الفصل الثالث عشر « لست أنا ..؟؟! »

340 11 0
                                    

                    الفصل الثالث عشر
                    « لست أنا ..؟؟! »

عبد الله .....
تابع أضواء المحلات والسيارات المارة على جانب الطريق أثناء سير السيارة ، يتنفس طعم الحرية ليصل بعد وقت طويل إلى بيت هذا الظالم ....
توقفت السيارة ليمد يده ببعض المال للسائق مترجلاً منها ناظرًا نحو البيت بقوة غاضبه ، فـ للإنتقام غشاوة تعمى القلوب ...
غمغم (عبد الله) فى نفسه ...
عبد الله : والله وجه وقت الحساب .... !!
حمل حقيبته واضعًا إياها فوق كتفه وهو ينظر إلى سلاحه الأبيض "السكين"  الذى إشتراه للتو فإنتقامه من ذاك الظالم أعمى عينيه وسيطر على كل جوارحه ولم يعد يفكر بشئ آخر ، فقد توقفت حياته عند دخوله السجن بسبب بطش وإفتراء هذا الطاغى المتجبر ...
إتخذ بضعة خطوات دالفًا نحو البيت الكبير  ليلاحظ كتلة ما ملقاة بإهمال أمام البيت ....
تقدم نحوها ليجدها سيدة ما ترتدي جلباب منزلي يغطي شعرها الطويل كل ملامح وجهها ....
إقترب منها محاولاً مساعدتها ليجدها نفسها زوجة هذا المتغطرس و التى كان يراها من وقت لآخر عند إيصال زوجها إلى البيت من قبل ....
عبد الله: يا مدام ..... يا مدام ....!!!
لم تتحرك (حوريه) من موضعها مطلقًا ليحاول إفاقتها لكنها كانت غائبة تمامًا عن الوعي ...
كما يبدو على وجهها آثار دماء وبعض التورم ولا يبدو أنها بخير على الإطلاق ...
لطالما شعر (عبد الله) أن زوجته تلك ينبع من عيناها نظرة إنكسار حزينة وأحس بالرفق تجاهها ....
نظر نحوها ثم رفع رأسه بإتجاه البيت متململاً بتردد أيسعفها أم يكمل طريق حريته وإنتقامه ....
ليغلب على قلبه اللين وأصله الطيب لينهض حاملاً حوريه محاولاً إسعافها بسرعة ...
أشار إلى إحدى سيارات الأجرة المارة على الطريق ليتوقف جانبًا ليقترب (عبد الله) من السيارة واضعًا (حوريه) على الأريكة الخلفية للسيارة وأغلق الباب بإحكام ليجلس بالمقعد المجاور للسائق طالبًا منه أن يوصلهم لأقرب مستشفى ....
تحركت السيارة وعيناه مازالت مثبتة على البيت لضياع فرصته للإنتقام لكنه سيعود ....
بالتأكيد سيعود ليصفي حسابه المعلق مع (عماد) فيما بعد ....
_________________________________________
المستشفى....
توقفت السيارة أمام مبنى المستشفى الضخم ليترجل (عبد الله) طالبًا من المعسفين إحضار مقعد متحرك  ذوي العجلات لوضع (حوريه) عليه ...
ليتسابق المسعفون فى سرعة لتلبيه طلب (عبد الله) ...
تم دفع المقعد من قبل أحد المسعفين إلى داخل غرفة الطوارئ ليلحق بهم (عبد الله) ليظن الجميع أنها زوجته ...
لم يستطع (عبد الله) تركها بمفردها بهذه الحالة مضطرًا ليبقى مؤجلاً لقاءه مع (عماد) لوقت آخر ....
طلب منه موظف الإستعلامات بيانات (حوريه) ليحاول (عبد الله) تذكر إسمها الغائب عن ذهنه تمامًا ليبلغهم بما حدث ويعطيهم بياناته مؤقتًا حتى يستطيع إحضار هويتها .....
جلس بضيق يطقطق بأصابعه على فرصته المهدورة فقد كان قاب قوسين من تحقيق غايته وشفاء روحه لكن ظهرت له (حوريه) من العدم ...
عبد الله متمتمًا :  هى شكلها غلبانة وطيبة غير جوزها خالص .... ملهاش ذنب إنى أسيبها تعبانة كدة .... بس أكيد راجع له .... مش أنا إللى أسيب حقي منك يا (عماد) ... مسيري راجع لك ...
تقدم منه أحد الأطباء محدثًا إياه بتجهم ...
الدكتور: كنت محتاج توقيعك هنا ....
عبد الله: توقيعي أنا ...!!! على إيه ..؟!!
الدكتور: المدام حصل لها إنفجار فى الزائدة الدودية ولازم نعمل لها عملية إستئصال حالاً وإلا حالتها تبقى فى خطر ... ودة إخطار بالموافقة على إجراء العملية ... إنتوا إتأخرتوا أوى ...
(عبد الله) حرك رأسه بالموافقة على الفور فهذا الأمر لا يمكن تأخيره حتى لو لم يكن مسؤلاً عنها إلا أنها يجب أن تخضع لهذه الجراحة العاجلة على الفور ....
ليوقع الإقرار بذلك حرصًا على حياتها مضطرًا للبقاء معها بالمستشفى فهو يدرك أنها وحيدة مثله بالغربة بعيدًا عن أهلها فهو لن يبلغ ذلك الوحش بما أصاب زوجته فيبدو على ملامحها وآثار الدماء أن طغيانه قد أصابها هى أيضًا ....

روايه "ذكريات مجهوله" قوت القلوب (رشا روميه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن