آتسوى - بدء الراحلة

89 2 0
                                    


"آريو ! هاى لما لا تجبنى ياصديقى ؟ . فالتنهض لنرقص معاً "
عانقه مانستر بقوة وهو يصرخ ويبكى بهستريا و روجينا سقطت على ركبتيها وهى تبكى ,بل الفرقة كلها وقفت والدموع تملئ أعينهم . نظرت لهم سيرا وقامت بضرب الأرض بقبضتها فى يأس وغضب .
نيماتو " لننقل البقية للمشفى "
وفى وقت سابق داخل منزل مانستر كان الجد يستند على الحائط والدماء تخرج من فمه بغزاره ويداه تقبض على صدره ويسعُل بشدة . وتابي ينزل من على الدرج
"هاى جدى الم يعد مان.. . جدى!"
ركض تابي بسرعة نحو الجد وقام بمساندته وعلى وجه أشد علامات الخوف
"جدى ماذا بك ؟ . تباً , سأتصل بالأسعاف "
وفى وقت لاحق على ذلك . داخل المشفى حيث وقف مانستر بجانب روجينا التى لم تتوقف عن البكاء , ورفاقه بالداخل تتم مُعالجتهم
روجنيا " مالذى حدث ؟ انا لا أفهم شئ "
نظر مانستر لنيماتو وسيرا بغضب ثم قام بسحبهما بعيداً وصرخ فيهما غاضباً
"انتما السبب فى كل هذا . صحيح ؟ . لقد مات صديقى بسببكما , تلك الأسلحة والمال وحديثك عن المهمة كل هذا يرتبط بما يحدث اليس كذلك ؟ تكلما "
تقدم نيماتو وقال بهدوء " أقدر موقفك سيد مانستر , ولكن صدقنى نحن لم نعلم إن هذا سيحدث لك ولرفاقك . ورغم ذلك لقد أخبرتك سابقاً ان تلك المهمة ستأخذ حياتك "
"لكنك لم تقل انها ستأخذ حياة رفاقى . من انتما , من اين أتيتما ؟ هل انتما فردان فى عصابة وان كنتما كذلك ماعلاقتنا نحن بكما لما قمتما بتوريطنا بهذا ايها الوغدان ؟"
" نحن لسنا رجال عصابة , ولم نقصد توريطكم ولسنا نحن من نختار بل الأسلحة التى معكم "
"ماذا؟َ!"
تقدمت سيرا وقالت بشئ من الحزم " أستمع الى جيداً سيد مانستر , انا أقدر غضبك وحزنك ولكن أعلم جيداً إذا لم تقبل بتلك المهمة سوف ينتهى الأمر بكل من حولك ميتاً فاهؤلاء الأشخاص لم يتركوك حتى يحصلوا على السلاح الذى معك . والأمر ذاته موجهه لكِ"
نظر مانستر خلفه ليجد روجينا واقفه وتستمع لكل شئ بينما أكملت سيرا
"لقد قمتِ بتفعيل هانسا وهذا يعنى إنه صار ملك لكِ , لهذا سأعرض عليك العرض ذاته الذى قدمناه لسيد مانستر . سنقدم لكِ نصف مليون دولار فى مقابل ان تأتى معنا فى مهمة وكما ترين من حولك وما حدث اليوم أظن إنكِ تعرفين ما طبيعة المهمة الان , وتعلمين إنكِ قد تموتين فيها لكن فى المقابل ان لم تأتِ سوف تتم مهاجمتكم ثانية لكن هذه المرة لن نكون موجودين لحمايتكم ومن يدرى قد تموت عائلاتكم ايضاً"
قالت روجينا فى فزع وهى تتخيل كل من فى السيرك يموتون بذات الطريقة " م مستحيل "
قال نيماتو " سأنتظر ردكما عند الجسر القديم لكن أتمنى ان تُسرعا فانحن لا نعلم متى سيهاجمون ثانية "
وغاد الأثنان تاركان مانستر وروجينا فى حالة من الصدمة قاطعها تابي الذى جاء من خلفهما
"مانستر مالذى تفعله هنا ؟ وما هذه الدماء التى عليك هل أصبت ؟ "
نظر له مانستر بعينان تائهتان " لا انا بخير "
"مالذى حدث لك ؟ , هاى روجينا ماذا به ؟"
سقطت الدموع من عينا روجينا وركضت مُغادرة المكان . نظر لها تابى متعجباً ثم عاد بنظره لمانستر
"هل انت واثق ان كل شئ بخير؟ "
عاد مانستر لوعيه ونظر لتابى " لحظة مالذى تفعله انت هنا ؟"
"آه لقد مرض الجد ولهذا أتيت به الى ه.."
قاطعة مانستر " ماااااااااذا ؟ . اين هو ؟"
"بالداخل لا يزال الطبيب يفحصه "
خرج الطبيب من الغرفة ليركض الأثنان نحوه "كيف حال جدى؟"
قال الطبيب فى شئ من الأسف" لقد سبق وأخبرتكما ان حالته سيئة وانه يحتاج الى جراحة وإلا إزدادت حالته سوءاً . والان سأخبركما إنه إذا لم يقم بالجراحة بأسرع وقت انتما تعلمان "
قال تابى " ولكن ايها الطبيب ان تكاليف هذه الجراحة مرتفعة جداً ونحن لا نملك كل هذا المال"
"لا أستطيع مساعدتكما بهذا , اما ان تدفعا على الأقل نصف التكلفة مقدماً حتى نتمكن من إنقاذه او تأخذانه الى المنزل ليمضى أيامه الأخيرة وسط عائلته "
"لكن "
وهنا قال مانستر " ايها الطبيب أرجوك أبدء بالإجراءات وسوف أحضر لك المال اليوم "
"حسناً سأنتظرك "
غادر الطبيب والتفت تابي لمانستر " من اين ستحضر هذا المبلغ ؟"
"سأحضره"
غادر مانستر بكل هدوء وترك تابي فى حيرة من امره حتى لحق به ليعودا الى المنزل . دخل مانستر وأخذ حماماً ليزيل الدماء من على جسده ويبدل ملابسه , ثم بدء فى حزم أمتعته داخل حقيبة سفر وتابي يراقبه فى صمت حتى قال
"مالذى تفكر فيه مانستر ؟"
"إنقاذ جدى "
"كيف , من اين ستحضرمبلغ كهذا فى خلال ساعات ؟"
أتجه مانستر نحو أحدى الحقيبتان اللتان وضعهما بجانب السرير وقام بفتحها ونظر بها ثم أغلقها ثانية ووضعها بجانب حقيبة ملابسه وهنا قال تابي فى شئ من الصدمة
"لا تقل لى إنك ستقبل بعرض ذلك الرجل المجنون ؟"
ظل مانستر صامتاً وتابي يتحدث معه " هل جننتَ ؟ مالذى يجعلك تصدق ذلك الشخص قد يكون يخدعك او يسعى لإخطافك , ومن يدرى قد لا يعطيك المال . مانستر انى أتحدث اليك "
توقف مانستر ونظر اليه بعينان هائمتان " آريو قد مات "
"ماذا؟!"
"لقد قُتل مُنذ ساعات وهو الان فى المشفى ينتظر تصريح الدفن . لم أخبر عائلته بعد , لا أعرف كيف أخبرهم . اياً كان ماوراء هذا الرجل فاهو لا يكذب سواء كان قاتلاً ام لا كل ما اعرفه إنه مستعد لدفع اى مبلغ من المال مقابل ان أوافق على مهمته "
"لحظة! أتقصد ان موت صديقك كان بسببه ؟! "
لم يجب مانستر وهم للمغادرة فأوقفه تابي " أنتظر لن أسمح لك , قد يكون ورائهم كارثة قد يكونون قتله هل ستوافق على ان تقتل ابرياء مقابل المال ؟"
"بل انا أفعل هذا مقابل حياة جدى , ومن يدرى قد يكون هذا الرجل فى الصف الجيد على الأقل لقد أنقذ رفاقى . والأهم من ذلك إننى سأقابل ذلك الشخص الذى قتل صديقى مرة أخرى إذا ذهبت معهم .انا لن أجبرك على الموافقة . لا بل انا لا اريدك ان توافق ولكننى مُجبر على ذلك"
غادر مانستر تاركاً تابي خلفه . وفى وقت لاحق أسفل الجسر القديم وقف مانستر
"لقد آتيت , اين انتما ؟"
خرج نيماتو وسيرا من الظلام "هل آتخذت قرارك ؟"
"لدى سؤال . إذا أتيت معكما هل سأقابل ذلك الرجل ثانية ؟"
نيماتو " تقصد هيكيمارو , بالتأكيد فاهو من سيأتى إليك "
"شئ آخر . فى هذه المهمة هل سأقوم بقتل أشخاص أبرياء ؟"
تنهد نيماتو " لا يمكننى القول بأنك لن تقتل ولا يمكننى القول إنهم ليسوا أبرياء بل عليك ان تكتشف ذلك بنفسك "
"فهمت . إذا متى سنغادر ؟"
"الليلة سوف أحجز تذاكر السفر على طائرة الليلة لذلك كن فى المطار عند منتصف الليل "
"لكن لدى شرط , اريد آخذ المال الذى وعدتنى به الان "
أبتسم نيماتو وأنزل الحقيبة من على كتفه ووضعها امام مانستر " إنه لك "
حمل مانستر الحقيبة وهم بالمغادرة لولا رؤيته لظل قادم نحوه . تراجع مانستر للخلف ليظهر شونى وهو قادم نحوه وهو يقول ببرود
"هاا يبدو ان هناك زوار آخرون هنا !"
تقدمت سيرا " أهلاً بك كنت بإنتظارك "
"من هذان ؟"
"يمكنك ان تقول شركاء . الان أخبرنى هل آتخذت قرارك ؟"
"اجل "
مانستر " يبدو انكما لم تأتيا الى انا وتابي فقط . أسمع يافتى انا لا أعرفك ولكنى سأخبرك بنصيحه ان مهمتهم تلك هى الموت بعينه , فاقد شاهدته بنفسي "
ثم غادر وشونى ينظر له حتى قالت سيرا " لا تركز معه فاقد مات صديقه مُنذ قليل "
"هاه!"
"الليلة عند منتصف الليل فلتكون فى المطار . لقد أخذت أوراق لك من قبل لأجهز أوراق سفرك وقد أخذت باسبور سفرك ايضاً "
"إذاً انتِ من أخذتها لقد ظننت أننى أضعتها "
"أعتذر كان على التجهيز لسفرك "
غادر شونى ووقف نيماتو وسيرا يتحدثان " حسنا الان معنا أُثنان من المحاربين . بعد كل تلك الأِشهر هذا مانعود به "
"لا تقلق انا واثقه اننا سنعود بأكثر من هذا . على اى حال لقد أستيقظت جميع الأسلحة التى معنا وهذا شئ جيد "
"ليس جميعها ف آتسوى لم يستيقظ بعد "
"لا مشكلة قد يستيقظ على أحد من أهل المملكة "
"حسناً سأذهب الان للتجهيز لأوراق سفرهم وسأخذ آتسوى معى حتى تتمكنِ انتِ من مراقبة الجميع . فقد يهاجم مرة أخرى "
"لك ذلك "
سار نمياتو فى المدينة متجهاً الى المطار وهو يفكر في تابي وروجينا وما اذا كانوا سيأتون ام لا. ووسط أصوات المارة كان هناك صوت فتاة بشعر قرمزى اللون وعينان خضروتان تبدو فى العشرينات من عمرها تتحدث مع طفلة بعمر السادسة عشر و شعر أسود وعينان خضروتان
"حسناً حسناً سأحضر المثلجات "
"هذا عقابك كي لا تتحدينى ثانية أختى "
"هاى هاى فهمت أنتظرى حتى أذهب واحضر المثلجات "
تحركت الفتاة ذات الشعر القرمزى الى عربة المُثلجات بينما وقفت الأخرى بجانب الطريق حتى مر بجانبها دراجة سريعة قامت بأمساك القلادة التى كانت ترتديها وركضت بعيداً . صرخت الفتاة عالياً
"لص , لص . فيونااااااا "
ألتفتت الفتاة القرمزية وركضت نحوها " مالأمر ؟"
"لقد سرقت تلك الدراجة قلادتى"
نظرت الفتاة وركضت خلفها بسرعة ولكنها كانت بعيدة بعض الشئ بسبب الزحام . نظر لها نيماتو
"مستحيل ان تُمسك به , فالتنسى امر القلادة فحسب"
عقدت الفتاة حاجبيهنا ونظرت حولها فى يأس حتى رأرت رجل يخرج من متجر أسلحة وبيده قوس خشبيى وحقيبة سهام . ركضت الفتاة نحوه بسرعة وأخذت منه القوس وإحدى السهام ثم رفعته لتصوب نحو الدراجة
نيماتو " أتسعى لإصابته من هذه المسافة ؟. هراء "
أطلقت الفتاة السهم على الدراجة التى أبتعدت سلفاً بالكاد تراها بعيناها , ليصيب السهم عجلة الدراجة وتنفجر فتنقلب الدراجة بمن فوقها . وهنا دُهش نيماتو ليس من السهم بل من الحقيبة التى شعر بنبضها على ظهرة . ركضت الفتاة نحو الدراجه وكاد الراكب ان ينهض ويركض حتى أمسكت به ونظرت له نظرة أرعبته ثم قامت بركله بقوة وأسقطته ارضاً . حاول الأخر الهجوم عليها من الخلف لكنها أمسكت بيده وقلبته على ظهره بقوة
"أعد القلادة "
ألقى الرجل القلادة وركض مسرعاً هو وصديقة . تنهدت الفتاة وعادت والتقطت السهم وسلمته لصاحبه وهى تعتذر له
"هاا اختى لم يكن عليكِ فعل هذا من اجل قلادة "
أبتسمت الفتاة وهى تعيد السلسة لعنقها " هذه الجواهر أثمن بكثير من ان أتركها تذهب بسهولة "
"لا اعرف لما تهتمين لأمرها كثيراً!"
"دعكِ من هذا . لنذهب هيا "
"ماذا عن المثلجات ؟"
"سأشتريها لاحقاً"
"هاا أختى انتِ مخادعة "
تنهد نيماتو وهو ينظر لهما وهما مغادرتان " يبدو اننى سأقوم بتأجيل أجراءات السفر قليلاً "
دخلت الفتاتان المنزل وصعدت الصغيرة لغرفتها " سأذهب لأخذ حماماً"
"حسناً وانا سأعد الغداء "
دخلت فيونا المطبخ وبدأت بأعداد الطعام وهى تدندن حتى تحولت ملامحها لجدية وبسرعة قامت بالألتفاف والقاء السكين نحو نيماتو الذى تفاداها بسرعة
"لديكِ رد فعل سريع حقاً"
تقدمت فيونا نحوه وهى تقول بنبرة تهديد " من انت ؟ وكيف دخلت الى هنا؟"
"دخلت من الباب "
ركلت فيونا الحائط بكعب قدمها ليفتح باب سري به بندقية ضربتها بقدمها لتمسكها وتبدء بالأطلاق على نيماتو الذى بدء يركض هرباً من الطلقات حتى جاء من خلفها ليقوم بضرب يدها بمجرد ان التفتت له وتطير البندقية من يدها ثم أمسك بيدها لكنها بادرته بركله قام بصدها وركلها بقوة .
"أنا اسف لم أقصد ركلك لكنك لم ت..."
لم يكمل حتى سحبت مسدسان من مكان سرى بالأريكه وبدأت بالأطلاق عليه ثانية
"تباً على الأقل أعطنى فرصة للتحدث "
ركض نيماتو نحوها وقام بركلها لتصطدم بالحائط وقبل ان يهجم عليها حتى فتحت درج بالخزانه التى بجانبها وكسرت جزء منه لتخرج سيف طويل وقبل ان تهجم عليه حتى أمسك بالسيف بيده لتبدء بالنزيف وباليد الأخرى وضع سكينا على رقبتها . أنزلت فيونا يدها في أستسلام وهى تترك السيف
"وأخيراً الان يمكننا التحدث "
لكنه لم يكمل حتى عقدت حاجباها وأخرجت سكينا من ملابسها وهجمت به عليه لتصيبه في كتفه . قفز نيماتو بسرعة قبل ان تصيبه ثانية وهو يتنهد
"الرحمة . هل دخلت في مصنع أسلحة ؟ "
تجمد نيماتو للحظات وكأنه تم تخديره وبدأت الرؤية تشوش قليلاً " لا تقولى ان السيف والسكين كانا مسممان "
أستغلت فيونا ضعفه وركضت نحوه بالسكين لتهجم عليه لكنه أمسك ذراعها وقام بالضغط عليها حتى تركت السكين ثم ركلها بقوة في معدتها ورماها ارضاً وهو يقيد ذراعاها للخلف ويقول بنفاذ صبر
"لقد سئمت منكِ والان فالتهدئى وتصمتِ حتى أخبرك بالذى أتيت من اجله الذى نسيت ماهو "
حاولت فيونا التحرر دون جدوى . نظرت له بطرف عيناها بغضب" دعنى سأقتلك ايها الوغد"
"لما تتعاملين وكأننى عدو قديم لكِ . وايضاً انا من عليه سؤالك هذا السؤال . تباً لقد جعلتنى أبذل جهداً لم أبذله مُنذ وقت طويل . والان سأتحدث معكِ بهدوء انا هنا لعقد صفقة معكِ على الرغم من اننى صرت متردد في هذا الان ولكن لا مفر . الأمر بأختصار سوف أعطيكى نصف مليون دولار مُقابل ان تأتى معى في مهمة . وانا حقاً أتمنى ان ترفضى لأنى لا أريد رؤيتكِ ثانية . والان سأتركك وارجوكِ لا تخرجى اى سلاح أخر من هذا المصنع ودعينا نتحدث بهدوء حسناً لأننى تعبت من هذا "
أبتعد عنها نيماتو ببطئ وهى تنهض وتنظر له في حذر حتى سمعت صوت شقيقتها من الأعلى
"فيونا ماتلك الضجه ؟"
"لا شئ عزيزتى لقد أسقطت بعض الصحون فقط لا تقلقي "
نيماتو " هل انتِ مُجنده في مكان ما ؟ . أستمعى الى هاتان الحقيبتان إحداهما بها مال سوف يكون ملكاً لكِ كما قلت لكن بشرط ان تأتِ معى الى بلادى لتنفيذ مهمة ولكن هذه المهمة قد تؤدى بحياتك . أرجو منكِ ان تسرعى بأتخاذ القرار فاليس امامنا وقت لأننا سنسافر الليلة "
نهض نيماتو وهم بالمغادرة " ليس لدى اى شئ لأقنعك به فأنا لم أستطيع ان أجمع معلومات عنكِ بعد . لكن في حال وافقتى فالتأتى الى المطار في منتصف الليل , وداعاً ايتها الغريبة "
نظرت فيونا للحقيبتان وقامت بفتحهما لتجد الكثير من المال , ثم قامت بفتح الأخرى لترى قوساً أزرق اللون لا يبدو كاقوس عادى مُلتف عليه مجسم التنين ذاته
همست فيونا وهى تنظر للقوس " إيبادو!"
نزلت شقيقتها من الأعلى بشعرها المُبتل لتخبئ فيونا كل الأسلحة بسرعة " هل أنهيتى حمامك؟"
"اجل . ماكل الضجة التى سمعتها ؟. وااو ماهذا القوس ؟"
"لقد تركه شخصاً ما على الباب ورحل "
"إنه جميل جداً . قد يكون شخص رأى مهاراتك اليوم في أستخدام القوس فقرر أعطائك اياه "
"أشك في ذلك "
حاولت فيونا سحب خيط القوس لتجرح أصابعها بمجرد لمسه " يبدو ان القوس لا يحبنى"
وضعته في الحقيبة وأغلقتها ثم أتجهت للمطبخ وهى تفكر حتى قالت " فيفيان سنغادر هذا المنزل الليلة "
"ماااذااا لكن لما ؟ . لا تقولى اننا سنهرب لمكان آخر ثانية "
"اجل "
"لكن أمتحاناتى بعد ايام لا يمكننى ان أضيع كل جهودى في هروبنا الدائم "
"ليس هناك حل آخر . وهذا قرار نهائي أحزمى أمتعتك بسرعة "
"تباً لكِ ولقراراتك"
وفى المشفى وقف مانستر امام فريقه " انا اسف على ماحدث "
تقدم شاب منهم وهو يقول في حزن " اسف على ماذا ؟ على تركنا وحدنا ؟ اولاً تركنا آريو وها انت ايضاً تتركنا "
"هذا لأجلكم . خذوا هذا المال اريد ان تقيموا جنازة كبيرة له "
"وايضاً لن تحضر جنازته !. اى صديق انت "
تقدم شاب آخر " انت ذاهب للأنتقام له صحيح ؟ . نحن لا نفهم ماحدث ولكن لدى شعور انك تفهم لهذا انا لن أمنعك ولكن اريدك ان تعدنا انك ستعود لفرقتنا ثانية لنحقق ماتعاهدنا عليه "
كادت الدموع تسقط من عينا مانستر " سنحققه بالتأكيد . أستمروا في الرقص حتى أعود ونحطم المسرح معاً . سنحقق حلم آريو أعدكم بذلك "
غادر مانستر ووقف قليلاً امام سرير جده بغرفة أخرى وهو يبكى " جدى ارجوك لا تغضب منى مهما فعلت . انا أفعل كل ذلك لأجلك فأنا لن أتحمل خسارتك ايضاً لهذا ارجوك سامحنى لأننى سأغادر دون ان أخبرك لكنك ستقوم بالجراحة وستكون بخير وستعود للمنزل لتنتظرنى هناك . أعدك اننى عندما أعود سأكون شخصاً مُفيداً كما تتمنى "
حمل مانستر حقيبته وهم بالمغادرة ليجد تابى امامه " لازلت مُصراً على ما تفعله ؟"
أبتسم مانستر وأقترب من تابي ووضع رأسه على كتفه " سأشتاق اليك . ارجوك أعتنى بجدى"
غادر مانستر حتى وصل للمطار ليجد نيماتو وسيرا واقفان ينتظرانه
"أتيت كما وعدت "
"أجل . وانا مستعد للذهاب "
"اهلاً بك بيننا إذا ً "
سيرا " هاقد جاء الثانى "
أقترب شونى منه بوجه البارد " يبدو إننى جئت باكراً "
"ليس تماماً . اهلاً بك "
"حسناً هل سنغادر ؟"
"ليس بعد فالم يأتِ الجميع بعد"
"هل لا يزال هناك المزيد ؟"
"هل تُخطط للذهاب بدونى ايها الراقص الفاشل ؟"
التفت مانستر ليجد روجينا ووالدها امامه " م مالذى تفعلينه هنا ؟"
"للسبب ذاته الذى آتيت بسببه "
سحبها مانستر من ذراعها بقوة مبتعداً " هل جُننتِ ؟ انستى ماحدث انها ليست رحلة ترفيهية "
"أعلم جيداً مالذى أفعله مانستر . انا لن أقف وأنتظر حتى تموت عائلتى كلها . ذلك الشخص كان يستهدفنى انا وسيعود بحثاً عنى حينها لن أتمكن من حمايتهم . الخطر في كل مكان"
عادت روجينا للباقين فقالت لها سيرا " إذاً هذا قرارك "
"اجل "
"حسناً المال سو.."
"لا أحتاجه . لقد آتيت لحماية عائلتى وليس لأجل المال "
"فهمت .شكراً لكِ"
"اه هذا والدى لقد جاء للأطمئنان الى الأشخاص اللذين سأذهب معهم في الرحلة "
تقدم نيماتو " مرحباً سيدى انا صديق روجينا ارجوك لا تقلق عليها فانحن ذاهبون للتخييم وسنعود سريعاً"
"سعيد لأن أبنتى وجدت أصدقاء آخرين وقد أسترحت عندما علمت ان مانستر معها "
تنهد مانستر في ضيق " حسناً هل سنغادر الان ؟"
"ليس بعد "
"هاه !"
"لقد جاء صديقك"
"نظر مانستر ليجد تابي وهو يحمل حقائبه ونظره اللامبالاه على وجه " لما انت ايضاً؟"
"إنه جدى كما هو جدك كما ان المال الذى أحضرته ليس كافياً , لهذا لا تُفكر بأخذ دور البطولة وحدك . ايها السيد سوف أذهب لكن أريد ان يتم ارسال المال الى المشفى التى بها جدى حتى يحظى بالرعاية الكاملة لحين عودتى "
أبتسم نيماتو " سأفعل ذلك "
قالت روجينا " يمكن لوالدى آخذها وأعطائها للمشفى . ابى ان جد تابى ومانستر بالمشفى وقد نسى تابي المال معه لهذا ايمكنك أرساله الى المشفى "
"ا اه بالتأكيد "
آخذ الرجل الحقيبة . قال شونى " حسناً هل هناك شخص آخر ؟"
سيرا " لا اظن ان الفتاة التى قامت بتسميمك سوف تأتى "
"لننتظر قليلاً فقط "
تنهدت سيرا " حسناً سننتظر قليلاً بعد "
تابي " سأذهب لدورة المياة إذاً "
جلس الجميع ينتظرون قدوم الشخص الأخير ومرت دقائق . تقدمت سيرا " لا فائدة هى لن تأتى فأنت لا تملك شئ يجعلها توافق "
أبتسم نيماتو " للأسف الشديد لقد جاءت "
نظرت لسير لتجد فيونا وشقيقتها قادمان نحوهما . قالت فيونا بشئ من الجدية " يبدو المكان مُزدحماً جداً هنا !"
"لقد تأخرتِ . ظننت انكِ لم تأتى "
"لقد غيرت رأيي في اللحظة الأخيرة "
"اهلاً بكِ. لكن لحظه لما هى معكِ؟"
"مالذى تقصده . هل تظن اننى سأتركها خلفى ؟"
"حسناً لأكون صريحاً لا يمكننى السماح لها بالقدوم "
"وانا لن أغادر بدونها , ليس لدينا اى عائلة وليس لديها مكان للذهاب اليه . اما ان تأتى معى او لا أذهب مطلقاً "
تنهد نيماتو "أسمعينى جيداً أظن اننى شرحت لكِ خطورة تلك المهمة . وقدومها معنا يعنى تعريضها للخطر , انتِ حتى لا يمكنك حماية نفسك حتى تحميها "
"انا لن أتركها خلفى"
تقدمت روجينا وهى تبتسم " يمكنها البقاء في السيرك "
"هاه؟"
"مارأيك ياجميلة إلا تريدين رؤية الحيوانات والألعاب البهلونية "
"حيوانات ؟"
"اجل الكثير منها وسوف تلعبين معهم كثيراً "
"راائع . اختى انا اريد البقاء , يمكنكِ انتِ المغادرة فأنا لا اريد الذهاب الى رحلتك تلك . كما ان لدى امتحانات مهمة ولا اريد تفويتها فالتذهبي انتِ وانا سأنتظرك "
"ولكن "
أبتسمت روجينا " ان اهل السيرك أشخاص طيبين جداً وسوف ترتاح معهم لا تقلقي "
"لا يمكننى . انا لم أفترق عنها مُنذ ولدت "
أبتسمت فيفيان وأقتربت من أختها وهى تقبل خدها " انا لم أعد طفلة أختى يمكننى حماية نفسي . انا ايضاً حزينة لإنك ستبتعدين عنى لكننى اريد ان اشعر اننى حرة قليلاً . اريد إتخاذ قرارى بنفسي "
أبتسمت فيونا وعانقت شقيقتها " إذاً عدينى إنكِ ستكونين فتاة مُطيعة ولن تسببي المتاعب "
"حسناً سيدتى "
روجينا " ابي هذه الجميلة تحت رعايتك من اليوم "
"انا سعيد لان سيكون لدى شخص يشغل مكان روجينا في السيرك سوف تكون في منزلها "
حملت فيفيان حقيبتها وودعت شقيقتها بإبتسامة حزينة ثم غادرت والقلق لم يفارق فيونا حتى قاطعها صوت تابي الذى جاء واقفاً بجانبها وهو يقول " حسناً هل سنذهب ؟"
تجمدت فيونا مكانها عندما سمعت صوته وكأنه سيف أخترق رأسها , التفتت إليه ببطئ حتى رأت وجهه ليصيبها الفزع وكأنها رأت وجه شيطان . ولم تكن الا ثوانى  حتى قامت بركلة بقوة ليسقط ارضاً وتخرج من ملابسها سكين وتهجم عليه وهى تصرخ بشكل هيستيرى وتسقط فوقه ممسكه بالسكين محاولة قطع رقبته به لكنه يمسك يدها ويحاول مقاومتها
"مالذى يحدث هل انتِ مجنونة ؟!"
لكنها ظلت تصرخ كالمجانين والغضب الشديد على وجهها حتى أمسكها نيماتو وحاول أبعادها عنه بصعوبة فساعدته سيرا للأمساك بها بينما ساعد مانستر تابي على النهوض وهما ينظران لها
قال نيماتو " توقفِ مالذى أصابك ؟"
قالت وهى تصرخ برعب وغضب " ايها الوغد كيف لا تزال حياً انا واثقه انك مُت . سأقتلك وأدفنك . بل سأحرقك وأعذبك ايها الوغد "
مانستر " هاى تابي هل تعرفها ؟"
"لا ولم آراها قد "
سيرا " توقفِ يبدو إنك أخطئتِ في الشخص "
"مستحيل ان أُخطئ في هذا الوجه وهذا الصوت . أعرفه جيداً وأشعر به . دعانى يجب ان أقتله"
تابي " أعتذر يا أنسه لكنى حقاً لا أعرفك ولم آراكى قد "
"لا تظن انك ستخدعنى ثانية "
تقدم مانستر ونظر لها بجدية " آنستى لا أعرف مالذى قام به هذا الشخص ليجعلك بهذا الحال ولكنى أكد لكِ إن صديقى تابي ليس الشخص الذى تقصدينه "
"ت تابي !"
عادت بنظرها لتابي الذى يقف محاولاً إستيعاب مايحدث , ثم بدأت تهدأ فتركها نيماتو وسيرا ببطئ حتى هدأت
نيماتو " لهذا لم أكن اريد ان تأتى "
تنهدت سيرا " والان ارجوكم لنغادر قبل حدوث اى شئ آخر "
حمل الجميع حقائبهم لتبدء رحلتهم الى المجهول حيث لا يعلمون ما ينتظرهم وما اذا كانوا سيعدون الى تلك الأرض ثانية ام لا 

تتبع 

الإيبادو ( Alebado)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن