. ابتسم مانستر وركض نحو روجينا
"روجينا لقد عدتِ "
نظرت له روجينا " مانستر , تابي سعيدة انكما بخير "
وهنا ركض احد الفريق الطبي نحو سيرا " ايتها القائدة بسرعة "
"مالأمر ؟"
"اأنسة آرورا فى حالة حرجو جدا ونبضها يضعف وسيد شوني ايضاً"
"مااااذا ؟!"
ركضت سيرا معه بسرعة وهى تسأله " مالذى حدث ؟"
"لقد تم شن هجوم علينا ولكننا انتصارنا ولكن تم ابادة ايباراكى تماما لم ينجوا سوى الأنسة آرورا "
"ماااذااا ؟"
وصلت سيرا لغرفة المشفى لتصعق عند رؤيتها كلاُ من آرورا و شونى ممددان على السرير و كلاً منهما يتعرق بشدة و يتنفس بصعوبة . ركضت سيرت ووقف بينهما و أخرجت هذه المرة خنجران شيريو وليس واحداً
"فليخرج الجميع من الغرفة الان "
" علم "
خرج جميع الأطباء من الغرفة ثم رفعت سيرا الخنجران للأعلى وهى تهمس بكلامات غريبة ليضئ شريو على أثرها وأذ بها تطعن الخنجران واحداً فى صدر آرورا والأخر فى شونى لتتسبب فى ضوء شديد وروسمات ترتسم فى كل مكان و تلك الخيوط الرفيعة تتغلغل لجسدهما ولكن فى المقابل كانت سريا تتعرق ووجهها صار شاحباً و جسدها يتحول لجسد هزيل يظهر العظم منه وكأنها كبرت خمسون عاماً فى ثانية . أستمرت سيرا على هذا الحال ما يزيد عن خمس دقائق حتى أختفى كل شئ وسقطت أرضا ليدخل الأطباء ويركضون عليها وهم يرون وجهها العجوز . وفى مكان آخر وقفت روجينا مع تابي ومانستر
"ماااذاا فيونا ؟ حقا؟"
تابي " اجل وهى الان مسجونة مُنذ يومان ولا أحد بعلم عنها شيئاً"
روجينا " لا أًصدق هذا لقد كانت تبدو بريئة تماما لى "
مانستر " ولا تزال كذلك "
تابي " توقف عن الدفاع عنها "
" انت من عليه التوقف عن اظهار وجه البغيض ذلك . نحن لا نعرف مالذى مرت به لتصير هكذه . كما انه مجرد صانعة اسلحة لا ارى اى مشكلة في ذلك فاتلك مهنة مثل اى مهنة . انظؤى حولت كل شخص هنا يحمل سلاح من اين جاء ذلك السلاح برئيك . اليس صناع الأسلحة هم من يصنعونها ليدافع بها المرء عن ذاته "
روجينا " لكن الأسلحة لا تجلب صوى الدماء و الالم اكرهها واكره من يحملها ومن يصنعها "
"لكنكِ ستجبرين على حنلها عندما يموت اقرب الأشخاص اليكِ . كما انتِ مُضطرة الان لحملها لحماية عائلتك "
تابي " حسنا ماذا عن كونها تاجرة فى السوق السوداء وكونها باعتها لأعدانا اليست تلك خيانة؟"
" لا تعتبر خيانة اذا كانت بعتها لهم قبل ما جيئها الى هنا فهذا هو عملها هى ليست مُلزمة بالتحرى عن كل شخص تبيع له وايضا بالتأكيد لم تكن لديها نظرة للمستقبل لتعرف انها ستكون هنا ومشتركة فى تلك الحرب التى وردت لها الأسلحة . والسوق السوداء قلت لك نحن لا نعرف مالذى مرت به لتصير هكذه "
روجينا " لا أعرف ولكن بدأت اشعر بعدم رغبه فى التعامل معها "
وامام مركز القيادة فى وقت لاحف كانت سيرا وفد استعادت قوتها تتقدم ونظرت للحارسان " لا احد يدخل ايا كانت الأصوات التى ستسمعوها من الداخل "
"علم "
دخلت سيرا لتجد نيماتو واقفا امام مخطط موليا ظهره لها وبدأ يصرخ " الم اقل لا اريد رؤية اى شخص هنا ؟ ماذا الا تفهمون "
واذ بركلة قوية اطاحت به وسط صناديق . نهض نيماتو ببطئ "مالذى..؟"
واذ به يرى سيرا تنظر له فى برود شديد " س سيرا ! مالذى تفعلينه ؟!"
لم تجب سيرا بل انهالت عليه باللكمات والركلات التى لم يستعيبها نيماتو الا وهو ساقط ارضا و الحراس يسمعون اصوات ضجه واشياء تتحطم لكن لم يدخل احد منهم حتى هدء الصوت تمام لتنحنى سيرا وتمنع نيماتو الذى حاول النهوض لكنها امسكت رأسه ووضعته على قدمها وتحولت نظراتها لشئ من الحنان وهى تغمض عيناه بيدها
"لم أعهدك خائفا قبلاً , اعلم الحمل الذى تحمله فوق كتفيك واعلم انك تتألم كثيرا وخائفا من ان تفقد كل شئ هذا ليس عيباً فجميعنا نشعر بالخوف هذه هى طبيعة الأنسان لكن العيب ان تجعله يسيطر عليك ويمنعك من التفكير بشكل صحيح . اتعلم ان افضل الفرائس هى التى تشعر بالخوف ؟ لان الخوف يحجب تفكيرها الذى اذا استخدمته تمكنت من الهروب لمن بسبب خوفها وقعت فريسة سهله للعدو . خؤلاء الجنود اللذين تصرخ فيهم هم قوتك وظهرك انهم يخبروك بأنهم سيكونوا بجانبك حتى آخر نفس فيهم لهذا لا تحاول التصرف وحدك لأنك لست وحدك , فجميعنا هنا بجانبك ونحمل العبئ معاً . لقد علمت ان فيونا من صنعت تلك الأسلحة من الوهلة الأولى التى رأيت تلك الأسلحة معها لكننى لم أتحدث لأننى اعرف ان هناك سرا وراء ذلك وكنت اريد ان تخبرنا هى به . لكن ماتفعله هنا خاطئ فهؤلاء الفتيه جميعا يضعون حياتهم على المحك من اجلنا وهم لن يستفادوا اى شئ بل سيخسرون جميعاً. اذا كان هناك شخص دنئ فسنكون نحن اللذين استغلينا حاجتهم الى المال من اجل ان نقودهم الى حتفهم ورغم كل ما رأوه لا يزالون هنا يقاتلون ولم يهربوا . نحن لم نأتى بهم لنعرف اسرارهم بل اتينا بهم ليعطونا حياتهم . لا تجعل الخوف والقلق يحولانك الى نسخة من عدوك الذى تكرهه لأنك ستندم كثيرا عندما تدرك ما تفعله . لا تخف فأنا بجانبك و سأظل بجانبك حتى اخر نفس لى لن اترك جانبك ابداً , وجميع من هم خارج الغرفة هم اصدقائك وجناحيك اللذين ستطير بهما وانت تكون قوتهم اذا انهارت القوة مالذى سيفعلونه لهذا انهض و قف شامخاً وابعد القلق عنهم ومدهم بالشجاعة ليتمكنوا من الاستمرار "
رفع نيماتو يده ووضعها على يدها وبدا وكأنه يبكى لتبتسم سيرا وتعانقه " لا تقلق فأنا هنا لأجلك"
نظر الحارسان اللذان بالخارج لبعضهما ثم ابتسما . مرت دقائق لينهض كل منهما ونيماتو يبتسم وكأن عبئ كبيرا قد سقط من على كتفيه
"والان بعدما عالجتِ قلبي ايمكنك معالجة تلك الخروح التى فعلتها بى ؟"
ضحكت سيرا " اعتذر ولكنك عليك معالجتها بنفسك "
" شريره . والان وبعد ان عدنا علينا ان نفكر فيما سنفعله . ماخبار آرورا و شوني ؟"
" لقد قمت بعلاجهما , شونى شوف ينهض قريبا . لكن آرورا فأصاباتها كانت سيئة جداا سوف تحتاح وقتا للشفاء لكنها لم تعد فى خطر "
"جيد . ماذا عن رحلتك ؟"
ابتسمت سيرا " لقد أتتت بثمارها لقد وافقوا على امدادنا بالمؤن والطعام و الادوات الطبيه و الأسلحة ارسلوا البعض معى والباقى سيرسل بعد يومين "
"عجيب انهم وافقوا . الم يسببوا اى متاعب "
ضحكت سيرا " حسنا يبدو ان فتاتنا روجينا لها تأثير كبير عليهم بمجرد ان قامت بالعابها والخدع السحريه حتى أحبها الجميع هناك"
" احدهم ذو فائدة اذاً . والان علينا ان نفكر فى خطوتنا القادمة "
"ماذا عن فيونا ؟"
كاد نيماتو ان يتحدث حتى دخل مابوتشى وملابسة مليئة بالدماء ويده ملطخة تماما ويبتسم
"نيماتو لقد اعترفت بكل شئ "
نظر الاثنان له " اوه سيرا هنا ايضا هذا جيد "
سيرا " مابوتشى ماتلك الدماء التى عليك ؟"
"آه تلك انها لا شئ فقد كنت اجعل تلك اللعينة تتحدث , لقد آخذت منى جهدتً كبيراً ولكنها قالت لى اشياء ستصدمكما "
اتسعت عيون سيرا ثم دفعته وركضت مُسرعة للسجون بالأسفل و تجد حارساً " افتح الزنزانه"
تردد الحارس " ولكن القائد مابو.."
لم يكمل ليجد نظرة آمره من سيرا جعلته يفتح الباب بسرعة . دخلت سيرا لتجد نفسها تسير فى بركة من الدماء وتتوسطها فيونا ملقاة ارضا مليئة بالكدمات والجروح و عظامها ملوية ومكسورة و اسنانها قد انتزعت من مكانها , ملابسها ممزقه ووجهها غطاه الدماء لكن وسط كل تلك الدماء يمكنك ان ترى الدموع و هى تتساقط من عيناها . تحولت نظرات سيرا الصادمة الى حزن وشفقه . اقتربت منها ببطئ وانحنت لتلمسها حتى اهتزت فيونا وهى تحاول الزحف لتبعد وبصوت اليم مبحوح غير مفهوم قالت
"ا ا ارجوكم ل لا تؤذونى ل لقد ق قلت ك كل شئ"
حزنت سيرا اكثر ووضعت يدها على رأس فيونا " ششش لا بأس أهدئى فى تلك اللحظة كانت روجينا خلفها تنظر لها بصدمه
" م مالذى حدث؟"
التفتت لها سيرا ثم صرخت اذهبي واستدعى الطاقم الطبي بسرعة "
ركضت روجينا بينما نظرت سيرا لفيونا فى حنان وعيناها تدمعان " انا اسفه على كل شئ "
اخرجت سيرا شيريو وبدأت فى معالجتها . بعد ساعة دخلت سيرا فى غضب وصرخت فى مابوتشى
"مالذى كنت تظن نفسك فاعلاً؟"
"ماذا لقد كان لدينا أسير و اخرجت منه المعلومات "
"هذه ليست اسيرة لدى احد فاهى ليست عدوا وهى لم تفعل بكم اى شئ "
" انها تاجرة اسلحة و.."
"لقد جاءت معنا وهذا عملها ليس لديك اى صلاحية لتحكم عليها من عملها فانت لست قانونا . تلك الفتاة ليس لديها اى دخل بمملكتنا او مايحدث لنا فهى تبيع الأسلحة لمن يشترى وهذه لا تعتبر جريمة او خيانه فهى لم تكن تعرفكم حتى لكي تكون خيانة "
"انظرى الى المعلومات التى أخرجتها منها قبل ان تتحدثى . كما ان عليكِ ان تشكرينى اننى كنت رحيما معها "
"اتسمى تكسير 74 عظمة و اسنان ونزع اظافر و الضرب بادوان حاده وتحطيمها رحمة . انظر جيدا نيماتو اهذا ماكنت تريده . هل أتيت بهم من اجل التعامل معهم بتلك الوحشية؟"
مابوتشى " تلك الفتاة التى تدافعين عنها قد صنعت خمس اسلحة ايكادو للعدو "
نيماتو " ماذا ؟"
"اجل لقد وصفت لى ان هيكيمارو قد احضر لها احجار غريبة وصنعت منها خمس اسلحة ذو طاقة هائلة "
نيماتو " غير ممكن !"
" بل ممكن وقد اخبرتنى بوصف بعضها , لم أحصل على كل المعلومات منها بعد سيكون على جعلها تخبرنا بكل شئ "
نظرت له سيرا فى غضب وقالت بنبرة آمره " اذا فقط فكرت فى الدخول الى زنزانتها سوف اقوم بسجنك "
"ماذا ؟ "
"ايها الندى مابوتشى هذا امر خاص من قائدة اعلى منك فلتلزم بحدودك جيداً ولا دخل لك فى هذا السجينة هل فهمت "
"ان ماتفعلينه خاطئ ايتها القائدة . نيماتو قل شيئاً"
تنهد نيماتو " مابوتشى اعلم انك غاضب لكننا نحن الأثنان جعلنا الغضب بسيطر علينا ويحولنا لأشياء اسوء من الحثالة . نحن لم نأتى بهم الى هنا لنعاملهم كالأسرى لقد تحولت نظراتهم لنا الى نظرات خوف منا كيف سنطلب منهم مساعدتنا بعد ذلك "
"انتما مغفلان افعلا ماتريدان ولكن لا تندما بعد ذلك "غادر مابوتشى فى غضب . وقفت روجينا تحكى فى فزع وخوف
"صدقانى لقد كانت غارقة فى بحر من الدماء هظامها بدت كأنها ضربت بأله ثقيلة حتى تهشمت"
مانستر " هذا فظيع "
تابي " لم أتوقع ان يصل القائد لهذا الحد "
" لقد قال الحارس ان ذلك المابوتشى كان يأتى كل يوم ويغلق الزنزانه لتبدأ صراخاتها . لا أتصور مدى الألم الذى اصابها "
تابي " كيف حالها الان ؟"
"لقد قامت القائدة سيرا بشفائها بعض الشئ اعادت عظامها و اسنانها لكنها تحتاج الى فترة للعلاج . وقد طلبت اعطائها طعاما لانها لم تشرب او تتناول شيئا مما اصابها بجفاف شديد "
تابي " بدأت اشعر بالضيق من وجودى هنا . صرت اجهل ماعلى فعله "
سيرا " افعل ماتراه مناسباً"
نظر الثلاثة لها بينما اكملت " اعلم ماهى نظرتكم لنا الان ولكم كامل الحق فى ان تغادروا هذا المكان لن يلومكم احد ان فعلتم ذلك . لكن انتم لا تعرفون مقدار الخيانة التى تعرضنا لها والالم الذى شعرنا به , اعلم ان ماحدث لفيونا كان غير انسانيا ابداً ولكنه ناتج عن غضب وخوف من القادم ولسوء حظ تلك الفتاة انها كانت الضحية . لا أستطيع اجباركم على البقاء او القتال لكنى اترجاكم ان تفكروا جيدا قبل ان تقرروا فأنتم أملنا الوحيد الان . سوف اعالج فيونا وادعها تغادر اذا كان هذا ماتريده "
غادرت سيرا تاركة الثلاثة يفكرون . وفى اليوم التالى داخل الزنزانه المظلمة كانت فيونا تجلس فى أحد الأركان المُظلمة تضم قدماها على صدرها لتخفى وجهها فيه والضمادات تلف جسدها بالكامل . وقفت سيرا امام الزنزانه
"اتمنى انكِ بخير الان ؟"
"هل قُمتِ بعلاجى حتى تتسنى لكم فرصة تعذيبي ثانية ؟"
تنهدت سيرا وفتحت الزنزانه لتجلس امام فيونا " اعلم ماتشعرين به ومدى الألم الذى تحملتيه لكن صدقينى ان مابوتشى شخص لطيف فى الحقيقة لكن فى تلك الحرب توفى والداه و صديقة المقرب لهذا لم يتمالك غضبه عندما علم انكِ صنعتِ تلك الأسلحة "
"كل سلاح تحملونه لديه صانع هل سوف يمر عليهم جميعا للتخلص منهم ؟"
"مارايك ان تخبرينى عن امر تلك الأسلحة ؟"
"لقد أخبرته بكل شئ "
"لكنى اريد سماعه منكِ"
رفعت فيونا رأسها ثانية ونظرت لسيرا بعيون دامعة ثم بدأت تقول " مُنذ ثلاث أعوام تقريبا جاء الى هيكيمارو "
بدأت فيونا تتذكر هيكيمارو وقفاً فى مستودع قديم وامامه فيونا بنظرة بارده " سمعت انكِ افضل صانعة اسلحة فى المدينة ؟ . اريدك ان تصنعى افضل اسلحة لديكِ"
"هذا يعتمد عما ستدفعه"
اخرج هيكمارو حقيبة ملئ بالمال " هل هذا يكفى ؟"
" مانوع الأسلحة التى تريدها ؟"
"اريد اسلحة فنيه "
" حينها بدأت صنع الأسلحة لهكيمارو الذى يأتى بعد شهر لأستلام الأسلحة منى . حتى أحضر لي في مره أحجار غريبة كانت تبدو كأعضاء حيه طلب منى صناعة خمسة أسلحة قوية و مُدمرة . أصر هيكيمارو حينها ان يبقى معى طوال الوقت وبدأت فى صناعة تلك الأسلحة الخمس استغرق الأمر منى عاما كاملا كان هيكيمارو يأتى فيه من وقت لأخر واحيانا يبقى لوقت طويل حتى انتهيت منها وكان فخوراً بها كثيراً . كانت أسلحة مُخيفه مختلفة تماما عن اى سلاح صنعته كنت أشعر ان اتلك الأحجار هى من توجهنى فى صناعتها لتصير اسلحة خارقة أنتابنى الفضول لهذا قررت سؤاله .
"هاى مانوع تلك الأحجار التى أحضرتها لي ؟"
نظر لها هيكيمارو وهو يتفحص الأسلحة " همم انها أعضاء حية لوحوش عاشت قديما مع البشر "
"هاه ! هل تتوقع منى ان أصدق ذلك الهراء ؟"
ابتسم هيكمارو فى خبث " حسناً يمكنك الا تصدقينى لكنك ستصدقين السبب الذى جعلكِ تسألينى هذا السؤال . فأنتِ الان ياعزيزتى فيونا قد صنعتِ لنا أقوة اسلحة على الأطلاق سنعتِ لنا أيكادو "
" إيكادو! . هل ستعود الى هنا ثانية ؟"
"همممم بالتأكيد من يدرى قد تريني قريباً جدا "
نظرت فيونا لسيرا " كانت تلك آخر مرة رأيت فيها هيكيمارو حتى سمعت نيماتو يتحدث عنه , كُنت أمل ان يكون شخصاُ آخر لكنى صُدمت برؤيته مرة أخرى هنا . لم أكن أعلم ان له علاقة بكم او ان تلك الأسلحة قد صنعتها لأبادتكم . انا اصنع الأسلحة لمن يدفع لا أهتم بالسبب الذى صنعت لأجله "
" ايكادو ! انتِ تمكنتِ من صنع خمس إيكادو !"
"لا أعلم تماماً ماهية تلك الأسلحة لكنها بالتأكيد مُدمرة تماما مثل الأيبادو "
"بل هى أسوء عزيزتى هناك فارق كبير بينهما . اريد منكِ ان تخبرينى كل شئ عن تلك الأسلحة الخمس "
غادرت سيرا بعد ان استمعت الى حديث فيونا لكن قبل مُغادرتها سألتها فيونا " أنسة سيرا هل سوف أخرج من هنا ؟ ام ماذا سيكون مصيري؟"
تنهدت سيرا ثم التفتت لها بنظرة تهديد مُخيفة " تخرجين ! لن تعرفي ماسيحدث لكِ بعد ذلك "
أتسعت عينا فيونا بينما غادرت سيرا الزنزانه لتسود الظلمة عليها ثانية . شجرة ضخمة تسقط مُحترقة على الأرض امام تابي الذى يمسك ب ستان وهو يلهث بشدة وبعض الشحنات الكهربية تحيط به
"حسناً الشئ الوحيد الأكيد ان استمرارى بالتدريب عليه هنا سوف يُسقط المدينة كلها "
اقترب مانستر منه " لكن تبدو تلك كبداية جيدة "
"بداية ! انا اقوم بالتوليح به مُنذ ثلاثة ايام وهذا كل ما تمكنت من القيام به "
روجينا " لا تيأس و انظر للجانب الأيجابي على الأقل يمكنك حمله و التلويح به الان "
" اجل و لكن لا تزال قوته مجهولة بالنسبة لى . لا يمكننى أخذ راحتى فى التدريب هنا . ماذا عنكما لما لا تدربان ؟"
قال مانستر في أبتسامة مُحبطة " حسناً حتى الان أجعل كيف على ان أحمل تلك السلسة الضخمة "
روجينا " صحيح سمعت ان شوني قط أستيقظ أخيراً "
مانستر " اجل سمعت لقد تعافى تقريبا من جروحه . ولكن لا تزال الأنسة آرورا فاقدة للوعي تحولت نظرات روجينا لحزن " اجل لقد قامت القائدة سيرا بعلاجها لثلاثة ايام متواصلة لكن أصابتها كانت حرجة جداً "
تابي " ماذا عن فيونا هل سمعتم شيئا عنها ؟"
"لا مُنذ ذهبت الأنسة سيرا اليها وهى مسجونة بالأسفل "
"هل فكر أحدكم الذهاب لزيارتها ؟"
" فى الحقيقة لا . لا أعرف كيف سوف أنظر فى عينيها "
"ومالذى يجعلك تخافين النظر اليها ؟"
كان ذلك صوت شونى القادم من خلفهم . نظر له مانستر مُتفاجئاً " شوني !"
تابي " هل سمحوا لك بالحراك ؟"
"اجل فقد تعافيت تقريبا لم يبقى سوى بعض الجروح الطفيفة "
روجينا " هذا جيد "
"لم تجيبي على سؤالي روجينا "
ترددت روجينا قليلاً " حسناً لقد كنت فاقداً للوعي ولا تعرف ماذا حدث . ان فيونا فى الحقيقة ."
قاطعها شوني " صانعة وتاجرة أسلحة !"
تابي " انت تعرف مُسبقاً!"
"اجل أخبرتنى فيونا كل شئ عنها اثناء رحلتنا تلك "
" وماشعورك ؟"
ابتسم شوني " انها أنقى فتاة قبلتها في حياتى . بالنسبة لى لقد رأيت حقيقتها التى لم تستطيعوا انتم رؤيتها حتى الان . فكروا قليلاً جميعكم بالتأكيد هناك شئ فى ماضيكم تخجلون ان تخبروا به أحداً صحيح شئ ان قلتموه سوف ينظر الناس اليكم بإزدراء لكن هل انتم من أخترتم ذلك الشئ ؟ . الأمر ذاته مع فيونا هى لم تختر طريقاً ملئ بالدماء وحياة يملئها الخوف من رجال العصابات اللذين تتعامل معهم , هى مجرد فتاة قررت تدمير حياتها لتبنى لشقيقتها حياة خالية من اى حزن او خوف . ماهو شعورى ؟ انا فقط أحترمها "
غادر شوني , قالت روجينا " حسناً أشعر الان اننى أكره لنفسي لترددى "
مانستر " حسناً انا لم أشعر بأى كره أتجاها فى البداية "
تابى " ان شوني محق فى كل شئ فجميعنا لدينا ماضى نخجل منه ونتمنى ان يختفى من ذاكرتنا"
نظر له مانستر فى حزن بينما حمل تابي ستان وهم مغادراً " سأبحث عن مكان للتدريب فيه على ذلك السلاح حتى لا أتسبب بالأذى لأى أحد "
وفى الزنزانة حيث جلست فيونا وسط الظلام الذى يتغلغله بعض أشعة الشمس القادمة من بين قضبان النافذه .
"يبدو انكِ تسببتِ بالكثير من المتاعب "
رفعت فيونا رأسها لترى شوني يبتسم لها , اتسعت عينا فيونا ونهضت بسرعة
"شوني انت بخير ؟! . تستطيع التحرك ؟"
ضحك شوني " اجل انا بخير كما ترين تمكنت أخيرا من التحرك "
تغيرت تعابير فيونا لندم وحزن " انا أسفه لقد تعرضت للخطر بسببي "
قام شوني بضرب جبينها بأصبعه من بين القضبان " غبية . لما تعتذرين وانا حي هنا بفضلك "
"؟!"
"لولا ما قمتِ به من اجل أنقاذى لكنت الان ميتاً . لقد رأيتك تركضين نحوى وعيناكِ تشعان رعباً وخوفاً . أعتقد لو كان والداى حيان الان لما أظهرا تلك النظرة لى "
أبتسمت فيونا فى حزن ثم جلست و أسندت ظهرها للحائظ بينما جلس شوني على الجانب الآخر للجدران
"هل قاموا بتعذيبك كثيرا؟"
صمتت فيونا ليكمل " هل شعرتِ بالألم ؟"
"لقد شعرت بألمهم و ألم كل شخص تعذب بسبب تلك الأسلحة التى صنعتها "
"الألم أنها كلمة كبيرة جداً من الصعب وصفها . اذا مالذى تنوين فعله؟"
"كل ما اريده هو مغادرة هذا المكان والعودة الى شقيقتى لكن يبدو انهم لن يدعونى أخرج من هنا حية او على الأقل سوف يحاولون أستغلالى "
نهض شوني " لا أظن انكِ من النوع الذى يتم استغلاله دون أرادته . فى النهاية انتِ من ستقررين ما تفعلينه . ولا تظهرى تلك النظرة المُثيرة للشفقة فأنتِ لست مُذنبة فى حقهم , فلتريهم معدنك الحقيقي "
فى اليوم التالى جلست سيرا مع نيماتو يفكرون فى خطوتهم القادمة
نيماتو " لا اعلم تبدو خطة جيده لكنى أشعر ان هناك شئ خاطئ "
سيرا " كما أخبرتك نمياتو انت قد محوت هؤلاء الخمسة من الخطة وبذلك لن يكون هناك سوى انا و انت ومابوتشي كمستخدمين للأيبادوا مع جنودنا هذا لن يساعد "
"مالذى تريدين منى فعله سيرا هم حتى الان لا يظهرون جدية فى مساعدتنا "
"همم انت مخطئ لقد أخبرنى أحد الجنود انه قد أصطحت تابي الى أعلى الجبل وان تابي أخبره ان يغادر وان يخبرنا بأن نمهله شهراً فقط حينها سوف يعود وقد تحكم بستان تماما . وفيما يخص مانستر فقد انفعل من كلام تابي وقرر انه سوف يكتشف سر سلسان ويتقنه فى اقل من شهر "
أبتسم نيماتو ساخراً " وهل تظنين ان بأمكانهما فعل ذلك ؟"
ضحكت سيرا " حسناً انا اتمنى ان يكتشف سر سلسان فأن الفضول يكاد يقتلنى لأعرف ما قدرة ذلك الأيبادو "
تنهد نيماتو " لكن هذا لا يكفى . ماذا عن تلك التاجرة , مالذى سنفعله بها ؟"
"القرار قرارك كما تعلم "
وهنا دخل أحد الجنود مُسرعا " ايها القائد لقد هربت السجينه "
"مااااذا ؟!"
ركضت نيماتو للزنزانة ليجد الحارس فاقداً للوعى . انحنت سيرا وقامت بشمه " لقد قامت بتنويمه بأسخدام الرائحة "
نيماتو " ماذا عن آتسوي ؟"
"انه فى مكانه هى لم تأخذه "
" لا فائدة لوجوده طالما هى لا تزال حيه . ابحثوا عنها فى كل مكان أشك انها قد أبتعدت "
"اجل "
مرت ساعات وساعات من البحث دون فائدة حتى حل الليل ونيماتو يسير ذهابا وايابا فى غضب و قلق ليدخل الحرس
"أيها القائد لم نجد لها أى أثر"
"تباً . لا تتوقفوا عن البحث أعثروا عليها حية او ميتة "
" اجل "
قالت سيرا فى هدوء " هذه الفتاة عاشت فى الغابات فترة طويلة سيكون من الصعب العثور عليها . من الأفضل ان توقف البحث "
" أوقفه ! هل جننتِ يجب ان أعثر عليها "
"لماذا ؟ لقد غادرت و تخلصنا منها على أى حال , لما كل ذلك الغضب ؟"
" إذا ذهبت الى الجنوب ستكون كارثة . انهم يمتلكون الأحجار اذا أمتلكوها هى ايضا سوف يمتلكون المزيد من الأسلحة التى لا تقهر "
" فلتهدء هذا لن يحدث ؟"
" كيف تتمكنين ان تكوني هادئة هكذه ؟"
تنهدت سيرا ونهضت وهى تبتسم " لأنها لن تفعل اى شئ من مخاوفك تلك "
"ومالذى يجعلك متأكدة ؟"
"يمكنك سؤالها "
"هاه؟"
"أنظر خلفك "
نظر نيماتو ليجد فيونا واقفة أمامه فى عزم " لا تقلق سيد نيماتو . انا لن آتى لأتوسل إليك أو أحاول ان أظهر بمظهر البطلة أو الضحية ولكن سوف أتحدث معك كصانعة أسلحة وتاجرة . انا أصنع الأسلحة لمن يدفع لا أهتم بالشخص بل بما يدفعه وانت قد دفعت لى الثمن مُسبقاً لهذا سوف أعمل تحت أمرة مملكة الشمال "
"هل تظنين ان بهروبك ثم مجيئك أمامى وقولك هذا الكلام سيجعلنى أضمك الى جيشي ؟ . أتعلمين فى أى مركز انتِ فى الجيش ؟ الرُماه , هل تعلمين ماهو دور الرُماه ؟ . أنه حماية ظهور باقى الجيش كيف يمكننى الوثوق بفتاة مثلك لحماية ظهرى ؟"
تنهدت فيونا قم تحولت نظراتها لتحدى وخبث " عصابات , جيوش و تجار جميعهم قد بعت لهم الأسلحة لم يكن هناك شخص منهم يثق بي على الأطلاق لكنهم كانوا أذكياء و قاموا بأستغلالى لصالحهم . بالنسبة لهم انا فيونا سيفاترين والتى تنحدر من عائلة سيفاترين التى أشتهرت بصناعة الأسلحة على أمد الظهر . السؤال هنا سيد نيماتو هل انت بالذكاء الكافى لتقوم بأستغلالى لصالحك ام انك لا تملك ما يكفى منه لتقتلنى وتبحث عن مستخدم جديد لآتسوي أو تتركنى ليعثر على أعدائك ويستغلونى هم ؟"
أطلقت سيرا صفيرا كأعجاب ثم وضعت يدها على كتف نيماتو وقالت فى خبث " حسناً الان القرار قرارك هل تمتلك بعض الذكاء ام ...."
سارت فيونا فى المدينة وهى تتلقى نظرات الأزدراء من الجميع بعد ان قرر نيماتو استغلالها لصالحه لتطلق تنهيده طويلة حتى جاءت سيرا بصوتها الهادئ
"لا تلقى بالاً لهم "
"لا أفعل . على اى حال هذا حقهم "
"كنت واثقة انكِ ستعودين "
"الهذا أظهرتِ ذلك الوجه لى وتركتى زجاجة الغاز مُدعية انها سقطت دون ان تنتبهى ؟"
"هااا هل كان هذا واضحاً جدا ؟!"
" حتى الأحمق كان سيلاحظ ذلك "
"حسناً لقد أردت أن أعطيك الخيار لفعل ما تريدينه . ولكن أخبرينى لما عُدتِ كان بأمكانك الهرب والعودة لشقيقتك؟"
نظرت فيونا للسماء " عُدت لأرد ديني . صحيح اننى لم أرتكب خطأ فى حقكم على الأٌقل خطأ مقصود فأنا عملت فى ذلك العمل وانا أعلم جيداً العواقب وقررت ألا أندم قد على قرارى . لكن ان هربت سأشعر بتأنيب الضمير على الأقل على فعل شئ جيد ولو لمرة واحدة فى حياتى "
ابتسمت سيرا بينما أكملت فيونا " بالمناسبة اين تابي و الجميع ؟"
"اهاا ان كلا من تابي ومانستر قد قررا الأنعزال لمدة شهر حتى يتقنا استخدام سلاحهما "
"يبدو انهما قد قررا أخذ الأمور بجدية أخيراً"
"بالمناسبة لقد وضعت لكى مدرباً جيداً ايضاً "
"مدرب ؟!"
"بالتنأكيد لكنه صعب الميراس قليلاً لكن ان أردتِ حقاً مساعدتنا فسوف تتجاوزين ذلك "
"لما لا أشعر بالأطمئنان "
ضحكت سيرا فى خبث " حسنا خُذي "
أمسكت فيونا القوس وسيرا تتحدث " أنه لكِ بعد كل شئ ولا يمكن لأحد أستخدامه غيرك . والان أمامك شهر تماما لأتقانه بعد ذلك سنتحرك . أذهبي فى أتجاه الغابة وستجدين مُدربك , بالمناسبة شوني يتدرب معه ايضا "
ترددت فيونا قليلاُ ثم أتجهت للغابة بينما أبتسمت سيرا وتحركت لتجد روجينا تساعد السيدات
"هممم روجينا مالأخبار معكِ؟"
"آه انها جيده لدينا مخزون جيد من الطعام و المعدات "
"جيد . بالمناسبة روجينا آلا تريدين التدرب أيضا على هانسا مثل البقية ؟"
قالت روجينا فى شئ من الأستغراب " لما على ذلك فلقد أتقنته مُسبقاً"
"هااه ! متى ذلك ؟"
تحركت روجينا وأكملت مساعدة السيدات" مُنذ فترة "
تعجبت سيرا وكادت ان تغادر حتى اوقفتها روجينا " أيتها القائدة "
"هاه؟"
"هل وضعتم خطه لأستعادة المملكة ؟"
"حسناً وضعنا لكنها تبدو ناقصه "
"همم أعلم اننى أتعدى حدودى لكن ايمكننى مقابلة القائد نيماتو , لدى فكره قد تساعد "
أنت تقرأ
الإيبادو ( Alebado)
Aksiالحروب هى ناتج الكراهية , الحقد والطمع . طالما الأنسان يشعر ستظل الحروب قائمة ويستخدم الأنسان اى شئ للوصول الى مبتغاه سواء أستعان بالأسلحة او بالشياطين حتى ان كان الثمن حياة شعب مملكته . و حيث يوجد من يطمع للوصول الى القمة هناك من يسعون الى ايقافه ب...