الفصل الثامن عشر « دقة قلب .. »

333 11 0
                                    

الفصل الثامن عشر « دقة قلب .. »

رحمه....
إنتهتا (رحمه) و(هاجر) من عملها اليوم لتتخذا طريق العودة مثل العادة ...
ثقلت خطواتها كلما إقتربت من بيت (طارق) و(هايدى) فهي لابد وأن تعبر طريقها من هناك للوصول إلى موقف الحافلات بآخر الشارع ....
لم يكن الطريق الطويل هو المؤلم بل كانت تلك الأصوات الصادحة والزينات المعلقة على بيت (هايدى) الدالة على الفرحة لكنها كانت كالخناجر القاتلة بقلب (رحمه) ...
وقعت عيناها عليهما وهما يتوسطان الجميع بفرحة وإبتسامة لتلوح بعيناها رغمًا عنها غيمه حزن ولمعة إنكسار ووداع بنفس اللحظة ....
رأتهما (هايدى) لتزيد من تشبثها بذراع (طارق) أكثر وهى ترفع حاجبها بتعالى ، بإبتسامة متهكمه نحو (رحمه) وكأنها لن تصل يومًا لما هي به الآن ....
لاحظ (طارق) نظرات (هايدى) وهى تتغنى بإتجاه بعيد لتثير فضوله لملاحقة لمن تلك النظرات العجيبة ....
أدار وجهه بنفس الإتجاه ليراها هي .... هي نفس فتاة العسل .. ومازالت تعلو عيناها نظرات مبهمة غير مفهومة تجاهه وتجاه (هايدى) ...
طارق لنفسه" مين دى ... وإيه حكاية نظرتها الغريبة دى ... ليه حاسس إنها زعلانه مني وبتلومني .... "
تعلقت عيناه بتلك الحسناء الحزينة صاحبة " برطمان العسل" حتى إنتبه لحديث (هايدى) الموجه إليه تنبهه بأن عليهم التحرك للداخل الآن ...
هايدى: يلا يا (طارق) ... المفروض ندخل البيت دلوقتِ ...
طارق بإنتباه: هاه .... اه... حاضر ... حاضر ...
ليدلف الجميع إلى داخل البيت تاركين عيون (رحمه) تلاحقهم حتى غابوا جميعًا عن الأنظار ...
رحمه مردفة بحزن: يلا يا (هاجر) .... نروح إحنا بقى ... المولد إنفض خلاص ...
ربتت (هاجر) على كف صديقتها ليكملا طريقهما إلى المنزل بصمت مبتعدات عن هذا المكان الخانق ....
____________________________________________
بيت معروف .....
إمتلأ البيت عن آخره بالمدعوين للإحتفال بهذه المناسبة السعيدة .... ها هي الأضواء المتلألئة تملأ البيت عن آخره ..
المدعوين يقفون ويجلسون يضحكون ويتهامسون وينظرون لتألق العروسين
لهذه الليلة الرائعة ....
جلست (أم طارق) وأخته (هدى) إلى جوار (جيهان) والدة هايدى و الصغيره (سمر) ويحيط بهم ما إستطاعوا دعوتهم من أهلهم و أصدقائهم وأصدقاء العروسين ...
تألقت الموسيقى التى هدأت وتقدم (طارق) و(هايدى) للجلوس على المقاعد التى أعدت خصيصا إليهما ... أحاطت بهم بعض الأنوار الصغيرة والورد الأحمر معطيًا رونقًا وبهجة مفرحة ....
تقدمت (رقيه) نحو (هايدى) تساعدها فى تضبيط جلستها للظهور بأفضل وضع تجاه المدعوين ....
وسط العديد والعديد من المدعوين وقف (سامر) بسعادة بالغة يلوح لصديقه (طارق) مباركًا له بتحيه عسكرية أعادت لـ(طارق) إبتسامته بعدما شغلت (فتاة العسل) تفكيره لبعض الوقت منذ رؤيتها بالخارج ....
تقدمت (أم طارق) نحو ولدها بعلبة فخمة كبيره لتعطيها لـ(طارق) ليقدم هذا الطقم
الذهبي المرصع بالياقوت للعروس .... وسط تبريكات الجميع ....
قُضيت الليلة التى كانت أغلبها إبتسامات ومجاملات بين الجميع ...
حتى بدأ المدعوين بالإنصراف ومن بينهم (سامر) بعدما بارك لـ(طارق) ولعروسته ....
أمالت (هدى) على أخيها قائله ...

روايه "ذكريات مجهوله" قوت القلوب (رشا روميه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن