رواية أصدقاءٌ في الغُربة • مكتملة •

البارت الرابع

ريما وسعت عيونها وهي تقترب منه وتقول بقهر: ايوه فهمتك ولا يكون على بالك بتتمسخر عليي عادي يعني كأني أجنبية وما أفهم!

أحمد فتح فمه بصدمه، هذه تتحدث اللهجة العُمانية!

ريما صفعته بكف قوي وقالت من بين أسنانها: هذي عشان وقاحتك!!

وراحت عنه وهي غاضبة..

أحمد رمش بصدمة وهو يضع يده على مكان الصفعة: ايش ذي صفعتني كف؟؟

واستوعب انها صفعته ورحلت، غضب من داخله وشتم نفسه مئة مره لأنه سخر منها!

اتجه لكي يدفع عن الأكل وكان قد أشترى لفيصل علك بالفراولة كما طلب.. لكن لحظه الجميل وجدها تحاسب عن طعامها تقف مع صديقاتها..

انتبهت عليه هي الأخرى لتعطيه نظرة احتقار وتتمتم بصوت مسموع: قليل أدب!

وخرجت مع البنات..

أحمد ابتلع ريقه وهو يكلم نفسه بندم: وش اللي ورطني مع هذي ما ادري.. بس وش أقول من يومك غبي يا أحمد!

المحاسب البريطاني باستغراب من لغة أحمد الغير مفهومة: عفواً ماذا قلت؟

أحمد بابتسامة توتر: أأأ كم الحساب؟

~ ~ ~ ~

أما بشار وراشد كانوا يتمشون في حديقة الجامعة و يشربون العصير..

كان يتضح على راشد السرحان وأنه كان مشغولاً يفكر بشيء ما..

بشار قرر كسر الصمت بسؤاله: وش اللي ببالك؟

راشد احتسى رشفة من العصير وهو صامت ولم رد..

بشار بفضول: ودي أعرف هالمخ اللي عندك بشنو يفكر، أموت وأعرف وش اللي يدور براسك!

راشد بابتسامة خبيثة: هه أنت عارف اني أفكر ببنت عبد الله الباقي صح؟

بشار بإيماء: ايه أما ليش بسألك.. وبعدين تعال انت ما قلت لي شنو بتسوي معاها

راشد بنظرات خبيثة لا تحمل الخير أبداً: بعده بدري على هالسؤال يا بشار، هه قول وش ما بسوي معاها!!!

بشار لم يكن مرتاحاً لكلام راشد: ترا كلامك هذا ما ريحني أبد

راشد بسخريه: وهذا المطلوب، بخليها تذوق المر وأدفعها ثمن فعلة الكلب عبد الله!!

بشار بنوع من القهر: أنت من صجك صاحي على نفسك وش قاعد تقول أنت؟ يا يبه البنت مالها دخل شفيك؟ هذا ذنب أبوها مو ذنبها أصحى على نفسك يا ريال وش قاعد تقوول!

راشد بغيض: إلا ذنبها.. ذنبها أنها بنته وجات بطريقي!

~ ~ ~ ~ ~ ~

في سكن الطالبات وبالتحديد في شقة كيان والبنات..

مريم وكيان في غرفتهم وجالسات على سرير مريم التي كانت تحكي لكيان ما حدث معها اليوم وكلام بشار لها والحزن يكسو ملامح وجهها السمِح..