الفصل الخامس والثلاثون « سأرحل »

371 10 2
                                    

الفصل الخامس والثلاثون
« سأرحل »

مؤسسه معروف للتجارة...
وقف منفعلاً وهو مازال يضع هاتفه فوق أذنه مستكملاً حديثه وهو يفك ربطه عنقه محاولاً ترك مجالاً لتنفسه الذى أختنق فور سماعه لتلك الكلمات التى هوت بإعصابه أرضاً....
معروف: أنت بتقول إيه ... يعنى إيه إختفى ... والبضاعه ... والفلوس .... !!!

هوى (معروف) فوق المقعد من هول تلك الصدمه ...
معروف: يعنى أنا إتنصب عليا .... دة نص الفلوس إتسحب خلاص من البنك ... وقف لى الشيك التانى بسرعه قبل ما يصرفه ....

أغلق هاتفه ومازال جالساً ينظر بذهول غيرمصدقاً أنه وقع فريسه هذا النصاب وإستطاع أن يخدعه بتلك الصورة ....

لكن ما أثار تعجبه هو أن نصف المبلغ فقط ما تم صرفه ، أى أن هناك شيك لم يصرف بعد ، لكن لماذا ؟ لماذا لم يصرفه هو الآخر ....؟!

لم يكن يتخيل أنه بعد خبرته الطويله فى ذلك المجال التجارى أن يتم الإيقاع به بهذه السهوله لتتملكه الصدمه شاعراً بإرتفاع ضغطه بصورة ملحوظه ليطلب من السكرتير الخاص به إحضار دواء الضغط خاصته لأنه لا يشعر بأنه على ما يرام ....

________________________________________

نهال....
لم تكن تتخيل يوماً أن هذا ما سيحدث بينها وبين (هشام) ، ظنت أنه عائلتها الوحيده ولن يزعزع علاقتهما شيء لكن ها هو صرح لها بأنه لا يحبها لتعزم (نهال) على الرحيل فهذا هو الحل الأمثل لما حدث بينهما ....

وضعت جميع ملابسها وأغراضها بحقيبتها ثم ذهبت إلى غرفه المكتب الخاصه ب(هشام)
حتى تكتب له ملحوظه برحيلها ، فهى لا تود أن تعيش مع إنسان لا يحبها ويكون مجبراً للعيش معها ، كما أرادت أن تبلغه أنها تريد الطلاق ...

بإنكسار تتجول عيناها داخل غرفه المكتب لتتقدم ببطء تجاه مقعده خلف المكتب وهى تتلمسه بحزن ....

جلست بهدوء مغمضه عيناها لثوانى ثم زفرت الهواء من صدرها بضيق ...

شعرت بالحنين إليه وفقدانه حتى قبل أن ترحل ، بكت وهى لا تعرف كيف ستستطيع أن تعيش وتحيا بعيداً عنه ...

أمسكت بالقلم الموضوع فوق المكتب وأخذت تبحث عن ورقه لتكتب رسالتها ...
لكنها لم تجد أوراق فوق المكتب ...

فتحت أحد الأدراج فلم تجد شيئاً أيضاً ، فتوالت فتح الأدراج بحثاً عن ورقه خاويه للكتابه عليها لكنها لم تجد ...

مدت يدها بمحاوله أخيرة لفتح هذا الدرج الكبير على الرغم من تيقنها أنه لابد وأنه مغلق كالعاده ...

وضعت يدها على مقبض الدرج وشعرت بأنها قريبه من السر الذى يخفيه عنها (هشام) ، توجست للحظات ثم سحبت الدرج بشده وسط تفاجئها عندما سحب بيدها تجاهها لتجده مفتوحاً فيبدو أن (هشام) نسى إغلاقه هذه المرة ...

روايه "ذكريات مجهوله" قوت القلوب (رشا روميه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن