عليكِ دفع ثمن ولادتك

15 2 0
                                    

التفت هيكمارو بسرعة ليجد جميع جنودة أمواتاً ورجل أصلع بجسد ضخم و عضلات وملابس قديمة مليئة بالأتربة وعينان حدتان مرعبتان كعينان الذئب المفترس . أنزل هيكمارو مسدسه
"مابوتشي ! أذاً لقد كانت شائعة هربك من السجن صحيحة ؟"
نظر له مابوتشى نظرة باردة جعلت هيكمارو يتنهد ويرفع كتفاه " حسناً أٍتسلسم قتال وحدي ليس الا انتحاراً يمكن القبض على . .... أمزح "
رفع هيكمارو مسدسه وقفز للأعلى مصوباً على الأرض ليشكل غيمة من الغبار تمنع الرؤية مؤقتا حتى هرب بعيداً . لم يبدِ مابوتشى اى رد فعل وهو يراقبه يغادر , ثم التفت لفيونا الراكعة غلى الأرض وتنظر له , لكنه سرعان مانظر الى قوسها ثم الى آرورا و أنحنى عليها
"م م مابوتش ي !!"
"يالها من حالى يرثى لها لتصلي اليها آرورا "
حمل مابوتشى آرورا وصعد على أحد الأحصنه ثم نظر لفيونا التى لا تزال لا تفهم ما يحدث
"هل ستبقين متجمدة هكذه ؟ أحضري صديقك ولنغادر بسرعة فأن أصاباتها لم تصمد طويلاً "
ركضت فيونا سريعاً وحاولت ربط شوني فوق الحصان و ركضت به وهى تنظر لمابوتشى الذى بادر الحديث
"انتِ لستِ من هنا ؟ "
"اجل "
"لكنكِ تفهمين لغتنا جيداً ! . هل انتِ ممن أحضرهم نيماتو ؟"
"اجل "
"جيد سمعت ما يحدث أثناء هروبي . والان اين نيماتو وسيرا ؟"
"اوكيناوا "
"جيد اننا نقترب منها "
وصل الأثنان الى حدود المدينة حيث جنديان جسدهما ملئ بالأتربة أثر معركة
"هاى انظر "
وقف الجنديان ينظران لفيونا ومابوتشى القادمان نحوهما وهما يمسكان أسلحتهما استعدادا لأى دخيل حتى أوقف مابوتشى حصانه ليصرخ فيه الجندي
" من انت ؟"
آزال مابوتشى قبعته ونظر لهما في برود لبصرخا عاليا " القائد مابوتشي !"
أنحنى الأثنان ثم قال أحدهما " انت بخير ! هل هربت ؟"
" ليس هذا الوقت المناسب , اين نيماتو ؟"
"القائد بالداخل انه يحاول تجميع الصفوف بعد المعركة التى حصلت مُنذ فترة "
صرخت فيونا " وكيف انتهت ؟"
نظر الجندى لها " انتِ! . آه لقد فُنا لكننا لدينا أصابات كثيرة "
صرخ مابوتشى " ابتعدا فا لدينا مصابين هنا "
"اجل "
ابتعد الجنديان ليركض مابوتشى داخل المدينة حتى وصل للمكان الذى وقف فيه نيماتو يعطى أوامره للجنود و تابي و مانستر يجلسان ارضاُ مُنهكان مليئان بالجروح الطفيفة
"نيماتو "
نرظ نيماتو لمابوتشى الذى أوقف حصانه ليصدم الأرض بحوافره وينزل من عليه
أتسعت عيناه نيماتو " م مابوتشى َ! ك كيف ؟"
"ليس هذا الوقت المناسب . اين سيرا ؟"
نظر نيماتو لآرورا فى فزع " آرورا ! . مالذى حدث ؟"
" اين سيرا ؟"
"ليست هنا انها فى مهمة على الحدود "
"تباً ان اصاباتها بليغة جداً "
صرخ نيماتو لأستدعاء الطاقم الطبي و أخذ آرورا فوراً للعلاج ليجد فيونا تصرخ فيه هلعاً
"ان شوني ايضا يحتاج الى العلاج بسرعة ان ضربات قلبه تتباطأ "
نظر لها نيماتو " فالتأخذوهما للعلاج حالاً"
حمل الطاقم كلاً من شوني و آرورا , بينما سقطت فيونا ارضاً بعد ان فقدت كل طاقتها . أقترب تابي و مانستر منها
تابي " هل انتِ بخير ؟"
" اجل تقريباً ان جروحى اقل خطورة من شوني و الأنسة آرورا "
مانستر " مالذى حدث معكما ؟ ومن هذا الضخم ؟"
"لا أعلم لكنه قد أنقذنا "
نيماتو " مابوتشى لماذا انت هنا ؟"
"لقد هربت مُنذ سبعة ايام من سجن العاصمة "
"هربت ! "
دخل الأثنان الى غرفة " حسناً انها قصة طويلة . لقد تمكنت بأعجوبة من الهرب بفضل الحراس الحمقى اللذين كانوا يحرسوننى لكنى لم أتمكن من انقاذ اى شخص آخر "
"اين هم و كيف حال الجميع ؟"
"حسنا الجميع مسجون فى العاصمة فى السجن أسفل القصر "
"أقصى الأماكن المنيعة فى المملكة "
"اجل . انهم بخير حتى الان لكنهم يتلقون التعذيب يوميا "
ضرب نيماتو الحائط بقبضته فى غضب " تباً ان الأمور تسوء أكثر "
" أذاً هؤلاء الذين في الخارج هم من أحضرتهم ؟"
"اجل وهناك فتاة أخرى مع سيرا لكنهم ليسوا ذو نفع "
"همم حسناً يمكننى ملاحظة ذلك . لكن تلك الفتاة صاحبة القوس رغم ضعفها الا انها قاومت جيداً ضد هيكيمارو "
"جيد اذاً انها لا تزال حيه . هل انت بخير ؟"
"بخير لكنى بحاجة لكثير من الطعام "
ابتسم نيماتو " وجودك بجانبي يريحنى قليلاً "
" حسنا اذا عليك ان تروي لي كل شئ حتى الان "
مرت ساعات كان مابوتشى يستمع فيها لما حدث مع نيماتو مُنذ ان سافر حتى الان
"همم فهمت اذا وضعنا الان أسوء من السابق ؟"
"اجل "
وهنا دخل بعض الجنود وبعحوزتهم كثير من الأسلحه ألقوا بها امام نيماتو
" سيدى لقد جمعنا الأسلحة التى كانت بحوزة العدو كما أمرت "
أنحنى نيماتو وهبدء يتفحص الأسلحة " جيد ستفيدنا كثيراً..."
و أذ بعيناه تتسع " هل انت واثق ان تلك الأسلحة كانت مع الأعداء؟"
"اجل سيدى انا واثق "
نهض نيماتو وصرخ فى الجنود " أحضر لي فيونا ومانستر و تابي حالاً "
" امرك سيدى "
مابوتشى " ماذا بك نيماتو ؟"
ضغط نيماتو على السلاح فى غضب " ستعرف قريباً "
وقف الثلاثة امام نيماتو وقد قام الأطباء بتضميد جروح فيونا
تابي " هل استدعيتنا ؟"
قال نيماتو فى هدوء " فيونا تقدمي "
ترددت فيونا قليلاً ثم تقدمت " مالأمر ؟"
لم تكمل حتى وجدت ركلة الصقتها بالحائط وتخرج الدماء من فمها من قوتها . نظر كلاً من تابي ومانستر فى شئ من الصدمة
"مالذى تفعله ؟"
حاولت فيونا النهوض وهى تمسك معدتها وتتألم وتنظر لنيماتو و ترى الغضب يملئ عيناه وهو يتقدم نحوها و ينحنى ببطئ ويرفه مسدس امام وجهها
"هل تميزين ذلك السلاح ؟"
نظرت له فيونا فى شئ من الصدمة ثم جمعت أفكارها ونظرت له " ل لا "
"همم لا " أدار نيماتو المسدس ليظهر شعار الحرف V "هذا الشعار ألا تعرفينه ؟"
ترددت فيونا وقالت فى خوف " ا انه شعارى "
نهض نيماتو " جيد . ايمكنك الان تفسير لما شعارك يوجد على جميع الأسلحة التى يحملها جنود مملكة الجنوب ؟"
كادت عينا فيونا تدمع من الخوف وحاولت النهوض ببطئ " دعنى أشرح ل لك "
صرخ نيماتو بصوت أرعبها " تشرحين لى ماذا ؟ هل كنتِ تصنعين الـسلحة لمملكة الجنوب طوال ذلك الوقت ؟ , هل جئتِ معنا كا جاسوسة علينا ؟"
صرخت فيونا فى خوف " لا غير صحيح . لا أنكر اننى كنت أصنع الأسلحة لهم ولكنى لم أكن أعرف اى شئ عنهم حتى جئت الى هنا اقسم لك "
"ومالذى يجعلنى أصدق شخصاً مثلك يتلذذ بموت الأبرياء "
"فقط أعطنى فرصة لأخبرك ع.."
"لحظة واحدة! فى ذلك الوقت , تلك الحرب كنت واثقاً ان مملكة الجنوب لا تملك أى أسلحة تضاهى أسلحتنا ولا يملكون صانعوا أسلحة لكنهم فجأة ظهروا بأسلحة فتاكه لم نراها قبلاً أسلحة تشبه أسلحتك تماما !"
أدارت فيونا وجهها هرباً من سؤاله لكنه أكمل بعد أن أمسك وجهها و أداره نحوه لترى رعباُ لم تراه من قبل " أخبرينى ان تلك الأسلحة ليست من صنعك . قولى انها مصادفة "
سقطت الدموع من عينا فيونا " ا ا اسفه "
أتسعت عينا نيماتو ثم تركها ليتراجع قليلاً ولم يكد يلتف حتى أنهال عليها باللكمات و الركلات القوية التى تسببت فى شل حركتها تماما و الدماء تتساقط منها بشدة وصراخاتها تتعالى من الألم . حتى حاول تابي و مانستر ابعاده عنها
مانستر " مالذى تفعله ؟ "
" ايتها اللعينة . مُنذ ان رأيتك للوهلة الأولى و انا أشعر بأنكِ لستِ سوى وحش بهيئة أنسان . يداكِ و ملابسك متلونان بدماء البشر الأبرياء اللذين قتلتهم ولم تكتفى بهذا بل أتيتِ لكي تكملى مسيرتك الدموية وتقضى على من بقى منا "
تابي " مالذى يحدث هنا ؟"
مانستر " انا لا أفهم شيئاً "
نظر لهما نيماتو " اتريدان ان تفهما ؟"
أتجه نيماتو نحوها و أمسكها من شعرها ليسحبها الى الشرفه وهى تتألم وتصرخ محاولة الأفلات منه لكن يداه كانت أقوى منها . نظر نيماتو للشرفه وقام برفعها من شعرها ليصرخ فى جميع الجنود بالأسفل
"أنظروا جميعا يا أهل مملكتى تلك الوضيعة القاتلة هى السبب فى قتل أحبائكم و عائلاتكم "
نظر الجميع له متسائلين وهو يكمل " تلك الفتاة تدعى فيونا ليست سوى صانعة أسلحة و تاجرة فى السوق السوداء . تقوم بصناعة الأسلحة للعصابات و الأوغاد ليقتلوا بها الأبرياء وهى من صنعت الأسلحة التى أستخدمها جنود الجنوب لقتلنا وبسببها خسرنا مملكتنا وكل شئ . تلك اللعبنة هى هدفكم الأول للأنتقام "
تابي " م ماذا ؟"
مانستر " صانعة أسلحة و تاجرة ؟!"
جزت فيونا على أسنانها ثم أخرج خنجر من ملابسها لتقوم بطعن يده التى تمسك بشعرها حتى يقذفها بقوة نحو السور . حاولت فيونا النهوض ببطئ وهى تتألم
"لقد وعدتنى الا تخبر أحداُ "
" هه لا يوجد وعود لأمثالك . أخبرينى لصالح من منهم تعملين ومالذى أخبرتهم به ؟"
ضغطت فيونا على اسنانها ثم رفعت وجهها الغاضب الملئ بالدموع " انا لا أعمل لصالح أحد ولم أخنك وليس لي دخل بكل هذا "
بسرعة البرق أمسك نيماتو رأسها و ضربه بالأرض بقوة " لا تظنين ان تلك الدموع ستخدعنى . أتعلمين كم شخص من مملكتى مات بسببك و كم فتاة وسيدة تم أغتصابها و عدد الأطفال اللذين دفنوا احياء بسببك و الان تحاولين خداعى بتلك الدموع الزائفة . اتسائل ما اذا كان امثالك يشعرون بالألم . سوف أجعلكِ تتألمين حتى تتمنى الموت لكنكِ لن تحصلى عليه "
تابي " ستقتلها هكذه "
"أقتلها ! بل سأفعل ماهو أسوء من ذلك "
نهض نيماتو وأشار لجنديان ان يتقدما " قوما بتفتيش ملابسها وكل جزء من جسدها فانا لا أعرف ان تخبئ الأسلحة "
صدم الجنديان ونظرا لبعضهما ثم قال أحدهما " سيدى هل نستدعى جندية للقيام بذلك ؟"
نظر لهما نيماتو " لماذا الا يمكنكما القيام بذلك ؟ . اريد ان أجعلها تتذوق عذاب كل فتاة من مملكتى . ثم عاد بنظره اليها " مارأيك بهذا اما كل أهل المملكة سأجعلهم جميعا يفعلون ما يحلو لهم بجسدك ستصرخين وتصرخين لكن لن يساعدك أحد كما صرخن نساء مملكتى "
أتسعت عينا فيونا بشده فى صدمة وهى تتراجع فى خوف والجنود يتقدمون منها فى تردد ومانستر وتابي واقفان عاجزان ويشيحان بنظرهما
" ل لا لا لا ارجوك توقف لا تفعل بي هذا "
قالتها فيونا و هى تتذكر كونها على سرير قديم وحولها مجموعة رجال مُخيفين ابتسامتهم مرعبة يقيدونها وهى تصرخ وتبكى " ارجوك لا لا توقف "
نهضت فيونا وهجمت على أحد الجنود وتدفعه بعيدا لتمسك بسيفه وترفعه نحو نيماتو فى غضب و الدموع تنهار على وجهها
"اذا أقترب اى شخص منى سوف أقطع رأسه "
"ها قد ظهر وجهك الحقيقي"
"توقف عن التحدث معى وكأنى قمت بخيانتكم . صحيح انا قُمت بصناعة تلك الأسلحة لكن هذا لا يعنى اننى خنتكم انا صانعة وتاجره أصنع الأسلحة لمن يطلبها و ابيعها له . لا أهتم بهوية طالبها ولقد صنعت تلك الأسلحة قبل مجيئي الى هنا لم أعلم اننى متورطه فى هذا الأمر قد حتى ظهر الشخص الذى اشتراها منى . اجل يداى ملوثتان بدماء الأبرياء لكن تلك اليدان كانتا يوما يدا طفلة صغيرة بريئة أجبرت ان تقاتل من اجل ان تعيش . قلت اننى لا أشعر بالألم ؟ , انا أشعر كل يوم ان قلبي يُسحق من الألم , انت لا تعرف شيئا عما عانيته تقول انك تتألم ؟ مالذى تعرفه انت عن الألم ؟ , الم فتاة صغيرة تحتضن جسد شقيقتها الصغيرة وسط نيران سيارة والديهما المسحوقان امامها , هل جربت ان تعيش وسط عصابة من التجار و القتلة فقط من اجل ان تهرب من اصحاب السلطة اللذين يسعن لقتلك ؟ هل جربت ان يتم التعدى على جسدك كل يوم من قبل رجال ثملون يأتون ليتسلون بك . مالذى تعرفه انت عن الألم ؟. اذا كنت انت قد عانيت فى فترة من حياتك فأنا قد عشت حياتى كلها فى جحيم . لا أهتم بك او بمملكتك اذا أردت ذلك القوس فالتأخذه و تدعنى أغادر هذا المكان ولن أعود اليه مرة ثانية "
مانستر " ايها القائد لنست.."
لم يستمع نيماتو لكلام مانستر بل ركل السيف من يدها و أنهال عليها ثانية بالركلات حتى توقفت عن الحركة وبهدوء تراجع
"لا تقلقِ سأجعلكِ تغادرين , بل سأرسل جُثتك بنفسي الى شقيقتك . فالتأخذوها الى الزنزانة ولا يعطيها احد طعام او شراب هل فهمتهم . وايضا مابوتشي اريد منك أستخراج كل المعلومات منها بأى طريقة كانت "
نظر لها مابوتشي نظرة غضب لا تقل شرا عن نظرة نيماتو " أمرك ايها القائد "
مر يومان على ذلك اليوم . وضعت فيونا فى زنزانه ولا يعرف عنها احداً شيئاً و آرورا و شوني لا يزالا فاقدان للوعي و حالاتهما خطرة . وقف مانستر وتابي اسفل أحدى الأشجار
تنهد تابي " أظن ان هذان أسوء يومان مُنذ ان أتيت الى هنا "
مانستر " معك حق حتى الان لا يمكننى تصديق مايحدث "
"فيونا صانعة اسلحة وتاجرة ايضا ! من كان يظن ذلك مخاصة مع ذلك الوجه البرئ الذى تظهره لنا "
مانستر " حسناً لا أظن ابداً ان هذا الوجه كان كذبه بل كان وجهها الحقيقي "
"لازلت تقول هذا حتى بعد ماحدث ؟"
"اجل حسنا اذا كنت سأُصدم من شئ فاهو تصرف نيماتو , لقد كان اسوء من الأعداء بكثير "
"همم اظن انك محق ليس هذا فقط بل كلما حاولت التحدث اليه كان يصرخ في ويعاملنى كالماشية "
"لست وحدك بل صار يصرخ في الجميع , تحولت حالته لعصبية شديدة "
تنهد تابي ثانية " وشونى لا تزال حالته خطرة . لا اعرف مالذى علينا ان نفعله الان "
"حسنا لقد فقدت الحافز للقتال . انا الان لا أشتاق سوى لروجينا اتسائل اين هى "
" لقد عادت القائدة " كانت جملة اطلقها احد الجنود وهو يركض . نظر كلا من تابي ومانستر لبعضهما ثم نهضا مسرعان ليجدا حصانان تضرب حوافرهما الاأرض و تنزل سيرا وروجينا من عليهما 

الإيبادو ( Alebado)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن