به ولكن ."
" أتعلمين كم عدد الجنود المصابين اللذين يشاركون فى تلك الحرب . هل تريدين منى ان أجلس و أشاهد بينما الكل يضحى بحياته لأجل المملكة ؟ أسفه لكنى لن أفعل ذلك سأشارك ايضاً"
نيماتو " آرورا أستمعى الي انتِ لا يمكنكِ المشاركة "
"قلت سأشارك وعليك وضعى فى الخطة و الان "
تنهد نيماتو " بصفتى قائد الجيش انا أمنعك من المشاركة "
تحولت نظرات آرورا الى جدية صارمة وهى تقول فى حزم " يبدو انك نسيت ذاتك ايها الجندي لا تنسى مع من تتحدث , قد تكون قائداً للجيش لكنى أبنه أكبر كهنة مملكة الشمال و المسوؤل عن تعيين الحاكم و فى حالة عدم وجود حاكماً يكون هو المسوؤل عن كل ما يخص المملكة و الجيوش و بصفتى أبنته فأنا أعلى رتبه منك لهذا انا أمرك بصفتى أبنه الكائن الأكبر أن تضع مكاناً لى فى الخطة "
تنهد نيماتو فى ضيق و غضب وهو ينظر لأصرار آرورا . جلس شونى وبجانبه فيونا ينظران للقمر للمرة الأخيرة قبل الحرب
تنهد شونى بصوت مرتفع " بقى ساعات قليلة قبل ان تبدء تلك الحرب المميته "
" هل انت خائف ؟"
نظر لها شونى وهو يصرخ في هيستريه " خائف !؟ بل انا أرتعد خوفاً , حتى أننى أظن أن قلبي سوف يخرج من بين أضلاعي "
ضحكت فيونا " لا تقلق سأكون هناك لحمايتك "
" نحن فى مجموعتان مختلفتان تماماً . وايضاً لم أعد ضعيفاً لكي تحميننى "
"أعلم ولكن هل تظن أنك صرت تستطيع القتل الان ؟"
"لما تصفيها بذلك الشكل ؟ . حسناً انا لا أعرف مالذى سيحدث ولكننى أظن أننى سيمكننى القتال هذه المرة . ماذا عنكِ ؟ هل أنتِ واثقة أنكِ تريدين المشاركة ؟ هؤلاء الأشخاص لن يعترفوا بأى شئ تفعلينه لأجلهم , حتى أن نيماتو قد وضع عليكِ حراسة لمراقبتك "
تنهدت فيونا ونظرت للسماء " أعلم هذا جيداً مُنذ خطت قدمي هذه المهمة . لكن كل ذلك لا يهمنى البته . أتعلم انا لم أخبر أحداً حتى الان عن سبب مجيئى لتلك المهمة فأنا لا أحتاج الى ذلك المال البته "
"ماذا تقصدين ؟"
"هناك شئ لازلت أخفيه عن الجميع هو سبب قدومى الى هنا وهو ايضاً سبب مُعاناتى طيلة حياتى و سبب موت والداى . ذلك الجزء لم أرويه لك "
"ماهو ذلك السبب ؟"
وهنا جاء مانستر وهو يحمل بعض المشروبات " هاى ليس عدلاً ان تجلسا بمفردكما "
جلس مانستر و أعطاهما المشروبات وهو يقول في خبث " هل قاطعنا جلستكما الرومانسية "
قالت فيونا ضاحكة " لا بل كنا نريد ان نعطيك فرصة لتودع حبيبتك لكنك أغبي مما ظننت "
" حبيبتى ! اى حبيبة انا لا أحب سواكِ"
قالت فيونا فى خبث " أوه إذاً هل تخون صديقتنا الواقفة خلفك ؟"
تراجعت روجينا فى خجل " م مالذى تقولينه فيونا ؟"
ضحكت فيونا بصوت مرتفع ثم نهضت و وقفت بجانب تابي " حسناً انا أمزح لا داعى لأن تحمري خجلاً "
"فيونا انتِ مُزعجه . مانستر قل لها شيئاً"
أقترب مانستر منها ووضع يده على كتفها " عزيزتى لا داعى لأن نخفي الأمر أكثر "
نظرت له روجينا فى إستخفاف ثم قامت بدفعه بعيداً " أبتعد أفضل الموت على ان أصير حبيبة لغبي مثلك "
"ومن الذى سيقبل ببهلوانية مثلك "
"ماذا قلت ؟"
تقدم شونى " حسناً يكفي يكفي هذا ليس وقت شجار الحبيبان "
صرخ الأثنان معاً " لا تقل حبيبان "
ضحكت فيونا بشدة بينما تابي ينظر لها في شئ من الحزن " غداً ستبدء المهمة بكما صحيح ؟"
نظرت له فيونا " آه , أجل انا و شوني سنكون أول من ندخل المملكة "
"هل ستكونان بخير ؟"
" هل سيكون اي منا بخير في تلك الحرب ؟ . فقط لنتمنى أن نعود أحياء منها "
تقدم مانستر وهو يرفع كأس العصير " سوف نعود جميعاً أحياء ونقوز فى تلك الحرب و نتم مهمتنا ثم سنتناول اللحم المشوي معاً "
رفع الجميع كأوسهم فى ضحك وصرخوا " اجل " بينما ظل تابي ينظر لفيونا نظرات قلق ممزوجة بالحزن . هم الجميع للمغادرة حتى ينالوا قسطاً من الراحة قبل بدء مهمتهم حتى أمسك تابي يد فيونا والتى نظرت له متعجبه
"مالأمر ؟َ!"
تردد تابي قليلاً " هل انتِ وشوني .. حسناً كيف أقولها ؟"
قاطعته فيونا " نحن صديقان مقربان "
"فقط صديقان ؟"
"همم ماذا بك اليوم تابي , هل كون الحرب قريبة تؤثر عليك أم أنك خائف ؟"
"انا خائف من ان تصابي بأى أذى "
أبعدت فيونا يدها ونظرت له " لما تخاف علي . انت لا تعرفنى سوى من مدة قصيرة وعلاقتنا فيها لم تكن جيدة جداً ؟"
" لا قد تكونين تعرفينى مُنذ مدة قصيرة لكنى أعرفك مُنذ زمن طويل "
تحولت نظرات فيونا الى شك ولكنها سرعان ماتكلم " لا أقصد ما تفكرين فيه فانحن لم نتحدث قد ولكنى رأيتك عدة مرات عندما كنتِ طفلة ومُنذ ذلك الوقت لم أكن أفكر سوى بكِ , لقد كنت طفلاً لهذا ظننت أنها ترهات أطفال و لكن حتى الوقت الذى تقابلنا فيه كنت أتمنى كل يوم أن نلتقى ثانية . لا أعرف كيف أصف هذا ولكننى أشعر بأننى أح.."
قاطعته فيونا وهى تغادر " علينا العوده فأمامنا حرب طويلة "
أتسعت عينا تابي في حزن وضغط على قبضته " أنتِ لازلتى تكرهيننى لأننى أشبه ذلك الشخص صحيح . لو لم أكن أشبه هل كان رأيك مُختلفاً ؟"
أبتسمت فيونا فى حزن ثم نظرت له وبصوت هادئ قالت " أنا أسفه "
ثم غادرت تاركة تابي فى حزن ممزوج بغضب و أنكسار 

الإيبادو ( Alebado)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن