الفصل الثاني « غُربة نَفس»

596 14 0
                                    

الفصل الثانى
« غُربة نَفس»

وقفت (جيهان) زوجة (معروف) والد (هشام) بتحدى وهى تحث زوجها ضعيف الشخصية أمامها بأن يفتش (هشام) ، ولده الوحيد بعد إتهامه بالسرقة ...

جيهان : أنت فاكر إننا هُبل ولا إيه ؟؟ ..قول أخدت إيه من البيت وإحنا مش هنا ؟!!

هشام بحدة : قلت لكم مجرد ورق بس ..ولا عايز ولا حعوز منكم حاجه أبدًا ....

جيهان : فتشه يا (معروف)....

توجه نحوها (هشام) بنظرات غاضبة تعلو ملامحه الصدمة ....

هشام : إيه ....؟!! مش للدرجة دى يا هانم.....
قالها (هشام) بسخرية مستطردًا بغضب...

هشام : إنتوا عارفين ومتأكدين إنى عمرى ما أسرق .... وإنتوا عارفين أخلاقي كويس ....

جيهان بتهكم : أخلاقك ....!!!!!

توجه (هشام) بنظرِه نحو والده معاتبًا إياه ...

هشام: إنت برضه ساكت ...!! رُد عليها .... إتكلم مرة واحدة ودافع عن إبنك الوحيد .... ليه .. !!!! ليه دايمًا محسسنى بالغُربة وأنا معاك .... ليه دايمًا بتتعامل معايا و كأنى غريب .... هو أنا مش إبنك برضه !!!! .... ما تتكلم ... ليه .... ليه بتعمل معايا كدة ؟؟!!

أدار (معروف) وجهه معرضًا عن (هشام) فهو يدرك أنه صائب فى ذلك لكنه لا يقوى على التعامل معه بغير ذلك فلا طاقة له بمواجهة زوجته (جيهان) التى تكره (هشام) منذ دخولها لهذا البيت الكبير ، فلاذ بالصمت ردًا على عتاب (هشام)....

شعر (هشام) بغصه فى نفسه مما حدث ....
نعم ذلك رد فعل تعود عليه كثيرًا من والده ، لكن بكل مرة يظن أنه مازال لديه الأمل فى أن يحن والده عليه ليضمه إليه ويحتمى به فمنذ صغره وهو بعيد جدًا عنه ، دائمًا ما يشعره بالغُربة بين أهله .....

نظر (معروف) نحو ولده وقد تحركت داخله إنتفاضة عتاب لنفسه على قسوته مع ولده حين حاول التحدث لكن قبل نطقه بكلمة واحده كانت (جيهان) ترمق معروف بنظرة غاضبة وهى تصرخ به ليتوقف عما ينوى فعله ..
جيهان: (معروووووف)....!!!

ليتراجع وقتها (معروف) عن نصرة ولده خازلاً إياه ، ليعدل (هشام) من وضع حقيبته فوق كتفه ليخرج مسرعًا من باب البيت بعدما نظر نحو والده بنظرة لوم وإنكسار .....

خرج (هشام) من البيت محملاً بثقل يشعر به كُلما أتى إلى هذا البيت .. طالما تسائل لماذا يعامله والده بهذه القسوة ؟؟؟

لماذا لا يشعر بحبه أو بعطفه عليه ؟؟؟ وأن والده سعيدًا لبعده عنه ويكون فى شدة التضايق عند رؤيته ؟؟؟

كم تمنى أن يشعر بحبه ودفئه وحنانه ... لكنه خص (سمر) ، و(هايدى) إبنه (جيهان) فقط بهذه الرعاية والحنان ....

أَذنبه أن والدته توفت وتزوج والده من هذه المرأه الغيوره التى لم تحبه ولم تحب وجوده قط بالبيت ؟؟

روايه "ذكريات مجهوله" قوت القلوب (رشا روميه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن