الفصل الثلاثون « الشك ... !»

362 9 1
                                    

                    الفصل الثلاثون
                      « الشك ... !»

رحمه....
تحضرت للذهاب لعملها الجديد متخذه طريقها المعتاد ، ظنت أن بعد تخرجها سوف تعمل بمكان مختلف وطريق مختلف  لكن ها هي تسير بنفس طريق المعرض القديم للذهاب للشركه التى تعمل بها ....

مرت بنفس الحى الذى يسكن به (طارق) و(هايدى) فى طريقها لتتأكد أن القدر يعارضها حتى لا تنشغل وتنسى فيشاء الله أن عملها بنفس الطريق لترى بيته وبيتها يومياً فى الصباح تاره وفى المساء تاره أخرى ...

تنفست ببطء وهى تحرك رأسها برفض تام للفكرة تجاهد نفسها كى لا تشعر بأنها مازالت حبيسه مشاعرها تجاهه .. بل تظاهرت بأنها لا تبالى فربما تنسى ذلك أو على الأقل تتناساه حتى يخرج من قلبها .....

___________________________________________

إنتصف النهار ليحل وقت عوده (نهال) من العمل وسط تحركها مسرعه الخطوات حين إقتربت من المنزل وهى تنظر فى ساعتها لتجدها الثالثه والنصف ....

نهال: ياااه .... أنا اتأخرت أوى فى المواصلات يا دوب ألحق أجهز الغدا قبل ما (هشام) يرجع الساعه خمسه ....

فتحت باب الشقه دالفه إلى داخلها لتلمح بعيناها باب غرفه مكتب (هشام) مفتوحاً لتنظر بفزع وهى تشرئب برأسها محاوله رؤيه من بداخل المكتب ، تسللت (نهال) على أطراف أصابعها بخفه لتتأكد أن من بالداخل هو (هشام) نفسه وليس مقتحم سارق لهم ....

طلت برأسها من فتحه الباب لتجد (هشام) جالساً خلف مكتبه ليطمئن قلبها قليلاً بوجوده ...

لكن إضطراب (هشام) هو ما فاجأها فى الحقيقه ففور ملاحظته لوجودها وإيقانه بأنها عادت من العمل أسرع بإغلاق درج المكتب بسرعه وهو ينظر إليها بعينان متفاجئتان كمن أُمسك بالجرم متلبساً ....

لتتيقن (نهال) أن (هشام) يخفى عنها شيئاً بهذا الدرج ، ذلك واضح جداً لها ....

نهال بتعجب: مالك يا (هشام) ..؟!!

هشام بارتباك: ااا ... عادى يعنى .... ولا حاجه ....!!

أنهى جملته ليقف مبتعداً عن المكتب متحركاً للخروج من غرفه المكتب لتلحقه (نهال) بعيناها التى رسم بها علامات للشك ....

نهال بتساؤل : أنت جيت بدرى يعنى النهارده .. ؟!!

تحرك (هشام) معرضاً عن (نهال) متهرباً من عيناها التى تلحقان به وتكشفان أسراره  ...
هشام: أه ... كان فيه شويه شغل لازم أخلصهم فرجعت عشان أخلصه ....

الشك الذى ملأ كيانها بثوان قليله جعلها تخاف ، تخاف أن تخسره بعد أن وجدته ، ووجدت به أنيس لها ولو حدتها وقلبها ، تخشى أن يبتعد عنها فقد تعلقت به وأحبته ، لم تجد سوى السؤال المباشر حلاً لها...

نهال: (هشام)  أنت مخبى عليا إيه ...؟!!

هشام بإضطراب : مخبى ...!! مخبى إيه ...؟؟! حكون مخبى إيه يعنى .... ما تقولى كلام معقول ....!!!

روايه "ذكريات مجهوله" قوت القلوب (رشا روميه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن