البارت الواحد والعشرون

71 12 12
                                    

لا تخدعنّك بالهدوء ملامحي

بعض البحار هدوءها لا يؤتمن..!!

كيان كانت تهاتف والدها، تقف منفردة على حافة الباخرة، يرفرف طرف فستانها الوردي وحجابها أيضاً، تتحدث وتضحك بحرية..

وهو.. يقف مع الشباب، لكن عينيه كانت تراقبها، يراقب ضحكتها الساحرة التي حركت بداخله ألف شعور، لا تكاد زيتونيتيه ترمشان من شدة تركيزه عليها!

لكن سؤالاً واحداً جاء في باله فجأة، من تهاتف لكي تتسع ابتسامتها هكذا؟ وكأن الشيطان كان واقفاً بجانبه يشرب عصيراً ومسترخياً ويوسوس له بكل خبث؛ ليبدأ الآخر بشكوكه وأوهامه المريضة.!

قال بنفسه:" كيان تتكلم مع مين وهالابتسامة شاقه وجهها؟ لا يكون خطيبها اللي قالت عنه أثير؟ هيّن يا كيان، بس أعرف انك مخطوبة رح أوريك النجوم في عز الظهر!!".

أثير تحرك شعرها بدلع: وش رايك باللوك حقي يوسف؟

يوسف يناظرها من فوق لتحت : ليه انتي تسمي هذا لوك؟

أثير بغباء: ايه ليه؟ أكيد عاجبك صح؟

يوسف بصراحة وسخرية: صدق انه ما عندك ذوق، وبعدين لبسك مره اوفر وقصير لو ساترة نفسك أحسن

أثير بتأفف: اووف هو هذا اللوك اللي يناسب الرحلة البحرية بعد شنو؟ وبعدين كلامك مرره قاسي على فكرة

يوسف بلا مبالاة: يقولوا كلمة الحق ما تزعل، ولا تفكريني من ذاك النوع اللي في الوجه يجامل وفي الظهر يغتاب لأني الحمد لله مو كذا

زفرت أثير بضيق، لكنها قالت بعدما أتتها فكرة ذهبية أو صفراء: اوكي مو مشكلة.. مقبولة منك يا أبو الصراحة

وابتسمت له ابتسامة مجاملة وذهبت وهي عازمة على تنفيذ ما جاء في رأسها..!

أما هو فزفر براحه بعدما ذهبت الفتاة التي تسبب لعينيه وأذنيه تلوث بصري وسمعي.. حتى نفسي! وعاد يراقب قمر الزمان الواقفة بمسافة بعيدة عنه.. عقد قبضة يده وعزم على...

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

الحب من طرف واحد (مذلة).!

.

كان بشار عائداً يمشي في الممر الطويل بعدما أوصل عمر للحمام.. توقف عندما لمحها واقفة مع نوف، وبعدها ذهبت نوف عندها لأن ريما نادت عليها.. فظلت مريم واقفة بمفردها.. استغل الفرصة الذهبية تلك واتجه يخطو إليها بخطىً واثقة وهو يعدل قميصه وشعره الذي كان يتطاير مع الهواء.!

صادف مريم الواقفة مع ريما ونوف، صامتة وتنظر للمحيط، من شكلها يتضح بأنها شاردة تفكر في شيء ما، وريما ونوف يتحدثن ويضحكن معاً..

اقترب منهن بشار وهو يعدل نفسه، تزامناً مع قول ريما: نويف تعالي براويش شي

نوف وهي تشرب العصير: همم؟؟

رواية أصدقاءٌ في الغُربة • مكتملة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن