25

1.9K 45 5
                                    

البارت " 231 "
-
" أيدري القبر من فيه ؟
‏فيه الفؤاد ومن بالروح أفديه
‏لولا الإله وايمان أدين به
‏لكنت قربك أشفي ما ألاقيه
‏لكّنها سنة الله التي سلفت
‏إن الإله لما قد شاء ممضيه
‏كم من فواجع شتّى قد بليت بها
‏ لكن موتك لا شي يدانيه .. "
-
مـاكان لها نفسٍ تقابل أي مخـلوقٍ كان .. من بعد ما أحتضنته وقبّلته وكـانت قبلة وحُضن وداع وهيّ تحس بإنها مـيته لكن على قيّد الحيـاة ، حـاطه رأسها على كتف أمها ومع كل مرة تـدخل حرمة وتقـولها " أعظم الله أجرك ، أحسن الله عزاك " تبكيّ من أول وجديّد .. ماتوقـعت بيجيّ اليـوم الي بتـودع عذبيّ فيه وللأبد ولا بيكـون لهم لقاء من جديّد ، شهـقت بوجع من تذكرت برودة أطرافه وإبتسامته الي وضـحت أسنانه العلوية ! بكـت بآلم من تذكرت بإن هذيّ أخر مره بتشوفه ، عضت على شفايفها بـشوق عظيّم فـازت عليّها دموعها وشهقـاتها وأعلنوا إنتصارهم من بدت دموعها تنـزل وتتعالى شهقـتها .. حـاوطتها سهام بحُزن شديد عليها؛ الله يجبرك ياشهـد .. الله يجعله بالجنة الله يصـبرك !
شهـد ببكاء؛ مـات يا أميّ مات عذبيّ مـات !
~
كـانوا يدخلون المعزيّن وكان بعالم وبعيد عنهم تماماً !
متلـثم ويبكيّ بآلم شديّد لفـراق توأمه مارفع عيـنه وطالع بأخوانه لجل مايشـوفهم ناقصيّن وفاقدين واحد!
إنكسر ظهرة و بُتر أعظم جناح كان يـملكه موت‬⁩ ⁦‪الأخ‬⁩ ألم مُميت ، فقد موجع ، و حياة أخرى تنشلك من الفرح و تُفقدك لذّة الأشياء ، فقد ⁦‪الأخ‬⁩ كسر لا يُجبر ، إلتفت لأبوه وهو يشـوفه يبكيّ بكل آلم و وجع إنكسر ظهر ثـنيان بوفاته مايـوجع قلب الرجال إلا أبنائـة وفقد أثنين وهذا ثالثـهم ، أرخى عـذب جسده وهو يزفر بضيّق .. أحتضنه هّجام ونـطق عـذب بغصة حـزن؛ ماتوا أثنين بنفـس اليّوم وحـاولت أداوي هشاشة ظهريّ وأنكـسر ظهري بوفاته ، إنهد حيليّ ياهّجام مـات وتركني وتـرك له زوجة وطفل مابـعد جاء ، يالله شـقد موت الأخ كسرة ظهر وبتـر ذراع وكأن موته أنتشل قلبيّ وروحيّ وصرت بـلا روح ، تدريّ ماحطيت ببالي ولا واحد بالمية إن عذبيّ يموت ؟ ومات .. مات والله يرحمه ويجـبرنا ، ماحطيت ببالي بإن بيجي اليـوم الي ما أطالع فيه أخواني عشان ما أشـوفهم ناقصيّن وكم ناقص واحد ؟ لا ثلاثة ياهّجام ثـلاثة ماتوا ثـلاثة راحوا ، أنطفئ نور بيـتنا وماعاد به إلا ظلام ، عبـالك بعد موته واحدٍ فينا بيذوق الهـنا ؟ ويعـرف معنى الضحكة والسرور ؟والله ماعاد نعـرف لها دربٍ !
-

البارت " 232 "
-
أبتسمت وهيّ تشـوف طفل أمه تلاعبه لا شعوري تركت يدها على بـطنها وهيّ تتحسف على هّجام.. طفلها بيجيّ يـتيم الأب وبـدون عذبيّ الي كـان يدلعه وهو مازال بداخلها كانت تستغـرب من دلع عذبيّ لطفلٍ باقي ماجاء وبداخلها للآن ، والحين ؟ تـوفى متأكدة بإن طفلها أول مايجي عالدنيا ويـنطق شيء بيكون سؤال إستغراب ، بابا وين ؟ كل هالأشياء هو جـابها ونا بداخلك ؟ ليه مايجيـب أكثر منها يوم جيت عالدنيا ؟
تنهـدت وهيّ تتوجه لغرفتها بعيّد عـنهم كلهم ، مشت وهيّ تجر خلفها خـيوط الحزن الشديّد .. دخلت غرفتها وهيّ تعـلي برودة مكيفها وتتوجه لـدولابها وتشيـل عبايتها وتغيـر لبستها لروب هادي و ناعـم ترتاح فيه .. أبتسمت وهيّ تشـوف لبسه طفـلها ولبسه عذبيّ وكانت بجـامة ، أغمضت عيونها وهي تسترجع الذكريـات ..
~
عذبيّ؛ تشـوفين ؟ هالبجامة أنصنعت لي ولولدي ترى !
شهد بضحكة؛ الله أكبر من بين كل هالعـالم لكم أنتو ؟
عذبيّ هز رأسه بالاجابة؛ أقولك حتى ماتصلح لـغيرنا ،
شهد؛ والله من ناحيتي أقول تصلح لـنونو حقي أيوا بس أشوف إنها ماتصلح لأبو هالـنونو وهو ضابط يخـوف !
عذبيّ بعبـاطة؛ هذا زمـان ياحبيبتي لو يقولي أترك العسكرية يا بابا أقوله سمعاً وطاعة ياهّجامي الصغير !
شهد ميّلت شفايفها؛ وأم هّجامك الصغير ماتقولها ؟
عذبيّ أقترب وهو يـشيّلها من الكنبة ويمدها على سريّرهم ، نطق بحُب؛ أم هّجام تطلب وأنا أنفذ يا أمه !
أبتسمت وهيّ تشـوف حب غريّب بعيونه يكنّه لها .. حُب تحـلف لعشر سنين قدام ماحد رح يحـبها مثل حبه لهـا ، نطقت بغصة؛ أخاف تتركني وتروح ياعذبيّ ،
عذبيّ بعقدة حاجب؛ أفـا ياشهديّ أنا أترك وأروح ؟
شهد وهيّ تحـاول قد ماتقدر ماتبكيّ؛ أخاف تمـوت !
عذبيّ بضحكة؛ أموت شهيدٍ وأشفع لك وتكونين معاي حتى بالجنة ، بس أوعديني عاد لو أموت ماتتزوجين !
شهد بحُنق؛ مابغى تموت ولا بتزوج بعـدك لو إيش !
عذبيّ؛ أمزح أمزح معك ، بإذن الله نموت سوا ولا نوجع بعض بالفـرقى أحنا الثلاث شرايك ؟ عجبتك الفكرة ؟
نزلت دموعها بـضحكة؛ ما أقولك لا يلا نمـوت سوا !
عذبيّ مـرر يديّنها على شفايفها ونـطق بهيّام؛ أنا أحب ضحكتْك لا عاد تبكيـن حبيبتي وتبكين ؟ فيها قبايل !
~
رجـعت لواقعها وإلتفت من شافت شخص غريّب يدخل غرفتهـا و وجهه مألوف توسعت عيونها بذهول من شـافت سكيّن تتوسط كف يـدة ! ما أمداها تصـرخ إلا ودفعهـا على سريّرها
تـرك يده على فمها لجـل ماتستنجد بأحد ، ضحك بجـنون من غـرز الطعنة الأولى ببطنها وبدا بالثانية والثالثة والرابعة .. صـرخت بعد ما أبعد يده وفجاءة !
-

كل ماجاء طيفً لك زاير خيالي فز قلبي مرحباً حيك وحيّه ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن